ثم ذكر أبو حيان وجوها أخر نحو ما تقدم.
وكبيرة: معناه: ثقيلة شاقة، والخاشعون: المتواضعون المخبتون، والخشوع هيئة في النفس يظهر منها على الجوارح سكون وتواضع.
و { يظنون } في هذه الآية، قال الجمهور: معناه: يوقنون، والظن في كلام العرب قاعدته الشك مع ميل إلى أحد معتقديه، وقد يقع موقع اليقين، لكنه لا يقع فيما قد خرج إلى الحس لا تقول العرب في رجل مرئي أظن هذا إنسانا، وإنما تجد الاستعمال فيما لم يخرج إلى الحس؛ كهذه الآية؛ وكقوله تعالى:
فظنوا أنهم مواقعوها
[الكهف :53].
قال: * ص *: قلت: وما ذكره ابن عطية هو معنى ما ذكره الزجاج في معانيه عن بعض أهل العلم؛ أن الظن يقع في معنى العلم الذي لم تشاهده، وإن كان قد قامت في نفسك حقيقته، قال: وهذا مذهب إلا أن أهل اللغة لم يذكروه، قال: وسمعته من أبي إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضي، رواه عن زيد بن أسلم. انتهى.
والملاقاة هي للثواب أو العقاب، ويصح أن تكون الملاقاة هنا بالرؤية التي عليها أهل السنة، وورد بها متواتر الحديث.
و { رجعون }: قيل: معناه: بالموت، وقيل: بالحشر والخروج إلى الحساب والعرض، ويقوي هذا القول الآية المتقدمة قوله تعالى: { ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون }.
[2.47-48]
قوله تعالى: { يابني إسرائيل... } الآية قد تكرر هذا النداء والتذكير بالنعمة، وفائدة ذلك أن الخطاب الأول يصح أن يكون للمؤمنين، ويصح أن يكون للكافرين منهم، وهذا المتكرر إنما هو للكافرين؛ بدلالة ما بعده؛ وأيضا: فإن فيه تقوية التوقيف، وتأكيد الحض على أيادي الله سبحانه، وحسن خطابهم بقوله سبحانه: { فضلتكم على العلمين }؛ لأن تفضيل آبائهم وأسلافهم تفضيل لهم، وفي الكلام اتساع، قال قتادة وغيره: المعنى: على عالم زمانهم الذي كانت فيه النبوءة المتكررة، لأن الله تعالى يقول لأمة محمد صلى الله عليه وسلم:
صفحة غير معروفة