189

الجامع لمفردات الأدوية والأغذية

محقق

لا يوجد

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

لا يوجد

سنة النشر

1422هـ-2001م

مكان النشر

بيروت/لبنان

كافور : ابن واقد : قال المسعودي رحمه الله ببلاد فنصورا جزيرة سرنديب وإليها يضاف الكافور الفنصوري والسنة التي تكون كثير الصواعق والرجف والقذف والزلازل يكثر فيها الكافور وإذا قل ذلك نقص وجوده وقال في جبال بحر الهند والصين يكون شجر الكافور . ابن سينا : الكافور أصناف الفنصوري والرباحي ثم التاردف الأزاد والأسفرل والأزرق وهو المختلط بخشبه والمتصاعد عن خشبه . وقد قال بعضهم أن شجرته تظلل خلقا وتألفه النمورة فلا تصل إليها إلا في مدة معلومة من السنة وهي سفحية بحرية على ما زعم بعضهم وأما خشبه فقد رأيناه كثيرا وهو خشب أبيض هش جدا خفيف وربما اختبأ في خلله شيء من أثر الكافور . | إسحاق بن عمران : الكافور يجلب من سفالة ومن بلاد كلاه والزانج وهريج وأعظمه من هريج وهي الصين الصغرى وهو صمغ شجر يكون هناك ولونه أحمر ملمع وخشبه أبيض رخو يضرب إلى السواد وإنما يوجد في أجواف قلب الخشب في خروق فيها ممتدة مع طولها فأولها الرباحي وهو المخلوق ولونه ملمع ثم يصعد هناك فيكون منه الكافور الأبيض وإنما سمي رباحيا لأن أول من وقع عليه ملك يقال له رباح وإسم الموضع الذي يوجد فيه فنصور فسمي الفنصوري ، وهو أجوده وأرقه وأبقاه وأشده بياضا وأجله جلالا وأجل ما يكون فيه مثل الدرهم ونحوه وبعده كافور يدعى الفرفون وهو غليظ كمد اللون ليس له صفاء الرباحي وهو ما كان دون الجلال وقيمته أقل من قيمة الرباحي وبعده كافور يقال له الكوكثيبت وهو أسمر وثمنه دون ثمن الرباحي وبعده اليالوس وهو مختلط فيه شظايا من خشب الكافور مرسم مصمع على قدر اللوز والحمص والفول والعدس وتصفى هذه الكوافير كلها بالتصعيد فيخرج منها كافور أبيض صفائح يشبه في شكله صفائح الزجاج التي تصعد فيها ويدعى المعمول ، وقد يكون في الياولس وفي الكوكسيبت ما يخرج من المن رطل مصعد ورطل ونصف وهو أوسط الكوافير ثمنا وقد يدخل الكافور في الطيب كله ما خلا الغالية والعنبر والذرائر الممسكة وهو بارد يابس في الدرجة الثالثة نافع للمحرورين وأصحاب الصداع الصفراوي إذا استنشقوا رائحته مفردا أو مع ماء الورد والصندل معجونا بالماء ورد نفعهم أعضاءهم وحواسهم وإذا أديم شمه قطع شهوة الجماع وإذا شرب كان فعله في ذلك أقوى وإذا استعط منه بوزن شعيرتين مع ماء الخس كل يوم قطع حرارة الدماغ ونوم وذهب بالصداع وقطع الرعاف وحبس الدم المفرط . | ماسرحويه : أخذ رجل من معار في ستة مثاقيل كافورا في ثلاث مرات ففسدت معدته حتى لم يعد يهضم البتة وانقطع عنه الباه بواحدة ولم يعرض مرض غير هذا فقط . مسيح : يقطع الرعاف إذا استعط به مع عصير البسر الأخضر . الرازي : بارد لطيف ينفع من الصداع والأورام الحارة في الرأس ولجميع البدن والإكثار منه ومن شمه يسهر وإن شرب برد الكلى والمثانة والأنثيين وأجمد المني وجلب أمراضا باردة في هذه النواحي . قال في الحاوي : قيل في الطب القديم إنه يعقل البطن ويسرع بالشيب . البصري : فيه أحداد يسير وينفع المحرورين إذا أصابهم الدم من حرارة مفرطة وإذا خلط منه كمية يسيرة مع أدوية كثيرة يعقل البطن المستطلق من الصفراء ونفع من إسهالها . التجربتين : الكافور ينفع من سوء المزاج الحار في العين كيفما استعمل وإذا خالط الأدوية الحارة المكتحل بها كف غائلتها عن العين وسكن حدتها عن العين ، وإذا قطر في الأنف محكوكا بماء الكزبرة الرطبة قطع الرعاف الدماغي وإذا حل في دهن الورد وقطر في الأنف نفع من سوء المزاج الحار دون المادة المتولدة في الأصداغ والعين وعلامته أنه يأخذ عند طلوع الشمس ويزيد مع ارتفاعها وينحط بانحطاطها ويرتفع بالليل وسببه المشي الكثير في الزمن الحار ثم كشف الرأس في هواء بارد فتنسد المسام ويبقى سوء المزاج محتقنا وإذا خلط بدهن الورد والخل وطلي به مقدم الرأس نفع من الصداع الحار ولا سيما للنفساء . ابن سينا : ينفع الأورام الحارة طلاء ويمنع من القلاع نفعا شديدا ويولد الحصاة في الكلى والمثانة شربا ويقع في أدوية الرمد الحار . وقال في الأدوية القلبية له خاصية قوية في ملاءمة جوهر الروح يغلب برده إذا اعتدل مقداره وربما أعانها تبريده في الأمزجة الحارة وإذا كان سوء المزاج بسبب ضعف جوهر الروح وتحلله وأما عطريته فهي معينة بالخاصية مقوية ملطفة بحسب مزاج دون مزاج ، وقد يعدل تبريده بالمسك والعنبر وتجفيفه بالأدهان المحللة العطرية الرطبة مثل دهن الخيري والنبفسج وهو ترياق وخصوصا للسموم الحارة وتستفيد منه الروح لطافة ونورانية شديدة وبذلك تقوى وتفرح والكهرباء يشاركه في هذا المعنى مشاركة ما إلا أن الكافور أقوى خاصية واستيلاء . غيره : يمنع إن تتسع مواضع التآكل في الأسنان إذا تحسى به وهو عجيب في ذلك . | كاشم رومي : ديسقوريدوس في الثالثة : ليسطيقون ينبت كثيرا في البلاد التي يقال لها ليفوريا في الجبل الذي يقال له أمانيس وهو جبل مجاور البلاد التي يقال لها ألكيس وأهل تلك البلاد يسمونه قاياقس لأن أصله وساقه يشبه الدواء الذي يقال له قاياقس بن فلاطيفون وقوته شبيهة بقوته وينبت في الجبال الشاهقة الخشنة المظللة بالأشجار وخاصة في المواضع المجوفة الشبيهة بالحفر وله ساق صغير دقيق يشبه ساق الشبت ذو عقد عليه ورق شبيه بورق إكليل الملك إلا أنه أنعم منه طيب الرائحة والورق الذي عند أعلى الساق أدق من سائر الورق وأكثر تشققا وعلى طرف الساق إكليل فيه ثمر أسود مصممت إلى الطول ما هو شبيه ببزر الرازيانج حريف المذاق فيه عطرية ، وله أصل أبيض فيه شبه بأصل النبات الذي يقال له قاياقس بن فلاطيفون طيب الرائحة . جالينوس في 7 : أصل هذا النبات وبزره يبلغ من إسخانهما أنهما يحدران الطمث ويدران البول وهما مع هذا يطردان الرياح ويحللان التشنج . ديسقوريدوس : وقوة بزر هذا النبات وأصله مسخنان هاضمان للغذاء يوافق أوجاع الجوف والأورام البلغمية والنفخ وخاصة العارضة في المعدة ولسع الهوام وإذا شربا أدرا البول والطمث وإذا احتملت المرأة أصله فعل ذلك أيضا وقد ينتفع بالبزر والأصل في أخلاط الأدوية المسرعة في إحداره والهاضمة للطعام وبزره طيب جدا ولذلك أهل البلاد