أئمة هذه الدنيا جميعا ... بلا ريب عيال أبي حنيفة (وقد بلغ) الله تعالى مذهبه حيث أشرقت أنوار الصباح وانسحبت أذيال الرياح من حيث مدت الشمس جناحيها إلى أن ضمتها للوقوع في أفق الغروب فثوى ثواء على مذهبه وطريقته ومحبته أكثر أهل الإسلام من أهل المشرق والسند والهند والروم وطائفة من أهل العراق والشام على رغم حاسد منكر لتقدمه بغيا وعدوانا وجاحد*
(وقد سمعت) بالشام عن بعض الجاهلين مقداره أنه ينقصه ويستصغره ويستعظم غيره ويستحقره وينسبه إلى قلة رواية الحديث ويستدل باشتهار المسند الذي جمعه أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم للشافعي رحمه الله وموطأ مالك ومسند الإمام أحمد رحمهم الله تعالى وزعم أنه ليس لأبي حنيفة رحمه الله مسند وكان لا يروي إلا عدة أحاديث فلحقتني حمية دينية ربانية وعصبية حنفية نعمانية فأردت أن أجمع بين خمسة عشر من مسانيده التي جمعها له فحول علماء الحديث*
(الأول) مسند له جمعه الإمام الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب ابن الحارث الحارثي البخاري المعروف بعبد الله الأستاذ رحمه الله رحمة واسعة*
(الثاني) مسند له جمعه الإمام الحافظ أبو القاسم طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد العدل رحمه الله تعالى*
(الثالث) مسند له جمعه الإمام الحافظ أبو الخير محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى بن محمد رحمه الله تعالى*
(الرابع) مسند له جمعه الإمام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصفهاني رحمه الله تعالى*
صفحة ٤