وصل رجل متوسط القامة أشقر ومنمش؛ كان سعيدا ومنتبها مثل كلب صيد صغير ينتظر شخصا ما لرمي حجر. قال له جرانت: «في 54 شارع ليمونورا رود، جولدرز جرين، يعيش السيد والسيدة راتكليف. أريد أن أعرف طبيعة العلاقة بينهما - أعني كلا منهما مع الآخر. وأيضا أي شيء آخر يمكنك معرفته عن أهل البيت. كلما زاد القيل والقال كان أفضل. أنا أعرف كل شيء عن عمله؛ لذلك لا داعي لإضاعة الوقت في هذا الأمر. أريد أن أعرف عن شئون منزله. يمكنك استخدام أي طريقة تريدها ما دمت تلتزم بالقانون. أبلغني الليلة سواء حصلت على أي شيء أو لا. هل مولينز هنا الآن؟» نعم، رآه سيمبسون عندما جاء. «حسنا، أرسله إلي.»
لم يكن مولينز منمشا، وبدا مثل حامل الصولجان. قال: «صباح الخير يا سيدي»، وانتظر. «صباح الخير، مولينز. من الآن وحتى إشعار آخر أنت بائع متجول. أنت تبدو إيطاليا تماما، لكن أعتقد أنه ربما من الأفضل لك أن تكون بريطانيا. هذا أقل لفتا للانتباه. سأعطيك مذكرة إلى كليذرو في شارع لاوندز، وسيعطيك البضاعة التي أريدها. لا تبع أكثر مما في وسعك. ولا أريدك أن تعود إلى هنا. قابلني في الزقاق بجوار كليذرو بعد ساعة من الآن. هل يمكنك تدبر ذلك في ساعة؟» «أعتقد ذلك يا سيدي. هل أنا شاب أم كبير في السن؟» «لا يهم. من الشباب إلى منتصف العمر. اللحى الرمادية متكلفة للغاية. لا تبالغ في فعل أي شيء. وكن حسن المظهر بما يكفي لركوب الحافلة إذا لزم الأمر.» قال مولينز: «جيد جدا يا سيدي»، وكأن تعليماته كانت بشأن إرسال رسالة بالبريد.
عندما قابله جرانت في الزقاق في شارع لاوندز بعد ساعة، قال: «أنت مدهش، مولينز - ببساطة مدهش. لن أصدق أبدا أنك كتبت تقريرا في حياتك إذا لم أكن أعرف ذلك من قبل بنفسي.» نظر بتقدير إلى البائع المتجول الواقف أمامه. كان أمرا لا يصدق أن هذا الشخص الضعيف نوعا ما كان أحد أكثر الرجال الواعدين في سكوتلانديارد. من النادر جدا أن تلجأ إدارة التحقيقات الجنائية إلى التنكر، لكن عندما يفعلون ذلك يفعلونه جيدا. كان مولينز يتمتع بالقدرة العجيبة على التنكر ليبدو كما لو أنه لا يمكن أن يكون غير الشخص الذي يتظاهر به في الوقت الحالي. وملابسه، رغم أنه من الواضح أنها كانت مستعملة، كانت مناسبة بشكل مريح عكس الملابس التي يتم ارتداؤها حديثا. فقد انسدلت على كتفيه مثل الملابس البالية، مهما كان مقاسها غير ملائم.
قال مولينز، البائع المتجول، وهو يفتح غطاء سلته المجدولة: «هل تحب الحلي الصغيرة يا سيدي؟». وضعت على البطانة الصوفية مجموعة من الأغراض معظمها سلع إيطالية رخيصة - شفرات فتح الرسائل، وزخارف خشبية مطلية من جميع الأنواع، المفيدة وغير المفيدة، وأوعية من الورق المعجن، وتماثيل من الجص.
قال جرانت: «جيد!» أخرج من جيبه شيئا رقيقا ملفوفا في منديل ورقي. وبينما يفتح الورقة قال: «أريدك أن تذهب إلى 98 برايتلينج كريسينت، قبالة شارع فولام، وتكتشف ما إذا كانت المرأة التي تعيش هناك قد شاهدت هذا من قبل.» ووضع خنجرا فضيا بمقبض مطلي بالمينا بين الخشب المطلي والجص. «وغني عن القول أنه ليس للبيع.» وأضاف ملتقطا أحد الأغراض: «ما ثمن هذا؟».
قال مولينز دون تردد: «أعط هذا لرجل مثلك مقابل جنيه وتسعة بنسات.»
وعندما تخطى أحد المارة نطاق السمع، واصل جرانت حديثه بابتهاج كما لو لم يقاطعه شيء. «عندما تنتهي من سيدة برايتلينج كريسينت - وابق متيقظا عموما - انتقل إلى 54 شارع ليمونورا وتحقق مما إذا كان هناك من يتعرفه. وأبلغني بمجرد الانتهاء.»
عندما وصل بائع البضائع الإيطالية المتجول إلى الباب الخلفي للمنزل رقم 54 في شارع ليمونورا قرابة وقت الشاي، قالت خادمة جميلة ولكن واهنة، «يا إلهي، ها هو واحد آخر!».
قال البائع المتجول: «واحد آخر من ماذا؟». «رجل آخر يبيع الأشياء.» «أوه! هل مر عليك الكثيرون؟» قال، وهو يفتح السلة: «أراهن أنهم لم يكن لديهم أي شيء مثل هذا.»
قالت وهي مبتهجة بوضوح: «أوه! هل هي غالية الثمن؟» «ليس هذه. من ناحية أخرى، يمكن لفتاة مثلك تتقاضى أجرا أن تتحمل بسهولة ثمن شيء لطيف.» «ماذا تعرف عن أجري يا سيد؟» «حسنا، لا أعرف شيئا. أنا فقط أستنتج. فتاة جميلة، منزل جميل، أجر جيد.»
صفحة غير معروفة