(أما الدليل) على الأول فما أنبأني المشايخ الثلاثة الحسن بن إبراهيم ابن الحسن بدمشق وأبو محمد عبد العزيز بن محمد بحماه وعبد الرزاق بن رزق الله إذنا بالموصل عن أبي اليمن زيد بن الحسن عن القزاز عن أبي بكر الخطيب أحمد بن علي بن ثابت عن محمد بن علي الأصفهاني إذنا عن أبي أحمد الحسين بن عبد الله العكبري بإسناده إلى مسعر بن كدام قال كان أبو حنيفة رحمه الله كلما اشترى شيئا لعياله أنفق على شيوخ العلماء مثله وإذا اكتسى ثوبا فعل مثل ذلك وإذا جاءت الفاكهة أو الرطب فكل شيء يريد أن يشتريه لنفسه وعياله لا يفعل حتى يشتري لشيوخ العلماء مثله وكذلك إذا اكتسى ثوبا ثم يشتري بعد ذلك لنفسه الحكاية بطولها وأخرجها القاضي الصيمري أيضا*
(وبه) إلى الخطيب حدثنا إسماعيل بن بشر حدثنا أسلم بن يحيى قال سمعت شقيق بن إبراهيم البلخي قال كنت مع أبي حنيفة في طريق نعود مريضا فرآه رجل من بعيد فاختبأ منه وأخذ في طريق آخر فلما علم الرجل أن أبا حنيفة أبصره خجل ووقف فقال له أبو حنيفة لم عدلت عن الطريق فقال لك علي عشرة آلاف درهم وقد طال الوقت وامتد ولم أقدر أن أؤدي فقال له أبو حنيفة سبحان الله بلغ بك الأمر إلى هذا حتى إذا رأيتني تواريت عني قد وهبته لك كله واجعلني في حل مما دخل في قلبك حين رأيتني قال شقيق فعلمت أنه زاهد حقيقي*
وأما النوع العاشر من مناقبه التي لم يشاركه فيها أحد ممن بعده
أنه مات مظلوما أو محبوسا مسموما*
صفحة ٣٧