مجموع الإمام القاسم بن محمد عليه السلام (القسم الأول)

الإمام القاسم بن محمد عليه السلام ت. 1029 هجري
185

مجموع الإمام القاسم بن محمد عليه السلام (القسم الأول)

[تفسير قوله تعالى: إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه...]

فإن قيل: فما معنى قوله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم...}[النساء:31] الآية؟

قلت وبالله التوفيق: معنى ذلك: أنه تعالى يغفر ما وقع بعد ذلك هفوة؛ لأنه ليس محادة لله ورسوله، ولا يغفر ذلك لأهل الكبائر؛ لأنهم قد حادوا الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يكونوا من المتقين، والله يقول: {إنما يتقبل الله من المتقين}[المائدة:27] حتى يقبل توبتهم مما وقع هفوة كالمؤمنين، ومن فعل ذلك من المؤمنين ولم يتب ولم يعلم تعمده ولا خطاؤه وجب الوقف لأنه إن قيل: الأصل الإيمان فقد عارضه بكون الأصل في أفعال المكلفين العمد بدليل أنه من قتل قتيلا وادعى الخطأ لم يقبل قوله بإجماع العترة ".

وقد قيل: إن المعصية من أهل السوابق صغيرة ولو كانت عمدا .

صفحة ٢١١