330

جامع المسانيد

محقق

الدكتور علي حسين البواب

الناشر

مكتبة الرشد

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥

مكان النشر

الرياض

تصانيف

"فإنّكم لن تسألوني اليوم شيئًا إلّا أُوتيتُموه، ولا أسألُ اللَّهَ شيئًا إلا أعطانيه" فأقبل بعضهم إلى بعض فقالوا: الدُّنيا تُريدون؟ اطلبوا الآخرة. فقالوا بجماعتهم: يا رسول اللَّه، ادعُ اللَّه أن يغفِرَ لنا. قال: "اللَّه اغْفِرْ للأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار". قالوا: يا رسول اللَّه، وأولادنا من غيرنا. قال: "وأولاد الأنصار" قالوا: يا رسول اللَّه، وموالِينا. قال: "وموالي الأنصار" (١).
قال: وحدَّثَتْني أمّي عن أمّ الحكم بنت النُّعمان بن صُهبان أنّها سمعت أنسًا يقول عن النّبيّ ﷺ مثل هذا، غير أنّه زاد فيه: "وكنائن الأنصار" (٢).
(٥٣٨) الحديث الخامس عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النّضر قال: حدّثنا المبارك قال: حدّثني حُميد الطويل عن أنس بن مالك قال:
لما تُوُفِّي رسول اللَّه ﷺ كان رجل يَلْحَدُ وآخر يضْرَح، فقالوا: نستخيرُ ربَّنا ونبعث إليهما، فأيُّهما سبق تَرَكناه. فأُرسل إليهما، فسبق صاحبُ اللّحد، فلحدوا له (٣).
(٥٣٩) الحديث السادس عشر بعد الأربعمائة: وبه عن المُبارك عن الحسن عن أنس قال:
دخلْتُ على رسول اللَّه ﷺ وهو مضطجعٌ على سريرٍ مُرْمَل (٤) بشريط، تحت رأسه وسادة من أَدَم حشوُها ليف، فدخلَ عليه نفرٌ من أصحابه، ودَخلَ عُمر، فانحرف رسول اللَّه ﷺ، فلم يَرَ عمرُ بين جنبه وبين الشّريط ثوبًا، وقد أثّر الشريط بجنب رسول اللَّه ﷺ، فبكى عمر، فقال له النّبيّ ﷺ: "ما يُبْكيك يا عمر؟ " فقال: واللَّه ما أبكي إلّا أن أكونَ أعلمُ أنّك أكرمُ على اللَّه تعالى من كِسرى وقيصر، وهما يَعيثان في الدُّنيا فيما يَعيثان فيه،

(١) المسند ٢٠/ ٤٦٤ (١٣٢٦٨). وحكم المحقّق على إسناده بالقوة. وينظر ١٩/ ٤٠٦ (١٢٤١٤).
(٢) المسند ٢٠/ ٤٦٥ (١٣٢٦٨ م) قال المحقّق: إسناده ضعيف، أمّ الحكم والراوية عنها لا يعرف حالهما.
(٣) المسند ١٩/ ٤٠٨ (١٢٤١٥). وهو في ابن ماجة ١/ ٤٩٦ (١٥٥٧) عن أبي النضر هاشم بن القاسم عن المبارك عن فُضالة به. قال في الزوائد: في إسناده مبارك بن فضالة، وثّقه الجمهور، وصرّح بالتحديث فزال تُهمة تدليسه، وباقي رجال الإسناد ثقات، فالإسناد صحيح. وقال الشيخ ناصر: حسن صحيح. وقال محقّقو المسند: صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل المبارك.
(٤) مرمل: منسوج.

1 / 254