وقالت المرجئة والماتريدية والأشعرية: " الإيمان كله توحيد "، فلا يسمى عندهم إيمانا إلا ما يسمى عندنا توحيد أو الطاعة منها توحيد وغير توحيد والكفر كله شرك، والمعصية منها شرك وغير شرك، اعلم أن التوحيد ما قارنه الإفراد والمراد ترك مساواة الخالق بالمخلوق والمخلوق بالخالق.
والشرك ما قارنه التساوي، والمراد وصف الخالق بصفة المخلوق أو المخلوق بصفة الخالق.
والإيمان لغة: " التصديق ".
والكفر لغة: " الستر "، كفر الليل أو البحر و غيرهما الشيء ستره، وكفر الغمام النجوم سترها، وكفر الحراث البذر ستره في الأرض، والجحود فيه معنى الستر نحو: ( وما يفعلوا من خير فلن يكفروه )،(آل عمران: من الآية115)، وعدم الشكر وشرعا فما يجب عليه عقاب الآخر سواء وجب عليه الحد في الدنيا أو لا وهو في معنى.
وكذلك الكبيرة والنفاق لخروج من غير المدخل وكتمان الشيء وإظهار غيره المضاد، والمناقض له مأخوذ من نافق اليربوع، وهو حجة يكتمه ويظهر غيره وهو يرفقه، فإذا أتى من قبل القصعاء ضربه برأسه فانتفق أي خرج وذلك في اللغة.
وفي السؤالات أن ذلك قول غيرنا أن قولنا أنه مأخوذ من نفقت الدابة بمعنى هلكت.
وأما في الشرع : ففعل الموحد كبيرة أظهرها أو أسرها، وإسرار الشرك وهو فرع الحلف والكذب، والمراد بالحلف والكذب هنا التزلزل في التوحيد لعدم رسوخه رسوخا يمنع في الكبيرة، وصفة المنافق الكذب في الحديث والحلف، فالوعد والخيانة في الإيمان والإسلام لغة الانقياد.
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-= -=-
الرد 15
الكاتب: الشيخ محمد بن يوسف إطفيش
التاريخ: 20-12-2004 11:17 : الفصل العاشر:
قوائم الدين أربعة:
صفحة ٤٨