غيوم ذلك البلاء المتراكم ، ولكن « على قدر اهل العزم تأتى العزائم » وعند العظم تصغر العظائم، فأول ما كان له من طلائع النبوة وقدامى الحي والبعثة وقوع الرؤيا الصادقة منه التي تجيء كفلق الصبح له ، (1) ثم تعقب ذلك سماع الصوت دون معاينة الشخص قائلا له غير مرة :
** يا محمد انك رسول الله
المشتبك بالغرابة حال يقصر أبلغ يراع بليغ عن تصويرها ، ويكل لسان كل مثيل عن تمثيلها ، وكان لتلك الحال روعة تدفع لجسمه الشريف مثل الهزة والفزة (2) ويصيبه الافكل والرعدةكدأب المبتهج المستبشر.
نعم ثم تدرج الوحي اليه على مقتضيات الحكمة ، اذ التعاليم ثمة وان كانت اللآهية ولكن لها على قداستها وجهة بشرية ، فلاجرم ترد متدرجة حسب القوابل ومقتضيات الاساليب والعوامل ، فتجلى له الملاك بالوحى المبين ، والكلام الصادر بألفاظه ومعانيه ، ومقاصده ومبانيه من مصدر الناحية الربوبية والمعمل الالهي والعلم غير المتناهى ، قائلا له وهي أول سورة نزلت عليه من ذلك الكتاب المقدس والطراز الانفس اقرأ باسم الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم ) (3) فقرأها وانصرف عنه ،
صفحة ١٨