... يسن للزائر أن يقصد الروضة المطهرة مع الوقار، والافتقار، فيصلي تحية المسجد بمصلاه عليه وآله الصلاة والسلام، وهو المحراب النبوي، ويسجد للشكر على نعمة الوصول إلى هذا المقام، ثم يقصد القبر الكريم من نحو الرأس الشريف كما هو المأثور عن أهل البيت ، مع أن فيه إيثار الأشرف، فهو الأليق بالأدب، ولأنه عليه وآله الصلاة والسلام لما فرغ من دفن إبراهيم قال عند رأسه: ((السلام عليكم)) وهو ظاهر في أن السلام من جهة الرأس، ويختم بوقوفه عند رأس القبر الشريف عند نهاية الصفحة الغربية مما يلي القبلة بصف أسطوانة التوبة؛ إذ هو موقف السلف فيدعو، ويصلي، ويسلم. وعن المجد اللغوي: السلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم عند قبره أفضل من الصلاة للأخبار الواردة، وينبغي بعد زيارة اللقاء أن يجمع بين الصلاة والتسليم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: لا ينبغي الصلاة على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقيل: يقصرونها على الأنبياء، وقيل: عليه دونهم، وقيل: بجوازها مطلقا بلا كراهة، وقيل: تبعا، ومثلها السلام، إلا إذا كان تحية، أو لحاضر، أو لحي غائب. حكاه ابن حجر.
... مسألة:
... من استودع السلام قال: السلام عليك يا رسول الله من فلان ابن فلان، وإبلاغه سنة؛ لأنه للاستمداد منه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بخلاف إرسال السلام للغائب؛ فإنه إبلاغه واجب على من لم يصرح بعدم قبول تحمله عقب التحميل؛ لأن في تركه وسيلة المقاطعة المحرمة.
... مسألة:
صفحة ٣٥