هذا، ويعلم الله الذي يعلم السر وأخفى، والذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور أنا لو نعلم أن الحق مع اليهود لتهودنا أو مع النصارى لتنصرنا أو مع أي فرقة أو فئة لاتبعناها غير مكترثين بالآباء والأسلاف، وليس لنا مال على اتباع هذا المذهب ولا شيء من حطام الدنيا، ولا نحب أن نهلك إذا هلكوا ?ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون?[الزخرف:39]، ولا أن نغر الناس ونضلهم إذا ضللنا فنحمل أوزارا فوق أوزارنا ?وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم?[العنكبوت:13].
ولكنا لما اختلفت الأمة وتفرقت فرقا وكل فرقة تدعي أنها على الحق، وتروي عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الروايات وتدعي أن رواياتها هي الروايات الصحيحة لجأنا إلى كتاب ربنا وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - التي أجمع عليها جميع الطوائف فوجدناهما شاهدين لأهل بيت الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - بأنهم على الحق، وأنه يجب على الأمة اتباعهم كالآيات والأحاديث المتقدمة .
وكذا قوله تعالى: ?كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر?[آل عمران:110]، فجعلهم خير أمة لأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ولم نجد مثل هذه الذرية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر من زمان علي بن أبي طالب وزيد بن علي إلى زماننا هذا.
ولقول الله تعالى: ?لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله? إلى أن قال: ?وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما?[النساء:95].
ولم نجد مثل هذه الذرية الطاهرة وأتباعهم رضوان الله عليهم مثابرين على الجهاد إلى يومنا هذا إذا وجدوا لهم أنصارا أولهم علي وآخرهم المهدي - عليهم السلام -.
صفحة ١٩