أقول في هذا الحديث دليل على عدم اجتماع الرؤية وبقاء الحياة في الدنيا فكأنه قال تعالى لن تراني وأنت على هذه الحالة بل لابد من الفناء بعده والصعق المعبر عنه في هذا الحديث بالموت ولهذا ورد عن ابن عباس، رضي الله تعالى عنه، أن موسى ﵇ قال: رب أن أراك ثم أموت أحب إلىّ أن لاأراك ثم أحيى. رواه أبو الشيخ وعلى هذا فالمعنى ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه ولم يتدهده بالتجلي فسوف تراني// ١٢٩ // وإن تدهده عند التجلي كما أخبرتك فعند ذلك تراني على الوجه المذكور الذي يعقبه الموت فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا فتحقق الموت بعين اليقين أنه لايراه يابس إلا تدهده فخر موسى بعد التجلي له صعقا فعرف بالذوق وحق اليقين أنه لايراه حي إلا مات والجمع بينه وبين حديث أن الله أعطى موسى الكلام وأعطاني الرؤية هو أن الرؤية منه ﷺ كانت مع الثبات والبقاء بلا صعق بخلاف رؤية موسى ﵇ فهي رؤية خاصة لا مطلق الرؤية فلا منافاة وبالله التوفيق، انتهى.
قلت: هذا الجواب أنه ﷺ مستثنى ممن لو رأى ربه في الدنيا لمات أي فنفس حصول الرؤية له ﷺ في الدنيا من خصائصه، وكذلك ثباته وعدم الصعق عند وجودها من خصائصه أيضا، والله أعلم. (١)
-----------------------------------
(١) ... قمت بحذف ورقة من الكتاب، لاحتوائها على نقول من كتاب لابن عربي الملحد، وهذه النقول عبارة عن منامات فيها أنه رأى الله، ﷿، وتكلم معه.
1 / 77