الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة
الناشر
دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م
مكان النشر
الرياض
الله ﷺ حين هرب يوم الفتح وذهب إليه، وهو يريد أن يركب البحر برداء رسول الله ﷺ أو ببرده، فانصرف معه، فوقف على رسول الله ﷺ وناداه في جماعة الناس: يا محمد، إنَّ هذا وهب بن عُمير يزعم أنك أمَّنتني على أسير شهرين. فقال له رسول الله ﷺ: " أَنزِلْ أبا وهب ". فقال: لا، حتى تُبين لي. فقال رسول الله ﷺ: " أَنزِل، فلك تسييرُ أربعة أشهر ".
وخرج معه إلى حُنين، فاستعاره رسول الله ﷺ سلاحًا، فقال: طوعًا أو كرها؟ فقال: " بل طوعا عاريَّةً مضمونةً "، فأَعاره. وأعطاه رسول الله ﷺ يوم حنين فأكثر. فقال صفوان: أَشهد بالله ما طابت بهذا نفس إلا نفس نبيٍّ فأَسلم وأقام بمكة. ثم إنه قيل له: من لم يهاجر هلك، ولا إسلام لمن لا هجرة له. فقدم المدينة مُهاجرًا، فنزل على العباس بن عبد المطلب، وذكر ذلك لرسول الله ﷺ، فقال: " لا هجرة بعد الفتح ". ثم أمره رسول الله ﷺ أن ينصرف إلى مكة، فانصرف إليها، فأقام بها حتى مات. وفي الموطأ في كتاب الحدود: مالك عن ابن شهاب، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان أنَّ صفوان بن أمية قيل له: إنه من لم يهاجر هلك، فقدم صفوان بن أمية المدينة فنام في المسجد، وتوسَّد رداءه. فجاء سارق فأخذ رداءه. فأَخذ صفوان السارق، فجاء به إلى رسول الله ﷺ، فأمر رسول الله ﷺ أن تُقطع يده. فقال صفوان: إني لم أُرِدْ هذا يا رسول الله، هو عليه صدقة. فقال رسول الله ﷺ: " فهل لا قبل أن تأتيني به؟ ". وكان صفوان بن أمية أحد أشراف قريش في الجاهلية. وكان جوادًا مُطعمًا. وكان يقال له: " سدادُ البطحاء ". وهو أحد المؤلفة قلوبهم، وممَّن حسُن إسلامه منهم. وكان أفصح قريش لسانًا. ويقال إنه لم يجتمع لقومٍ أن يكون مهم مُطعمون خمسة إلا لعمرو بن عبد الله بن صفوان
1 / 108