[مستخرج البجيري على الجامع الصحيح للبخاري]
الكتاب: الجامع المسند - مخطوط
المؤلف: أبو حفص عمر بن محمد بن بجير البجيري
المتوفى: 311ه
مصدر المخطوط: دار الكتب الظاهرية، رقم (1067)
عدد أوراق المخطوط: 121
ملاحظات:
1 - هذا الكتاب هو مستخرج على الجامع الصحيح للبخاري، ونسخته الخطية عبارة عن قطعة صغيرة، مخرومة الأول والآخر، تبدأ في أثناء كتاب المغازي، ثم كتاب التفسير، وتنتهي بنهاية كتاب فضائل القرآن، وهو ما يوازي في المطبوع من صحيح البخاري، من الحديث رقم (4428) وحتى الحديث رقم (5062)، وعددها بالتحديد (635) حديثا، وهو ما يساوي حوالي 8
من الجامع الصحيح.
2 - تم تخريج جميع الأحاديث من مطبوعة صحيح البخاري.
3 - طبع جزء صغير من هذه النسخة الخطية، باسم "كتاب فضائل القرآن"، بتحقيق محمد بن بكر إبراهيم عابد، ونشر مكتبة العلوم والحكم بالمدينة، سنة 2009م، وهذه القطعة المطبوعة توازي في المطبوع من صحيح البخاري، من الحديث رقم (4978) وحتى الحديث رقم (5062)، وعددها بالتحديد (85) حديثا، أي ما يساوي حوالي 13
من حجم النسخة الخطية المتوفرة للكتاب.
4 - تكمن أهمية هذا المستخرج في أن مؤلفه قد استخرجه بأسانيد عالية، وأحيانا يشارك البخاري في شيوخه، وانفرد برواية بعض الأبواب والأحاديث.
نسخ: مكتبة أحمد الخضري
تاريخ آخر تعديل: 18 - 8 - 2016م
تنبيه: نسخ المخطوط هنا هو نسخ مبدئي، غير معد للطبع، فلم يتم تحقيقه بالرجوع إلى كتب الحديث والتراجم، لتصويب ما يمكن أن يكون قد وقع في الإسناد أو المتن من تصحيف أو سقط، إلا في مواضع قليلة، فالغرض الأساسي من هذا النسخ هو إدخال المخطوط للمكتبة الشاملة، لتسهيل البحث فيه، فإن وجد الباحث مبتغاه في ما تم نسخه من المخطوط، فعليه الرجوع للمخطوط نفسه وكتب الحديث والتراجم، للتأكد من صحة ما تم نسخه، وقد يسرنا ذلك بإثبات أرقام أوراق المخطوط في أماكنها.
صفحة ١
الثلاثون من كتاب الجامع المسند مما صنفه أبو حفص عمر بن محمد بن بجير، رحمه الله
فيه بدء مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول التفسير
بسماع لأبي صالح منصور بن أحمد بن محمد بن منصور البزاز، نفع ومتع به.
سماع لأبي منصور أحمد بن عبيد بن يوسف السرخسي التاجر ... في شوال سنة تسع وثمانين وثلاث مئة، نفع به [2/ أ].
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البلدي، أخبرنا أبو نصر محمد بن يعقوب السلامي، أخبرنا أبو نضر محمد بن أحمد بن علي بن حسنويه الكرميني الحافظ، أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن بجير:
صفحة ١
بسم الله الرحمن الرحيم
وبالله العصمة
1 - باب مرض النبي ووفاته.
وقول الله: {إنك ميت وإنهم ميتون}.
1 - حدثنا العباس العنبري، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري (1)، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن أمه أم الفضل، قالت لي: آخر ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه أنه قرأ في المغرب المرسلات.
صفحة ١
_حاشية 2 - حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا سليمان بن داود، عن شعبة (1)، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان عمر يسألني مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه، فقال له عبد الرحمن بن عوف: أتسأله ولنا بنون مثله؟ فقال له عمر: إنه من حيث تعلم، فسأله (2) عن هذه الآية: {إذا جاء نصر الله والفتح}، فقلت: إنما هو أجل رسول الله صلى الله عليه أعلمه إياه، وقرأ السورة إلى آخرها، فقال عمر: والله ما أعلم منها إلا ما تعلم.
