انتهى كلام شيخنا المنلا إبراهيم والمراد هنا النهي عن القول بجحد القدر فجحد القدر منهي عنه لأن الإيمان بالقدر وإن أصابك ام يكن ليخطأك وإن ما أخطأك لم يكن ليصيبك واجب وإنما حج آدم موسى على نبينا وعليهما الصلاة والسلام لأن لوم موسى ﵇ إنما // ٤٦ // يتجه على تقدير استقلال العبد في كسب أفعاله، والإستقلال باطل بنص: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله)، ونص: (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله)، و(ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن) .
وموسى،﵇ كان يعلم ذلك، فإن الذي قال فيه آدم، ﵇، أعطاه الله علم كل شيىء، وخصوصا اعترف بأن في التوراة كان مكتوبا على آدم، ﵇، قبل أن يخلق بأربعين عاما، كما في رواية أخرى لكن كان حين اللوم ناسيا لذلك كما في قصة الخضر، ﵇، فقال: (أخرقتها لتغرق أهلها)، فلما ذكره الخضر تذكر، وقال: (لا تؤاخذني بما نسيت)، وهذا لما ذكره آدم بالقدر المستلزم لعدم الإستقلال تذكر أن آدم، ﵇، كان مضطرا إلى إختيار ما صدر منه، مما كان سببا للإخراج من الجنة، بنص التوراة لا إستقلالا // ٤٧ // بإختيار وكل ما كان كذلك لم يتجه اللوم فيه. فلهذا حج آدم موسى.
وأما ما يقال أن القدر السابق لو كان حجة للعاصي لبطل الأمر والنهي، فجوابه أن آدم، ﵇، لم يحتج بالقدر على أنه لم يرتكب المنهي عنه، المشار إليه، في لوم موسى، ﵇، أهبطت الناس بخطيئتك إلى الأرض.
1 / 26