فقال له زياد: إني أريد مشاورتك في أمر، فقال: إني جائع، ولا رأي لجائع، فقال: أحضروه الطعام فلما قضى حاجته منه، قال له: هات، فقال: إني حاقن، ولا رأي لحاقن فقال: " يا عجلان أدخله المتوضأ، فلما خرج سأله عن أمره، فما قال له شيئا إلا وأحسن الجواب عنه ".
وكان يقال: " لا تدخل في مشورتك بخيلا فيقصر بفعلك، ولا جبانا فيخوفك ما لا تخاف، ولا حريصا فيعدك ما لا يرجى ، فإن البخل والجبن والحرص طبيعة واحدة، يجمعها سوء الظن ".
وكان يقال: " ما استنبط الصواب بمثل المشورة ولا حصنت النعم بمثل المواساة، ولا اكتسبت البغضة بمثل الكبر ".
استشار أبو جعفر المنصور سلم بن قتيبة فقال له: ما تقول في أبي مسلم؟ فقال: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} . [الأنبياء: 22] قال: حسبك.
صفحة ١٦٧