نسبه أما نسبه الشريف فقد تقدم في ذكر نسب والده -سلام الله على أرواحهما-، وأمه -عليه السلام- الشريفة الفاضلة الطاهرة مريم بنت ناصر بن عبد الله بن علي بن داود الغرباني الأميري، من ذرية القاسم بن علي العياني -عليه السلام-.
حليته
وأما حليته فكان معتدل القامة ربعة، أسمر اللون، منور الوجه ممتد، واسع الجبهة، أهدب الأشفار يعلوه البهاء، معتدل اللحية طويلها إلى الكبر أقرب، عبل الذراعين.
مولده
وأما مولده فإنه ولد لليلتين خلتا من شهر شعبان سنة تسعين بتقديم التاء الفوقانية وتسعمائة سنة بتقديم التاء أيضا في دار الإمام الناصر لدين الله الحسن بن علي بن داود المؤيدي -عليه السلام- في بيت عداية من جبل سيران كما نقل عن خط والده -عليهما السلام-.
ومدة خلافته سيأتي ذكرها، وكذا موضع قبره -سلام الله عليه-.
نشأته
وأما نشأته فكان -عليه السلام- من صغره معروفا بالطهارة والبعد عن قرناء السوء وأهله، وإنما همه العلم والشغل به حتى كان كما سيأتي طرف من ذلك لا يعرف في غير المكتب، ثم بعده في الطلب، وسمعته -سلام الله عليه- مرارا يتكلم بما يعرف منه أنه لا يعرف غير الطاعات، فمن ذلك أنه بلغه أن قوما من وادعة وجد عندهم شجرة التتن التي تهالك فيها عالم من الناس فرأيته يتغيظ كثيرا ويقول: ومن أين أتى ذلك إليهم وكيف وصوله بلدهم؟! وأكثر من ذلك، ومن ذلك أن رجلا من بلاد سجدا حمل إليه وقد قتل قريبا له فقضى بينهم بالقصاص مع استكمال شرائطه ثم قال له قائل: هؤلاء اقتتلوا وهم على الخمر وفي حال السكر فعظم عليه كثيرا وقال: ومن أين دخل عليهم هذا البلاء وكيف، ومن أعلمهم وكذا وغير ذلك كثير.
صفحة ٥