مجموع الإمام القاسم بن محمد عليه السلام (القسم الأول)
تصانيف
[معنى السلام]
فإن قيل: فما معنى السلام؟
والجواب والله الموفق: أن السلام من أسماء الله تعالى قال تعالى: {هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن...}[الحشر:23] الآية، وبهذا المعنى يرد على الفساق.
وبمعنى السلامة قال الله تعالى: {قلنا يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم}[الأنبياء:69]، فلا يجوز عليهم بهذا المعنى إذا قصد به سلامتهم في المستقبل كالرحمة سواء والدليل ما مر.
فإن قيل: فإن قصد المسلم بالسلام الله سبحانه أو السلامة الراهنة، وكذلك بقوله: ورحمة الله الرحمة الراهنة فأي محذور يلزم مع ذلك لو ابتدأ المؤمن بالسلام على من يجب قتاله أو رده عليه؟
قلت وبالله التوفيق: إن ذلك لا يحل لهم لما فيه من الإيناس لهم والتطيب لخواطرهم وذلك خلاف ما قال الله تعالى: {وليجدوا فيكم غلظة}[التوبة:123] فتأمل.
وقال السائل: فإن خشي المؤمن أن يهتك عرضه حيث لم يبدأ بالسلام، أو لم يكن سلامه شافيا، أو حيث لم يحسن خلقه لا سيما إذا كان العاصي قد فعل للمؤمن معروفا ولم يحسن خلقه إليه فهل يجوز لأجل شيء في ذلك؟
صفحة ١٩٢