عهار مع بعد العهد من النبي صلى الله عليه وآله فكيف لا يمتنع اصحاب النبي صلى الله عليه وآله مع قرب العهد به من ضرب عزيزته ، وكيف يقتحمون هذه العقبة الكؤود ولو كانوا أعتى وأعدى من عاد وثمود. ولو فعلوا او هموا أن يفعلوا أما كان في المهاجرين والانصار مثل عمرو بن حريث فيمنعهم من مد اليد الاثيمة ، وارتكاب تلك الجريمة ، ولايقاس هذا بما ارتكبوه واقترفوه في حق بعلها سلام الله عليه من العظائم حتى قادوه كالفحل المخشوش فان الرجال قد تنال من الرجال ما لاتناله من النساء.
كيف والزهراء سلام الله عليها شابة بنت ثمانية عشر سنة ، لم تبلغ مبالغ النساء واذا كان في ضرب المرأة عار وشناعة فضرب الفتاة أشنع وأفظع ، ويزيدك يقينا بما أقول أنها ولها المجد والشرف ما ذكرت ولا أشارت الى ذلك في شيء من خطبها (1) ومقالاتها المتضمنة لتظلمها من القوم وسوء صنيعهم معها مثل خطبتها الباهرة الطويلة التي ألقتها في المسجد على المهاجرين والانصار ، وكلماتها مع أميرالمؤمنين عليه السلام بعد رجوعها من المسجد ؛ وكانت ثائرة متأثرة أشد التأثر حتى
صفحة ٦٤