(أنبأني) أحمد بن المفرج بن مسلمة عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي عن الفضل ابن خيرون عن أبي بكر الخياط عن أبي عبد الله العلاف عن القاضي عمر الأشناني عن أبي إسحاق بن محمد بن أبان النخعي حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني حدثنا شريك بن عبد الله قال كنا عند الأعمش في مرضه الذي مات فيه فدخل عليه أبو حنيفة وابن أبي ليلى وابن شبرمة فالتفت أبو حنيفة إليه وكان أكبرهم فقال يا أبا محمد اتق الله فإنك في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث لو سكت عنها كان خيرا لك فقال الأعمش ألمثلي يقال هذا أسندوني أسندوني حدثنا أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى لي ولعلي بن أبي طالب أدخل الجنة من أحبكما وأدخل النار من أبغضكما فذلك قول الله عز وجل {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} * قال فقال أبو حنيفة قوموا لا يجيء بأظهر من هذا قوموا لا يجيء بأحكم من هذا فوالله ما خرجنا من الباب حتى مات الأعمش* فثبت بما ذكرنا أن أبا حنيفة كان مقدما في الفتوى معظما في زمن التابعين رحمه الله تعالى*
وأما النوع الخامس من مناقبه وفضائله التي لم يشاركه فيها أحد
من الذين بعده في رواية الكبار عنه
صفحة ٢٩