جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف

ويليام دويل ت. 1450 هجري
125

جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف

تصانيف

V

ونسخته المقلوبة رأسا على عقب تشير إلى فرج المرأة، والخط المتعرج يشير إلى الماء، وهكذا. وعلينا ألا نعجب من الإشارة المتكررة إلى الأعضاء التناسلية للإنسان؛ فهي تمثل أكثر الاختلافات الواضحة بين الرجال والنساء العراة، وكان لفعل التناسل من أجل إنتاج حياة جديدة دلالات دينية منذ وقت طويل. وربطت ماريا جيمبوتاس، وهي عالمة آثار ذات خيال واسع، بين مثل هذه الإشارات الظاهرية للأعضاء التناسلية الأنثوية وربة الأرض الكبرى، التي يقال إن تأثيرها المفيد حمى جزءا كبيرا من أوروبا في هذا الوقت.

18

لكن ألم تكن أقدم النصوص التي عثر عليها في مدينة الوركاء السومرية عن المحاسبة وليس عن التراث الشعبي أو الأساطير؟ أحد أشد أنصار وجهة النظر هذه هي دنيس شماندت-بيسرات؛

19

فقد درست أكثر من 10 آلاف قطعة صغيرة أو «عملات» مصنوعة من الطمي عثر عليها في جميع أنحاء الشرق الأدنى،

20

يصل عمر كثير منها حتى 10 آلاف سنة. وتفاوتت أشكال هذه القطع؛ فمنها الأشكال الكروية والبيضاوية، والأشكال الأسطوانية والأقراص، والأشكال المخروطية والأشكال الهرمية الصغيرة. وتعتقد شماندت-بيسرات أن كل شكل كان يشير إلى سلعة مختلفة؛ مثل مكيال من الحبوب، أو وعاء من الزيت، أو رقيق، أو حيوان أليف، وهكذا. وكان عدد العملات، التي كان بعضها مثقوبا ومربوطا معا على شريط، يشير إلى عدد أي شيء ترمز إليه. تذكر أن الإنكا استخدموا العقد على الشرائط من أجل الإشارة إلى الكم (رغم أنهم لم يتوصلوا قط إلى اختراع كتابة). إذن ما الصلة بين العملات الطينية وظهور الأرقام المكتوبة؟ إنه اكتشاف أنه منذ نحو 5500 سنة اخترع نظام آخر للحساب. وفي هذا النظام كانت العملات توضع داخل لوح أكبر من الطمي على شكل مظروف، كان يغلق عليها بعد ذلك. وبعد ذلك كانت تنقش صورة ثنائية الأبعاد لنوع الألواح الموجودة داخل أي مظروف - كروية أو بيضاوية أو مخروطية أو أسطوانية - على الجزء الخارجي من المظروف. وفيما بعد رأى المحاسبون في الوركاء عدم وجود حاجة لوضع العملات فعليا داخل الوعاء الطيني على الإطلاق. فلماذا لا يشيرون ببساطة إلى نوع السلعة على اللوح الطيني باستخدام الرمز المعتاد لها ثم يضيفون علامة أخرى تشير إلى الكم؟ وبالتدريج تغيرت هذه الرموز، وأضيفت رموز أخرى، لكن في الواقع فإن تسلسل الأحداث الذي افترضته دنيس شماندت-بيسرت ربما يعبر جيدا عن أصل أول كتابة اخترعها الإنسان؛ الكتابة المسمارية للسومريين.

21

تجسد ممارسة الطب الابتكار التكنولوجي؛ فكانت قائمة على التجربة والخطأ وليس على العلم.

صفحة غير معروفة