الطلع لقاح النخل ، يتكون في ظروف كالمسك تسمى كيزانة فيصير داخله كصغار اللؤلؤ المنضة (2)، فإذا تفتحت عنه خرج كالدقيق الأبيض ، دسما كرائحة المني ، يلقح به إناث النخل فتصح وهو بارد في الأولى أو الثانية (3) يابس في الثانية بطيء الهضم مولد لأوجاع الصدر وبرد المعدة وعسر البول يصلحه الحلوى وأما الناعم منه البالغ فلا نظير له في تهييج ولا كرائحته في تهيج النساء وفي كتاب تحفة الملوك إذا [أخذت مثقالا من بذر اللفت] (4) ومثله من السكر ومضغته وبلعته حصل لك ألفاظ في الوقت ولم يزل كذلك إلى أن تشرب الخل وترش منه على القضيب فحينئذ يسكن قال وهو من المجربات [ومن منافع الطلع انه يقوي الأحشاء ويمنع انصباب المواد ومن شعر كشاجم فيه (5) ] :
قد أتانا الذي بعثت إلينا
وهو شيء من وقتنا معدوم
[قال بن المعتز] :
أفدي الذي أهدى إلينا طلعه
أهدى إلى قلبي المشوق بلابلا
ولقد أحسن التشبيه من قال :
أما ترى الطلع يحكي
لناظري حين أقيل
البلح الأخضر. بارد يابس ، والحلو منه يميل إلى الحرارة وفيه قبض يصدع وكثير ما يوقع في الناقض قال محمد بن يسار :
جاء بها رامحة كالعبهر المستنشق
وقال سهالنا (7) فقلت غير مطوق
وقال ابن الرومي في البسر الأصفر!!
صفحة ١٧٦