أن تأتي هنا كلمة اميرالمؤمنين عليه السلام لاهل العراق عموما او لاهل الكوفة خصوصا حيث يقول لهم : «
** أريد أن أتداوى بكم أنتم دائي كناقش الشوكة بالشوكة وضلعها معها
المنهارة تارة وبالفيران السبع أخرى ؛ وامامها ( هر ) يريد أن يبتلعها ، فاذا لم يحفزها كل هذا التحدي الى الوثبة وتعجيل الضربة ، وتمادت على المماطلة والتسويف كرامة لسواد عيون أسيادهم ذوي العيون الزرقاء ، نعم اذا تمادوا في حبال هذا الوبال كان لزاما على الشعوب العربية أن تنهض وتشق الطريق بنفسها لتأخذ ثارها وتغسل عارها ، فاما موتة حر شريفة او حياة نظيفة :
فاما حياة تبعث الشرق ناهضا
وبعد ذلك يحسن منها أن تقيم الاحتفال بالمواليد النبوية والاعياد الاسلامية ، أما في هذه الحال فحق عليهم اقامة المآتم ، ولبس الحداد والمآتم ، ولاشك أن رسول الله صلى الله عليه وآله يطل عليكم أيها الناس من سماء عليائه ساخطا عليكم في هذه الاحتفالات والزائقة التي ما هي الا لهو ولعب ، وتيقنوا أنكم اذا تتداركوا هذا السيل الجارف من البلاء فلاشك ان مصيركم جميعا الى الفناء ، ولايبقى للعرب ذكر الا في التاريخ الاسود لاغير ، وتصح فيكم الاية التي افتتحنا بها كلمتنا هذه : ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون ، هذا هو الاحتفال الصحيح لعيد المولود النبوى صلى الله عليه وآله
صفحة ١٤