وإن أشرك لا يكون إلا القول بتعداد الآلهة، ويجب عليه في سائر الخصال التوحيد كمعرفة البعث أن يعلم أنها فرض وطاعة، وعلى معرفتها ثواب وعلى تركها عقاب، وكذا يجب في قول لا إله إلا الله مع معرفة أنها توحيد، ويجب في الفرائض التي دون التوحيد كالصلاة أن يعلم أنها فرض وطاعة عليه ثواب، وليس عليه أن يعلم على تركها عقاب.
وقال أبو زكرياء فضيل بن أبي ميسور يرحمهما الله: أنه لا يسع جهل كفر تارك الصلاة إذا خرج الوقت.
وقال عيسى بن أحمد: يعصي بجهله على ترك تلك الفرائض عقابا، معرفة أن لا إله إلا الله وسائر التوحيد توحيد وجهلها والإنكار لها، والتحريم والتخطية شرط والإقرار بها توحيد، والتوسيع لجهل لا إله إلا الله شرك ولسائر الخصال كفر .
كذا قيل: إنه يجب معرفة ماعدا الجمل الثلاث إلا على من أخذه، والإقرار بالفرائص التي دون التوحيد وإنكارها والتحريم لها والتخطية شرك، ويجب أن يعرف أن القول بتعدد الآلهة شرك وكفر كبير ومعصية وعليه عقاب.
ويجب في سائر خصال الشرك كإنكار البعث أن يعلم أنها كفر وكبير ومعصية وأن عليها عقاب، ولا يجب أن يعلم أنه شرك ما لم يأخذ والكبائر التي هي دون الشرك يجب معرفة أنها كفر وكبير ومعصية مع قيام الحجة.
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-= -=-
الرد 17
الكاتب: الشيخ محمد بن يوسف إطفيش
التاريخ: 20-12-2004 11:30 : الفصل الثاني عشر
التكليف لغة : " تحميل ما يشق "، وشرعا: " الإلزام والإيجاب للفرائض "، وعلى هذا الملائكة مكلفون، والنفل غير مكلف به لأنه غير واجب.
وقيل: "إلزام العبد ما فيه مشقة"، فالملائكة غير مكلفين، بهذا المعنى أنه لا مشقة عليهم، والنفل غير مكلف به.
صفحة ٥٥