* ص *: القواعد، قال الكسائي والفراء: هي الجدر، وقال أبو عبيدة: هي الأساس. انتهى.
واختلفوا في قصص البيت، فقيل: إن آدم أمر ببنائه، ثم دثر، ودرس حتى دل عليه إبراهيم، فرفع قواعده، وقيل: إن إبراهيم ابتدأ بناءه بأمر الله، وقيل غير هذا.
* ع *: والذي يصح من هذا كله أن الله سبحانه أمر إبراهيم برفع قواعد البيت، وجائز قدمه، وجائز أن يكون ذلك ابتداء، ولا يرجح شيء من ذلك إلا بسند يقطع العذر.
{ وإسمعيل }: عطف على { إبراهيم } ، والتقدير: يقولان: { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } ، أي: السميع لدعائنا، العليم بنياتنا، وخصا هاتين الصفتين؛ لتناسبهما مع حالهما، وقولهما: { اجعلنا } بمعنى: صيرنا مسلمين، وكذلك كانا، وإنما أرادا التثبيت والدوام، والإسلام في هذا الموضع. الإيمان والأعمال جميعا، «ومن» في قوله: { ومن ذريتنا } للتبعيض؛ لأن الله تعالى قد كان أعلمه أن منهم ظالمين، والأمة: الجماعة، { وأرنا } قالت طائفة: من رؤية البصر، وقالت طائفة: من رؤية القلب، وهذا لا يصح، قال قتادة: المناسك معالم الحج، واختلف في معنى طلبهم التوبة، وهم أنبياء معصومون، فقالت طائفة: طلبا التثبيت والدوام، وقيل: أرادا من بعدهما من الذرية، وقيل، وهو الأحسن؛ إنهما لما عرفا المناسك، وبنيا البيت، أرادا أن يسنا للناس؛ أن تلك المواطن مكان التنصل من الذنوب، وطلب التوبة.
وقال الطبري: إنه ليس أحد من خلق الله إلا بينه وبين الله معان يحب أن تكون أحسن مما هي، وأجمعت الأمة على عصمة الأنبياء في معنى التبليغ، ومن الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة، واختلف في غير ذلك من الصغائر، والذي أقول به أنهم معصومون من الجميع، وأن قول النبي صلى الله عليه وسلم:
" إني لأتوب في اليوم وأستغفر الله سبعين مرة "
، إنما هو رجوعه من حالة إلى أرفع منها؛ لتزيد علومه ، وإطلاعه على أمر ربه، فهو يتوب من منزلة إلى أعلى، والتوبة هنا لغوية، وقوله: { ربنا وابعث فيهم رسولا منهم.. } الآية: هذا هو الذي أراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
" أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى "
، ومعنى { منهم } ، أي: يعرفوه، ويتحققوا فضله، ويشفق عليهم، ويحرص.
* ت *: وقد تواترت أخبار نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعثته في الكتب السالفة، وعلم بذلك الأحبار، وأخبروا به، وبتعيين الزمن الذي يبعث فيه.
صفحة غير معروفة