الجواهر الحسان في تفسير القرآن

أبو زيد الثعالبي ت. 873 هجري
114

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

تصانيف

" إن الله كتب عليكم السعي، فاسعوا "

، صححه الدارقطني؛ ويعضده المعنى، فإنه شعار، أي: معلم لا يخلو عنه الحج والعمرة، فكان ركنا كالطواف. انتهى.

{ ومن تطوع }: أي: زاد برا بعد الواجب في جميع الأعمال، وقال بعضهم: معناه: من تطوع بحج أو عمرة بعد حجة الفريضة، ومعنى { شاكر } ، أي: يبذل الثواب والجزاء، { عليم }: بالنيات والأعمال لا يضيع معه لعامل عمل.

[2.159-160]

وقوله سبحانه: { إن الذين يكتمون مآ أنزلنا... } الآية: المراد ب «الذين»: أحبار اليهود، ورهبان النصارى الذين كتموا أمر محمد صلى الله عليه وسلم وتتناول الآية بعد كل من كتم علما من دين الله يحتاج إلى بثه، وذلك مفسر في قول النبي صلى الله عليه وسلم:

" من سئل عن علم، فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من النار ".

قال ابن العربي: وللآية تحقيق، وهو أن العالم إذا قصد الكتمان، عصى، وإذا لم يقصده، لم يلزمه التبليغ، إذا عرف أن معه غيره، وقد كان أبو بكر وعمر لا يحدثان بكل ما سمعا من النبي صلى الله عليه وسلم إلا عند الحاجة، وكان الزبير أقلهم حديثا، ثم قال ابن العربي: فأما من سئل، فقد وجب عليه التبليغ لهذه الآية، وأما إن لم يسأل، فلا يلزم التبليغ إلا في القرآن وحده، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضيلة التبليغ بأنه قال:

" نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها، فأداها كما سمعها "

انتهى من «أحكام القرآن».

و { البينت والهدى }: أمر محمد صلى الله عليه وسلم ثم يعم بعد كل ما يكتم من خير، و { في الكتب } يراد به التوراة والإنجيل، ويدخل القرآن في عموم الآية.

صفحة غير معروفة