163

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولامة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون(221)ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين(222) {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} أي: لا تتزوجوهن والمشركات الحربيات والآية ثابتة وقيل المشركات الحربيات والكتابيات جميعا، لأن أهل الكتاب من أهل الشرك لقوله تعالى:{وإذ قالت اليهود عزير بن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله} وهي مفسوخة بقوله: {والمحصنات من الذين[97{ أتوا الكتاب من قبلكم} والمائدة كلها ثابتة لم ينسخ منها شئ قط، وهو قول ابن عباس. وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمبعث مرثد ابن أبي مرثد الغنوي إلى مكة ليخرج منها أناسا من المسلمين وكان يهوى امرأة في الجاهلية اسمها عناق، فأتته وقالت لا تخلو فقال ويحك إن الإسلام حال بيننا قالت: فهل لك أن تتزوج بي قال نعم ولكن أرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأستمره فاستأمره فنزلت ولأمة مؤمنة أي ولمرأة مؤمنة حرة كانت أو مملوكة {خير من مشركة ولو أعجبتكم} يعني المشركة بمالها وجمالها {ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا} يعني: لا يجوز المسلمة المشرك بحال {ولعبد مؤمن} أي: حرا أو مملوك لأن الناس كلهم عبيد الله وإمائه {خير من مشرك ولو أعجبكم} أي: ولو كان الحال أن المشرك يعجبكم وتحبونه، فإن المؤمن خير منه مع ذلك {أولئك} معنى المشركين والمشركات {يدعون إلى النار} أي: إلى لكفر الموجب للنار فحقهم أن لا تولوا ولا تصاهروا ولا يكون بينهم وبين المؤمنين إلا المناصبة والمحاربة {والله يدعو إلى الجنة} يعني أولياء الله وهم المؤمنون يدعون إلى الجنة والمغفرة وما يوصل إليهما فهم الذين تجب موالاتهم ومصاهرتهم وأن يؤثروا على غيرهم {بإذنه} بتيسير الله وتوفيقه إلى العمل الذي يستحق به الجنة والمغفرة {ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون} أي: أراد أن يتذكروا فيتفكروا {ويسألونك عن المحيض} هو حيض المرأة {قل هو أذا} أي: شئ يتقذر ويؤذي من تقربه كراهة له {فاعتزلوا النساء في المحيض} فاجتنبوهن والمعنى واجتنبوا مجامعتهن.

صفحة ١٨٥