وقد كان عليه السلام يعيش الإسلام وأحيا من درس من الأعلام وقمع بالمطرفية الطعام ووقع في أيامه أن السيد يحيى بن الإمام أحمد بن سليمان لم يجب دعوته فأسره المنصور بالله ثم غدر به أصحابه وقتلوه خنقا بالعمى ثم انفر بنو الهادي فأقسم الإمام لا أمر ولا علم ونقم على الإمام بعض معاصريه ذلك وكان من أكبر مشائخه الشيخ النحرير متكلم الزيدية أبو علي الحسن بن محمد بن أبي بكر الرصاص، أخذ على القاضي وهو ابن سبع سنين، وصنف وهو ابن خمس عشر سنة وله تحصيلات في علم الكلام، وله المصنفات الكثيرة منها الكنفية المؤثرة والتحصيل في علم الكلام والتأنف لأنوف الظلال، والقاطع للوتين، والهادم للأصل المهين،وهو كبير جدا، والرسالة الصامتة وكتاب الأخذ باليمين، وكتاب الرد على الغزالي، والثلاثين المسألة التي شرحها بن حاتم، وكان الإمام المنصور بالله هو أعلم من على الأرض في الأصولين وقبره بسناع حدة قبلي قبة القاضي جعفر -رحمه الله-،ولما مات الشيخ قيل مات على الكلام، وقيل لمن سمت بموته إنكم مشمتون بموت رجل كان يروي عن اثنين وسبعين فرقة.
وكان في اليوم الذي توفي فيه الإمام وقعت قتلة بين ولد الإمام والعجم قصدوه إلى المحطة ووقع بينهم قتال عظيم وطلع ابن الإمام جبل كنن وقتل من الفريقين كثير ثم قدم الأمير وهاس بن أبي هاشم في عسكر عظيم فكان له أعظم قوة فبايعوا ولد الإمام وتكنى بالناصر لدين الله، ثم نكث طائفة وأظهروا الخلاف وقطعوا مزارع وخربوا المساكن، فنزل إليهم أصحاب الإمام فقتلوا واسروا وإلى هنا انتهت الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية، للفقيه حسام الدين، ولسان الموحدين حميد بن أحمد المجلي -رحمه الله-.
صفحة ١٥٩