وهذه نوبة الأشباح قد حضرت ... فامدد يديك كي تحظى بها شفتي ... حكى الجلال السيوطي: أن السيد أحمد الرفاعي - رحمه الله تعالى- أنشد هذين البيتين عند القبر الشريف، فبرزت اليد الكريمة من تحت الستر حتى قبلها، وظفر بيمنها وبركتها.
... وما أحسن ما قال:
إذا لحت لي ناجتك كل جوارحي ... وإن غبت عن عيني أناجيك بالقلب
فأنت ملء قلبي حضورا وغيبة ... وأنت جلاء عيني في حالة القرب
... ومن هذه الدرر في هذه الغرر:
كل ربع تحل فيه ربيع ... كل دار حوتك دار المقام
كل يوم أراك فيه فعيد ... النحر عندي في خلق أهل الملام
... ومما راق مبناه، ورق معناه:
نعم لولاك ما ذكر العقيق ... ولا جابت له الفلوات نوق
نعم أسعى إليك على عيوني ... تدانى الحي أو بعد الطريق
إذا كانت تحن لك المطايا ... فماذا يفعل الصب المشوق؟!
... وما ألطف ما قال:
هنيئا لمن أمسى وأنت حبيبه ... ولو أن نيران الغرام تذيبه
وطوبى لقلب أنت ساكن سره ... ولو بان عنه إلفه وقريبه
وتبا لمطرود عن الباب مبعد ... لقد ضاق في هذا الوجود رحيبه
... ومن هذا النظم الجميل:
يا طيب الأصلين يا من قربه ... يهدي المسرة للأحبة والهنا
إن لم تكن عيني فإنك نورها ... أو لم تكن قلبي فأنت له المنى
... ومن هذا الدر المكنون في سلك هذه الفنون:
أما والذي أضحك وأبكى والذي ... أمات وأحيا والذي أخرج المرعى
لقد خاب من يسعى لغير بابكم ... وفاز الذي يوما إلى بابكم يسعى
... وما أوقع ما قال في حق كثير من الرجال:
إني وإن بعدت داري لمقترب ... منكم بحسن موالاة وإخلاص
فرب دان وإن أبدي مودته أشهى ... إلى القلب منه النازح القاصي
... ولله در القائل:
حاولتها فوجدت أسباب الرجاء ... موصلة بالياس من أسبابها
إلا لمن أعطى الصبابة حقها ... وأتى بيوت الحي من أبوابها
... وأنشد الجمال الطبري لنفسه:
صفحة ٤٧