سنة 62: فيها توفي على الأصح بريدة بن الخصيب الأسلمي وعبد
المطلب بن ربيعة الهاشمي، وفيها على الأصح توفي علقمة بن قيس النخعي الكوفي صاحب بن مسعود وأبو مسلم الخولاني وله كرامات.
سنة 63: فيها وقعت الحرة وذلك أن أهل المدينة خرجوا على يزيد
الكفرة وعتوة مجهزا عليهم جيشا عليه مسلم بن عقبة فالتقوا بظاهر المدينة لثلاث بقين من ذي الحجة فقتل من أولاد المهاجرين والأنصار ألف وسبعمائة قتيل وجملة القتلى قريب ستة آلاف وقتل من الصحابة معقل بن سنان وعبد الله بن حنظلة بن الغسيل، وعبد الله بن زيد بن عاصم وغيرهم وكان أيام يزيد تسمى أيام الشؤم في السنة الأولى قتل الحسين وبعدها استبيح حرم المدينة وانتهبت المدينة كلها إلا ثلاث بيوت وخرج جابر يعبر بين القتلى أعمى، ودخلوا بيت أبي سعيد الخدري ونتفوا لحيته وأخذوا على أهل المدينة البيعة أنهم عبيد ليزيد، وفيها توفي مسروق بن الأجدع الهمذاني الفقيه صاحب بن مسعود وكان يصلي حتى ترم قدماه، وحج فما نام إلا ساجدا.
سنة 64: في أولها هلك مسلم بن عقبة الذي استباح الحرم المدني،
وقيل: أنه حضر الوقعة مريضا وأخذ الله بعده يزيد اللعين ومات بعد بضعة وسبعين يوما من الحرة في نصف ربيع الأولى قيل أنه سكر ورقص فوقع على الهادن فانصرع وفنا اندقت عنقه عن ثمان وثلاثين سنة ومدة ولايته ثلاث سنين وثمانية اشهر، وعهد إلى ابنه معاوية بن يزيد فبقى في الخلافة شهرين أو أقل وكان صالحا قيل انه سم فمات، وكان عبد الله بن الزبير قد آوا إلى مكة ولم يبايع ليزيد فحاصره يزيد ورمى بالمنجنيق حتى أحرقوا الكعبة وقتل في الحصار مسور بن مخزومة له صحبة، فلما مات يزيد بايعأهل الحرمين بن الزبير ثم بايعه أهل العراق واليمن حتى كاد أن تجتمع الأمة عليه، وغلب الضحاك بن قيس الفهري فدعا إلى سن الزبير بدمشق وانحاز مروان بني أمية إلى أرض حوران ثم وقعت بينه وبين الضحاك وقعة قتل فيها الضحاك ومعه نحو ثلاثة آلاف وغلب مروان في أخر السنة وبايعه أهل الشام وفيها بنى بن الزبير الكعبة فأسسها على قواعد إبراهيم -عليه السلام-.
صفحة ١٢