والآخر فيما ورد من طرق العامة وكتبهم فخرج في البابين ما يروي الغليل ويشفي العليل، ويهدي إلى سواء السبيل.
ولا ريب أن الأحاديث الشريفة القدسية التي ذكرت في هذين البابين واتفق على نقلها كلا الطائفتين وصحت أسانيدها من الطريقتين وانعقد عليها إجماع الفريقين قد تجاوزت بكثرتها حد التواتر المعنوي، وأوجبت لذوي الانصاف العلم اليقيني، وحكمت بالبرهان الصحيح القطعي بوجوب اتباع مذهب، الامامية وأن الحق مع الفرقة الناجية الاثني عشرية، وأن مذهبهم واجب لاتباع، قد انعقد على برهانه الاجماع وارتفع فيه النزاع، وكم قام لهذه الدعوى من دليل قاطع واتضح لها من برهان ساطع.
وحسبك ما اشتمل عليه كتاب الألفين مع تواتر الأحاديث من الجانبين.
والفضل ما شهدت به الأعداء.
وإذا وقفت على ما ورد في هذا المعنى من الأحاديث القدسية علمت بورود أضعاف أضعافه من السنة النبوية مضافا إلى النصوص القرآنية والبراهين العقلية.
والحق جديد وإن طالت عليه الأيام، والباطل مخذول وإن نصره أقوام كما قال أمير المؤمنين عليه السلام وأرجو أن يكون هذا الكتاب فائقا على جميع المصنفات مختصا بالمحاسن التي لا توجد في غيره من المؤلفات إذ تفرد بجلالة الموضوع، وجمع المهم من الأصول والفروع، واشتماله على المواعظ اللطيفة الشافية والوصايا الكافية الوافية، والفوائد العالية الغالية.
صفحة ٥