وفيما بلغ(1) عن الأمير علي بن شمس الدين صاحب كوكبان أنه قال الحسن غاب فالواجب على الإمام رده أو كما قال.
وقال بعض أمراء العجم في صنعاء لما أخبروه لله أبوه رحم الله والدا ولده، وكما قال فانظر كم بين القولين الله المستعان. وأقام بعد ذلك موازرا الإمام معينا له كافيا وسلامه عليهما.
ومما قيل فيه من التهنية بوصوله، من الشعر قول السيد العالم الأديب صلاح الدين صلاح بن عبد الخالق بن يحيى بن جحاف وهو:
عناية من كريم ما يشا يكن
وللإرادة وقت فيه ينفذ في
فلا يقدمه تدبير محتنك
الله عن كل تدبير يدبره ... لا حيلة البشر الموصوف بالوهن[59/أ]
معلوم من نسق الأشيا على سنن
ولا يؤخره تفريط ذي إفن
عبد لإيجاد شيء قد قضاه غني
محض التوكل تفويض الأمور إلى
وهل أتاك من الأنباء ما ضحكت
وما استهل له وجه الزمان وما
بشرى أشاد بذكراها الملائك في ... عناية الله ذي الإحسان والمنن
له ثغور المنى في الشام واليمن(2)
أزال ما بحسين الدين من غصن
برازخ القدس والأطيار في الوكن
والإنس أجمع من بدو ومن حضر
واستبشرت ملة الإسلام وانكشفت
ورد في عود دين الله نضرته
إحسان ربك في استخلاصه حسنا ... والجن من ساكني الأوهاد والقنن
عن البرايا جلابيب من الحزن
وقد ذوى منه قدما ناظر الفطن
من بعد أن أيس الراجون من حسن
إذ بات يعمل فكرا في الخلاص ومن
واستعمل الحزم في تدبير مخرجه
حتى تخلص من نقب على وجل
وبات يسري وعين الله تكلؤه ... ييسترفد الله عونا منقذا يعن
فلم يقصر ولم يعجز ولم يهن(3)
من حيث لا بشر يقوى على طعن
بالصحب والمال والأولاد والسكن
كأن ما كان في قصر يدبره
فجاء في مثل حال كان فارقنا
مسلما لم تناوله الخطوب بما
كأنما كان جفن الخطب منطبقا ... عن أمر راض عليه الدهر مرتكن
فيها كأن لم يذق أسرا ولم يبن
ينال مشبهه في المال والبدن عليه وهو به في أطيب الوسن
صفحة ١٥٥