الدعاء من عبادي وترى حفظتي تقرب بني آدم بما أنا مقويهم عليه ومسببه لهم يا موسى قل لبني إسرائيل لا تبطرنكم النعمة فيعاملكم السلب ولا تغفلوا عن الشكر فيقارعكم الذل والحوا في الدعاء تشملكم الرحمة بالإجابة وتهنيكم العافية.
قال وروي أنه لما بعث الله موسى وهارون إلى فرعون، قال لهما: لا يروعكما لباسه فان ناصيته بيدي، ولا يعجبكما ما متع به من زهرة الدنيا وزينة المترفين، فلو شئت زينتكما بزينة يعرف فرعون حين يراها أن مقداره يعجز عنها، ولكني أرغب بكما عن ذلك، فأزوي الدنيا عنكما وكذلك أفعل بأوليائي لأزودهم عن نعيمها كما يزود الراعي عن موارد الهلكة، واني لأجنبهم سلوكها كما يجنب الراعي الشفيق غنمه عن موارد الغرة، وما ذلك لهوانهم علي، ولكن ليستكملوا نصيبهم سالما موفرا، وإنما يتزين لي أوليائي بالذل والخشوع والخوف الذي يبيت في قلوبهم فيظهر على أجسادهم فهو شعارهم ودثارهم الذي يستشعرون، ونجاتهم التي بها يفوزون، ودرجاتهم التي لها يأملون، ومجدهم الذي به يفخرون، وسيماهم التي بها يعرفون يا موسى فاخفض لهم جناحك وألن لهم جانبك وذلل لهم قلبك ولسانك واعلم أنه من أخاف لي وليا أرصد لي بالمحاربة، ثم أنا الثائر لهم يوم القيامة.
قال وروي ان موسى مر برجل وهو يبكي ثم رجع وهو يبكي فقال: الهي عبدك يبكي من مخافتك، فقال يا موسى لو نزل دماغه
صفحة ٧٣