الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

عبد الله بن الهادي بن يحيى بن حمزة ت. 810 هجري
90

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون(112)وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون(113) {بلى} يدخلها {من أسلم وجهه لله} أي: من أخلص نفسه له وانقاد لأمره وبذل له وجهه في السجود {وهو محسن} في عمله مصدق بالقرآن {فله أجره} أي: الذي يستوجبه {عند ربه} أي: جزاء عمله الذي وعده الله به في الجنة {ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون} يعني أنهم على يقين من ذلك وليس حاله كحال أهل العقاب في الخوف والحزن والخوف عما يلحق الإنسان لأمر متوقع والحزن عما يلحقه لأمر واقع {وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء} أي: على شيء يعتد به وهذه مبالغة عظيمة لأن المحال والمعدوم يقع عليهما اسم الشيء فإذا نفي إطلاق اسم الشيء عليه فقد بولغ في ترك الاعتداد به، وسبب هذه الآية أن وفد نجران قدموا مع اليهود وكفر كل واحد من الفريقين الآخر وقوله {وهم يتلون الكتاب} يعني الفريقين يتلو التوراة والإنجيل، وقد وقع بينهم هذا الاختلاف وكتابهم واحد فدل بهذا على ضلالهم {كذلك قال الذين لا يعلمون} يعني كفار الأمم الماضية وكفار هذه الأمة {مثل قولهم} في تكذيب الأنبياء والاختلاف عليهم فسبيل هؤلاء الذين يتلون الكتاب كسبيل من لم يعلم الكتاب من المشركين مع الإنكار لدين الله {فالله يحكم بينهم يوم القيمة} أي: يريهم عيانا من يدخل الجنة ومن يدخل النار{فيما كانوا فيه يختلفون } من الأديان.

وعن الحسن حكم الله بينهم أن يكذبهم ويدخلهم النار.

صفحة ٩٧