وذاك أن السفهاء جعلوا ........ ذلك عادة عليها عولوا فاستعملوها في مقام اللهو ........ مكان خمرهم بهذا النحو
يدار كاسها ككاس الخمر ....... وسميت باسمها في الذكر
كخمرة وقهوة وكاس ........ في هيئة سائغة للحاسى
تشبها منهم بشرب المسكر ....... وهي أمور منعها لم ينكر
نفس التشبه الحرام لا سوى ....... فذا هو المانع لا نفس الهوى
لله ما أطول ذاك النظرا ........ في قطع مادة الفساد إن طرا
وبعد أن طال الزمان واختفى ....... مراد ما عناه من قد سلفا
قام أناس ما دروا بالأصل ........ يستبعدون قول غير الحل
وذاك حيث ادرس التشبه ........ وصار وجه الحل فيها أوجه
ورب شيء يحرمن بوصف ....... وينتفى المنع بنفى الوصف
له نظائر من الاحكام .......... يفوت حصرها إلى التمام
كتاب النكاح
ثم النكاح سنة المختار ......... والمرسلين صفوة الأبرار
إن كنت من إخواننا تزوج ....... لتحرز الدين من التعوج
إن النكاح يكسرن النظرا ........ ويحفظن الفرج عما حجرا
وشهوة الجماع أقوى شهوة ...... وكسرها يحتاج أعلى قوه
وفتنة الناس على الأزمان ....... أكثرها من شهوة النسوان
فكم صريع للغواني قتلا ........ وكان بالنفس شحيحا أبخلا
تقوده شهوته فيطمع ......... في امرأة وهو عليها يصرع
ياعجبا من هذه الأحوال ....... أين العقول معشر الرجال
من استطاع أن يعيش عزبا ...... فذلك الفوز له قد وجبا
قد استراح من معاناة النسا ...... وارتاح من قول لعل وعسى
وهي طريقة المسيح قد وفا ...... بها ولكن غيرها المصطفى
فمات عن تسع وحث أمته ........ على الزواج كي يصيبوا سنته
ولهم بذا الزواج أربع ........ وبالتسرى كيف شاءوا أجمعوا
ومن رأى بزوجة غناء .......يجوز أن يزيد مهما شاء
وليس كالأكل إذا ما شبعا ...... فأكله من بعد ذاك منعا
لأنه نوع من الاسراف ........ وكثرة التزويج للعفاف
لكنه يمنع أن يزيدا ...... إن خاف أن يعوج أو يحيدا
صفحة ١٠