صفحة ٢
_حاشية 3 - • وقال يونس (1)، عن الزهري، قال عروة: قالت عائشة: كان النبي صلى الله عليه يقول في مرضه الذي مات فيه: يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم.
صفحة ٣
_حاشية 4 - حدثنا عبد الجبار، قال: حدثنا سفيان (1)، قال: سمعت سليمان الأحول، يخبر عن سعيد بن جبير، قال: قال ابن عباس: يوم الخميس، وما يوم الخميس؟ ثم بكى حتى بل دمعه الحصى، فقلت: يا ابن عباس، وما يوم الخميس؟ قال: ذاك يوما اشتد برسول الله صلى الله عليه وجعه، قال: ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، وقالوا: ما له أهجر استفهموه؟ فذهبوا [2/ ب ] يعيدون عليه، فقال: دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه، قال: وأوصاهم عند موته بثلاث، فقال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم، والثالثة لا أدري قالها أم نسيتها.
صفحة ٤
_حاشية 5 - عباس العنبري، قال: حدثنا عبد الرزاق (1)، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي صلى الله عليه: هلم أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده أبدا، فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه كتابا لا تضلون بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، لما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله، قال رسول الله: قوموا.
قال عبيد الله: فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية، ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذاك الكتاب، من اختلافهم ولغطهم.
صفحة ٥
_حاشية 6 - وجدت في كتاب أبي بخطه، فيما أجازه لي، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، أو عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله يقول: ما من نبي يمرض إلا خير الدنيا والآخرة، فلما كان في مرضه الذي قبض فيه أخذته فيه بحة شديدة، فسمعته يقول: {مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} قالت: فعلمت أنه خير.
ورواه عبد بن (1) حميد فلم يشك في: عن أبيه.
صفحة ٦
_حاشية 7 - حدثنا محمد بن بشار [3/ أ] (1)، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سعد، عن عروة، عن عائشة، قالت: كنت أسمع: أنه لا يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة، فسمعت رسول الله صلى الله عليه يقول في مرضه الذي مات فيه، وأخذته بحة، يقول: {مع الذين أنعم الله عليهم}، الآية، قال: فظننت أنه خير حينئذ.
صفحة ٧
_حاشية 8 - حدثنا زيد بن أخزم، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: أخبرنا صخر بن جويرية (1)، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على رسول الله، وأنا مسنده إلى صدري، ومع عبد الرحمن سواك، فأبد رسول الله صلى الله عليه بصره إليه، فإما أراده، وإما دعا به فأخذته فقضمته وأطبته، ثم دفعته إليه فاستن، استنانا ما رأيته استن استنانا قط أحسن منه، ثم رفع يده أو قال: إصبعه، إلى السماء فقال: في الرفيق الأعلى، في الرفيق الأعلى، في الرفيق الأعلى، قال فكانت عائشة، تقول: قبض رسول الله صلى الله عليه بين حاقنتي وذاقنتي.
قال وهب: الحاقنة: المعدة.
صفحة ٨
_حاشية 9 - حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا أبي، وشعيب، عن الليث (1)، قال: أخبرنا يزيد بن الهاد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: مات رسول الله صلى الله عليه وإنه لبين حاقنتي وذاقنتي، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا، بعد ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه.
صفحة ٩
_حاشية 10 - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا عمي، قال: أخبرني مالك، ويونس، عن الزهري (1)، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وامسح عليه بيده، رجاء بركتها.
صفحة ١٠
_حاشية 11 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، قال: سألت عائشة, قلت: أخبريني عن مرض رسول الله صلى الله عليه، قالت: اشتكى، فعلق ينفث، فجعلنا نشبه نفثه نفث آكل الزبيب, قالت: وكان يدور على نسائه، فلما ثقل استأذنهن أن يكون عندي ويدرن عليه, قالت: فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وهو بين رجلين تخطان [3/ ب] رجلاه بالأرض، أحدهما عباس, قال: فحدثت ابن عباس، فقال: أما أخبرتك بالآخر؟ قلت: لا , قال: هو علي.
صفحة ١١
12 - حدثنا خالد بن يوسف، قال: حدثنا أبو عوانة (1)، عن هلال الوزان، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه في مرضه الذي مات فيه الذي لم يقم منه: لعن الله اليهود، والنصارى بأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وقالت عائشة: لولا ذاك (2) لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا.
