(الخامس عشر) مسند له جمعه الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الله بن محمد ابن أبي العوام السغدي رحمه الله فاستوفقت الله تعالى واستخرجته في جمع هذه المسانيد على ترتيب أبواب الفقه في أقرب حد* ونظمها في أقصر عقد* بحذف المعاد وترك تكرير الإسناد إلا إذا كان الحديث الواحد مشتملا على مسائل أبواب مختلفة أو اختلفت أسانيده ليغلب بحجته العالم المساعد* ويدحض شبهة الجاهل المعاند* ويستيقن مصداق قول عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى حين سمع طعنا في أبي حنيفة رضي الله عنه فقال منشدا هذين البيتين المكرمين*
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسدا وبغضا إنه لذميم
(وذكر) القاضي أبو عبد الله الصيمري بإسناده إلى المأمون أمير المؤمنين أنه جمع في عصره كتاب في الأحاديث ووضع في يده وقالوا إن أصحاب أبي حنيفة الذين هم مقدمون عندك فلان وفلان لا يعلمون بها في قصة طويلة إلى أن صنف عيسى بن أبان (كتاب الحجة الصغيرة) وبين فيه وجوه الأخبار وما يجب قبوله وما يجب رده وما يجب تأويله وما يجب بالعمل بالمتضادين وبين فيه حجج أبي حنيفة رضي الله عنه فلما قرأه المأمون ترحم على أبي حنيفة وتمثل ببيتي ابن المبارك* حسدوا الفتى إلى آخرهما*
(وذكر) أكثر أصحاب المناقب بأسانيدهم إلى مكرم بن أحمد حدثنا علي بن الحسين بن حبان عن أبيه قال كان إمام أئمة الحديث الذي بيده زمام الجرح والتعديل يحيى بن معين رحمه الله إذا ذكر له من يتكلم في أبي حنيفة رضي الله عنه يتمثل بهذين البيتين لابن المبارك *حسدوا الفتى إلى آخرهما*
(أنشدني) الصدر الكبير شرف الدين أحمد بن مويد بن موفق المكي الخوارزمي قال أنشدني جدي الصدر العلامة أخطب خطباء الشرق والغرب أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي الخوارزمي رحمه الله تعالى لنفسه*
شعر
صفحة ٦