الكوكب الدري من شأنه ... يخفي وجه السراج المنير فكثروا الجوهر وقللوا ... ... فالجوهر الفرد عديم النظير
... وللسلطان أحمد خان عليه الرحمة والرضوان الآثار الحسنة، والمآثر المستحسنة، والصلات الجاري ثوابها في صحائفه، والهبات التي خلدت في صحف أخبار مكارمه، ولطائفه.
من ص 74-82
... ميضاء باب الرحمة:
... ومن أحسن آثاره الباقية حسناته على تعاقب الملوان: الحنفية المجاورة لباب الرحمة، فإنه حسن وضعها، وعم من في المدينة المنورة نفعها.
إن آثارنا تدل علينا ... فانظروا بعدنا إلى الآثار
... أو كما قال:
هم الملوك إذا أرادوا ذكرها ... من بعدهم فبألسن البنيان
إن البناء إذا تعاظم شأنه ... أضحى يدل على عظيم الباني
... وعلى الخصوص ذلك السبيل المشتمل على الماء السلسبيل، فإنه عز ، وسما وصفه على الواصف، وأبى إلا أن يتزايد ثوابه المتضاعف.
سلسبيل الماء فيه مطلق ... قيد الناس بطيب المورد
قد سرى بين الرياض ذبحت ... برخام أبيض في أسود
وحلا في العين من مرمرة ... شكل زهرة جل عن قطف اليد
... وفي سنة سبع وأربعين وألف من الهجرة المأمونة من الرجف، قدم المولى الذي تشرفت ديباجة هذا الكتاب بألقابه الشريفة، وتعطرت أزهار أروقته بنشر شمائله الشائقة اللطيفة، لا زالت رايات العز بسعوده خافقة، وسواجع السعد بصعوده ناطقة، ولا برحت أعوامه مواسم التهاني، وأيامه مباسم الأماني أعياده تعود مجددة السعود، مغدقة بالجود أيامه عائدة، قد خلدت محامده بالدعوات الصاعدة، وذلك بعد قضائه للمناسك الشريفة إلى هذه المدينة الوريفة، ومعه حجر من الألماس محفوف بأحجار مختلفة، مكفوفة بصحائف الفضة، والذهب، وهذا الحجر من آثار صدر الدولة العثمانية الشديد، وعماد الخلافة الخاقانية، وأمينها الرشيد، المسدد بعناية الله تعالى في الأقوال، والأفعال، والقائل فيه بشهادة الواقع لسان الحال:
صفحة ٤٣