صفحة ١٢
_حاشية 13 - حدثنا عبد بن حميد, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن الزهري: قال: أخبرني عبيد الله، عن عائشة قالت: أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه في بيت ميمونة فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيتي, فأذن له، قالت: فخرج ويد له على الفضل بن عباس، ويد على رجل آخر، وهو يخط برجليه الأرض.
قال عبيد الله فحدثت به ابن عباس، فقال: أتدري من الرجل الذي لم تسم عائشة؟ هو علي بن أبي طالب, ولكن عائشة لا تطيب له نفسا بخير.
فقال الزهري، عن عروة، أو عمرة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه، في مرضه الذي مات فيه: صبوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن، لعلي أستريح فأعهد إلى الناس، قالت عائشة: فأجلسناه في مخضب لحفصة، من نحاس، وسكبنا عليه الماء فيهن حتى طفق يشير إلينا، أن قد فعلتن، ثم خرج.
صفحة ١٣
14 - حدثنا العباس العنبري، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري (1)، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عائشة، وابن عباس، أخبراه: أن رسول الله صلى الله عليه لما حضرته الوفاة جعل يلقي على وجهه طرف خميصة له، فإذا اغتم كشفها، وهو يقول: لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدا، قالت عائشة: يحذر مثل الذي صنعوا.
صفحة ١٤
_حاشية 15 - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا عمي، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب (1)، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، أن عائشة، قالت: لقد راجعت رسول الله [4/ أ] صلى الله عليه في ذلك، وما حملني على مراجعته، إلا أنه لم يكن يقع في قلبي: أن يحب الناس بعده رجلا، قام مقامه أبدا، وألا كنت أرى أنه لن يفوق (2) أحدا إلا تشاءم الناس به، أن يعدل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر.
ورواه • ابن عمر، • وأبو موسى، • وابن عباس، عن النبي صلى الله عليه.
صفحة ١٥
_حاشية 16 - حدثنا عباس العنبري، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري (1)، عن ابن كعب بن مالك، عن ابن عباس، قال: خرج العباس، وعلي من عند النبي صلى الله عليه، في مرضه الذي مات فيه، فلقيهما رجل، فقال: كيف أصبح رسول الله يا أبا حسن؟ قال: أصبح بارئا (2)، ثم إن العباس خلا به، فقال: أنت بعد ثلاث عند القضاء، أنه يخيل إلي أن أعرف في وجوه بني عبد المطلب، ولا أظن رسول الله يقوم من مرضه هذا، فانطلق بنا إليه، فلنسأله فيمن، فإن كان هذا الأمر فينا علمناه، وإلا أمرناه أن يستوصى بنا، فقال له علي: أرأيت إذا سألناه إياها، فإما أن يعطيناها، أترى الناس يعطوناها، والله لا أسأله إياها أبدا.
صفحة ١٦
_حاشية 17 - حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري (1)، قال: أخبرني أنس بن مالك، قال، لما كان يوم الاثنين، كشف رسول الله عليه السلام، ستر الحجرة، فرأى أبا بكر وهو يصلي بالناس، قال: فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف، وهو يبتسم، وكدنا أن نفتتن في صلاتنا فرحا برؤية رسول الله، قال: فأراد أبو بكر أن تنكص، قال: فأشار إليه أن كما أنت، ثم أرخى الستر، فقبض من يومه ذلك. فقام عمر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه لم يمت، ولكن ربه أرسل إليه كما أرسل إلى موسى، فمكث عن قومه أربعين ليلة، والله إني لأرجو أن يعيش رسول الله حتى يقطع أيدي رجال من المنافقين وألسنتهم يزعمون، أو قال: يقولون: أن رسول الله صلى الله عليه قد مات (2).
صفحة ١٧
_حاشية 18 - حدثنا عمران بن بكار، قال: حدثنا أبو تقي، قال: حدثنا ابن سالم، عن الزبيدي، قال: أخبرني الزهري (1)، عن أبي سلمة، أن عائشة أخبرته، أن أبا بكر [4/ ب]، أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل، فدخل المسجد ، فلم يكلم الناس، حتى دخل على عائشة، فتيمم رسول الله وهو مسجى ببرد حبرة، فكشف عن وجهه، ثم حنا عليه، فقبله وبكى، ثم قال: بأبي أنت، والله لا يجمع الله عليك موتتين أبدا، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها.
صفحة ١٨