لولا المنية ساد الناس كلهم ... الجود يفقر والإقدام قتال قلت: وقول هذا مشير إلى الجود والشجاعة.
وقول حسان رضي الله عنه يشير إلى الجود وحده، ولكن قد ضم إليه الشجاعة في مدح قومه، حيث قال:
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
وأما قول الخنساء في مدح أخيها:
وإن صخرا لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار
فهذا مدح بالغ يشتمل الرأي، وغيره من الأوصاف التي يقتدى بها، وقد فضله الأعشى شيخ الشعراء في عصره على بيت حسان رضي الله عنه مع حسنه، وأخذ على حسان رضي الله عنه فيه أشياء.
فقال: قلت: "الجفنات"، فجمعتها جمع قلة، ولم تقل: الجفان، جمع التكثير.
وقلت: "الغر"، ولم تقل: البيض، والغرة: إنما هي نقطة من بياض في وجه الفرس.
وقلت: "يلمعن بالضحى"، ولم تقل: الدجى.
وقلت: "أسيافنا"، فقللتها ولم تقل: وسيوفنا.
وقلت: "يقطرن"، ولم تقل: يجرين.
قلت: ولا أذكر تعليله بالضحى، ولعل ذلك لثلاثة معان:
صفحة ١٥