108

الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة

الناشر

دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

مكان النشر

الرياض

وعففت عن أثوابه ولو انَّني ... كنت المقطَّر بذَّني أثوابي
ولا تحسبنَّ الله خاذل دينه ... ونبيِّه يا معشر الأَحزاب
وأمَّا أسامة بن لؤي: فخرج إلى عُمان، وكان بها. ويزعمون أنَّ عامر بن لؤي أخرجه، وذلك أنه كان بينهما شيءٌ. ففقأ سامة عين عامر، فأخافه عامر، فخرج إلى عُمان. فيزعمون أن سامة بن لؤي بينا هو يسير على ناقته إذ وضعت رأسها ترتع. فأخذت حيةً بمشرفها فهصرتها حتى وقعت الناقة لِششقِّها، ثم نهشت سامة فقتلته، فقال سامة حين أحسَّ بالموت، فيما يزعمون، من قصيدةٍ:
بلِّغا عامرًا وكعبًا رسولًا ... أنَّ نفسي إليهما مُشتاقه
إن تكن في عُمان داري فإني ... غالبيٌّ خرجت من غير فاقه
ربَّ كأس هرقت يا بن لؤيٍّ ... حذر الموت، لم تكن مُهراقه
رُمت دفع الحتوف يا بن لؤيٍّ ... ما لمن رام ذاك بالحتف طاقه
قال ابن هشام: وبلغني أن بعض ولده أتى رسول الله ﷺ فانتسب إلى سامة بن لؤي، فقال رسول الله ﷺ: " آلشاعر؟ ". فقال له بعض أصحابه: كانَّك يا رسول الله أردت قوله:
ربَّ كأسٍ هَرقت يا بن لؤيٍّ ... حذرَ الموت، لم تكن مُهراقَه
قال: " أجل ".

1 / 122