(والجواب عنه من وجوه ثلاثة) (أحدها) أن هذا تصحيف من الخطيب وقع منه وافتضح به فإن الرواية التي يرويها أبو يوسف أنه لما ظهر عثمان البتي وأظهر مذهبه في الأصول بلغ ذلك أبا حنيفة فقال لو أن البتي بالباء والتاء رآني لأخذ بكثير من أقوالي*
(والجواب الثاني) أن الخطيب هو الذي روى أن أبا حنيفة كان مخصوصا بالعقل والذكاء والعاقل لا يقول هذا*
(والجواب الثالث) أنه إن صحت الرواية فالمراد منه أمور الدنيا والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يشاور أصحابه في أمور الدنيا ويأخذ بأقوالهم وربما يخطئ في ذلك وإنما الإيحاء والعصمة له في الزلل في أمر الشرائع وموضع هذه المسئلة أصول الفقه*
(وأما قوله) عفا الله عنه حاكيا عن أبي مطيع أنه سئل عن الأشربة فما سئل عن شيء منها إلا قال حلال*
(فالجواب) عنه من وجوه ثلاثة (أحدها) أن الذي قاله أبو حنيفة مذهب كبار الصحابة والتابعين فكيف يخالف الآثار ويفسق الصحابة وهو المروي عنه أنه سئل عن نبيذ التمر وإباحة ما لم يسكر فقال كيف أحرمه وأفسق سبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم*
(والجواب الثاني) ما يأتي مفصلا في أثناء المسانيد إن شاء الله تعالى من الأخبار والآثار ما يتضح به صحة ما قاله أبو حنيفة رحمه الله تعالى*
صفحة ٦٣