وجيء بالآلة فتفحصها الضابط وقال: هي التي كتبت عليها الرسالة.
وبسط أمام عينيه الرسالة التي تطوع بإرسالها وسأله: رسالتك؟
فقال يائسا: لا علم لي بشيء مما تتحدث عنه. - متى اشتريت هذه الآلة؟ - اشتريتها ولم أسرقها، ولست مطالبا بتفسير سلوكي! - ستعرض أنت على عمال المحلين اللذين اشتريت منهما زجاجة الكونياك وعلبة الشيكولاطة، فهل أنت مصر على الإنكار؟ ولم تصر على الإنكار ما دمت بريئا؟
وفي سيارة الشرطة سأل الضابط عما جعله يشك في أمره، فيفتش مسكنه؟! ولكن الرجل ابتسم ولم يجب. وفطن عمرو إلى الخطأ الذي ارتكبه بإرسال الرسالة، فإن كتابتها على الآلة الكاتبة تشي بخوف كاتبها من الاهتداء إليه بمعرفة خطه، مما يرجح معه أن خطه غير بعيد عن متناول التحقيق، وما يثير - بالتالي - الشبهات حول المتصلين بالفقيدة ومن بينهم زملاؤها في الإدارة. هكذا استوجب خطؤه تفتيش مسكنه - ضمن مساكن الآخرين - وهكذا تم العثور على الآلة الكاتبة، وعرف صاحب الرسالة والزجاجة والعلبة.
وقال: ولكني بريء وكل كلمة في الرسالة صادقة.
فقال الضابط ببرود: علمنا من بادئ الأمر بعلاقتك بالقتيلة!
فاعترضت مخيلته الممزقة صورة عم سليمان، ولكنه قال: اعترفت بذلك في الرسالة ولكني بريء.
فقال الضابط بغموض: وأعجبني خيالك!
فقال دون أن يتمعن معنى قوله: وأطلقتم المجرم الحقيقي! - جميع من اشتبهت بهم أبرياء.
فتساءل بإنكار: فمن القاتل إذن؟
صفحة غير معروفة