أنخ أيها الصادي الشديد ظمؤه ... ورد منهلا أحلى من الشهد ماؤه وسل عند باب المصطفى أي حاجة ... أردت وما تهوى فرحب فناؤه
... ومما يحرك له القلب، ويطرب إليه الصب:
أنخ الركائب في فناء الدار ... وأنزل بساحتها نزول الجار
يهنيك يا سعد الوصول إليهم ... فلقد بلغت منازل الأبرار
... ومن الآداب السنية:
أنخ مطاياك إن ظفرت بهم ... واطلب قراهم فإنهم عرب
واسع على الرأس خاضعا نفسي ... ... يشفع فيك الخضوع والأدب
... ومما رق نسيمه، ودق تسنيمه:
سلم سلمت على سلمى بذي سلم ... وسل سليمى عن المحجوب في الخيم
والثم لثام ثمام حول حلتها ... طابت به نسمات الطيب في النسم
... ومما يرتشفه السمع رخاء، ويمد عليه النسيم من الرقة جناحا:
غير ليلى لا يرى في الحي شيء ... سل متى ما رتبت عنها كل حي
كل شيء سرها فيه سرى ... فلذا يثنى عليها كل شيء
... ومما يتحرك له الرأس في هذا الجناس:
إذا نحن أثنينا عليك بصالح ... فأنت كما نثني وفوق الذي نثني
وإن جرت الألفاظ منا بمدحة ... لغيرك إنسانا فأنت الذي نعني
... وما أصدق المدح في سلك هذه الملح:
المدح يدري أنكم أكبر ... من كل ما ينظم أو ينثر
وإنما يثني على فضلكم ... ... كل ولي بالذي يقدر
وكيف يقضي حقكم مادح ... ظلت قوافيه بكم تفخر؟
... ومن أحسن الكلام في مثل المقام:
نعم هذه الدار التي أنت تطلب ... إلى أين عنها يالك الخير تذهب
أعن دار سعدى بعدما بان بانوها ... وفاح شذا أنفاسها تتجنب
ولاحت وهل يوما توارت وإنما ... بتنزهها عن ذاك طرفي يكذب
... ومن أحسن ما وشته الأقلام، وحصل به المرام:
الحمد لله هذا القصد والسؤل ... حبل الوصال بخير الرسل موصول
هذا مرادي وهذا منتهى أملي ... وكم وكم كان لي في الوصل تأميل
هذا أسر سرور قد سررت به ... فالسعد ساعدني والشمل مشمول
هذا الهناء والمنى والخير أجمعه ... فالصدر منشرح والقلب مثمول
صفحة ٤٨