ويبقى رجال كأنهم البغاث». قال الربيع: البغاث: أرذلة الطير (¬1).
14) ... أبو عبيدة قال: بلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير قراءته هو، قال عمر: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، فلببته (¬2) بردائي فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل: «اقرأ» فقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هكذا أنزلت»، قال عمر: فقال لي: «اقرأ» فقرأت، فقال لي: «هكذا أنزلت، إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف، فاقرأوا ما تيسر منه».
قال الربيع: قال أبو عبيدة: اختلف الناس في معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «نزل القرآن على سبعة أحرف» قال بعضهم: على سبع لغات، وقال بعضهم: على سبعة أوجه: وعد، ووعيد، وحلال، وحرام، ومواعظ، وأمثال، واحتجاج. وقال بعضهم: حلال، وحرام، وأمر، ونهي، وخبر ما كان قبل، وخبر ما هو كائن، وأمثال. وقد قيل: لا يوجد حرف واحد من القرآن يقرأ على سبعة أوجه. والله أعلم بحقيقة التفسير. (¬3)
15) ... أبو عبيدة قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
صفحة ١٠