مجموع الإمام القاسم بن محمد عليه السلام (القسم الأول)
تصانيف
والجواب والله الموفق: أما تعظيمهما فوق تعظيم المؤمنين فإنه يجب ذلك فعلا لا اعتقادا إذا لم يبلغا ذلك في الواقع وذلك بأن يجعل لهما مزية في التعظيم ويؤثرهما بتلك المزية على غيرهما؛ لأن الله قد أوجب شكرهما وعطفه على شكره تعالى، فقال تعالى: {أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير}[لقمان:14]، ولم يشرك الله تعالى أحدا في شكرهما كما لم يشرك سبحانه أحدا في شكره، وما ذكرناه من جملة الشكر؛ لأنه في مقابلة تربيتهما قال تعالى: {وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}[الإسراء:24]، وفي مقابلة حنوهما وشفقتهما ومحبة إيصال كل خير إليه، ولتحملهما أذاه من غير كراهة كما جميع ذلك معلوم من حالهما؛ ولقوله تعالى: {حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين...}[لقمان:14] الآية، ولا مشارك لهما في ذلك.
وروى الهادي عليه السلام في (الأحكام) عن زيد بن علي عليه السلام عن آبائه " عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن من تعظيم إجلال الله أن تجل الأبوين في طاعة الله)) فجعل النبي صلى الله عليه وآله ذلك من تعظيم إجلال الله تعالى؛ لأنه امتثال لأمره كما تقدم بيانه.
وقال الهادي عليه السلام في (الأحكام) أيضا: وبلغنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((النظر إلى بيت الله الحرام عبادة، والنظر في كتاب الله عبادة، والنظر في وجه الوالدين عبادة إعظاما لهما وإجلالا))، وعلى الجملة أنه لا يظهر في ذلك اختلاف.
صفحة ٢٢٢