وقول علي - عليه السلام - في نهج البلاغة: (أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا، أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا يستضاء الهدى، وبنا يستجلى العمى، إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم لا يصلح على سواهم، ولا تصلح الولاة من غيرهم) وهو حجة لقول النبيء - صلى الله عليه وآله وسلم - ((علي مع الحق والحق مع)) و((يا عمار، إذا سلك الناس واديا وسلك علي واديا فاسلك وادي علي ودع الناس)) و((أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب)) ونحوها من الأدلة على حجيته مثل آية التطهير كما سبق.
ووجه دلالة: ((أنا مدينة العلم...)) على حجيته أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أمرنا بأخذ العلم عنه فدل على أنه لا يخطي؛ لأنه لو كان يخطي لكان الله سبحانه وتعالى قد دلنا على اتباع الخطأ وهو قبيح، والله لا يفعل القبيح.
فإن قيل: إذا اتبعنا أهل البيت في الأصول فالتقليد فيها لا يجوز، وأما الفروع فكل مجتهد مصيب.
قيل له: اتباعهم ليس تقليدا، فكما أن الأخذ بالإجماع ليس بتقليد وكذلك اتباع الأنبياء - صلوات الله عليهم -؛ فكذلك أهل البيت؛ لأن الدليل قد دلنا أنهم على الحق، بل أوجب علينا اتباعهم فيجب اتباعهم في الأصول والفروع؛ لأن الدليل لم يفصل مثلما دل الدليل على اتباع الأنبياء - صلوات الله عليهم - ولا نسلم أن كل مجتهد مصيب.
صفحة ١٨