التي ينبت فيها يستعملونه بدل الفلفل ويبتلون به الطبيخ وقد يغش ببزر آخر شبيه به فيعرف بالمذاق لأنه مر ومن الناس من يغشه بأن يخلط معه بزر النبات الذي يقال له مارانون وبزر النبات الذي يقال له ساساليون . ابن ماسويه : حار يابس في الثالثة مذهب للقراقير نافع من النفخ والسدد العارضة في الكبد والرطوبة . الحور : يسقى منه درهم بشراب ممزوج للحيات في البطن والمستسقين درهمين بماء حار . الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية الكاشم حار لطيف يعين على تلطيف اللحوم الغليظة إذا وقع مع الخل ولذلك يستحمل في البهرية كثيرا وليس يتولد عنه كثير إسخان إذا وقع مع الخل وخاصة إذا بردت مرقته وانحل عنه بخاره ، وأما وهو حار فمسخن بحرارته وكثيرا ما يصدع أصحاب الرؤوس الحارة وليس ذلك بصداع دائم بل يسكن سريعا ثم الماء ورد والكافور . لي : زعم بعض المتأخرين إن الكاشم مطلقا هو النوع الرابع من ساساليوس المسمى باليونانية طرديلن وقد ذكرته في ذكر الساساليوس . | وهذا الدواء تعرفه عامتنا بقول السعال لأنه يوجد في ثمرته نار الزناد وليس هو بالكاشم أصلا ولا من أنواعه فاعلم ذلك . ابن ماسه : إذا صيره مع الأطعمة طيبها وخاصته تقليل رطوبة المعدة إذا شرب . وقال ساذوق : وبدل الكاشم البستاني إذا علم وزنه وربع وزنه من الكمون الأبيض . إسحاق بن عمران : إن الكاشم شبيه القوة بالكمون وربما جعل بدله إذا عدم . غيره : بدله وزنه من بزر الجزر البري . | كادي : هو كثير بأرض اليمن معروف بها نباته مشهور فيما أخبرني الثقة عنه . أبو حنيفة : نبات الكادي ببلاد العرب بنواحي عمان وهو الذي يطيب الدهن الذي يقال له دهن الكادي وأخبرني من رآه قال : إنه نخلة ولها طلع فإذا أطلعت قطع ذلك الطلع قبل أن ينشق فألقي في الدهن وترك حتى يأخذ الدهن من رائحته ويطيب والخراطون يملسون أصابعهم ويخلصونها بخوص الكادي وهو صلب وله مثانة ولين . ابن سمحون : قال علي بن محمد : كثر ما يكون الكادي بأرمايل من أرض الهند وهي نخلة في جميع صفتها إلا أنها لا تطول طول النخلة وطلعه مثل طلعه فإذا أطلع أخذ من قشره فتائل قبل أن ينشق قشره عما في جوفه وأنقع في الدهن وربب فيه يوما فيوما حتى يطيب ريحه ويأخذ قوته ، وإن ترك طلعه حتى ينشق قشره عنه صار بلحا وتناثر ولم يوجد له رائحة طيبة . الرازي في الحاوي : قيل في كتاب الأسماء الهندية إن الكادي يستأصل الجذام ويقطعه وقال في كتاب الجير والحصبة إن الهند تقول : متى شرب من شراب الكادي من قد خرج عليه تسع جدريات لم تصر عشرة . التميمي في المرشد : وأما شراب الكادي فإنه المعروف بشراب الكدر وقد أثبت نسخته في كتابي الموسوم بمادة البقاء في المقالة التاسعة من مقالات الكتاب المفردة للأشربة فمن أحب الوقوف عليه فلينظره هناك . قال المؤلف : وقد أثبت أيضا منه أمين الدولة بن التلميذ نسخته في أقراباذينه وهي مختارة . | كاوزاون : ابن سينا : إسم حشيشة أظنه كازوان أي لسان الثور بالفارسية خاصيته التقريح وإزالة الغم . | كاوجشم : هو إسم البهار بالفارسية وقد ذكرت البهار في حرف الباء . | كاسر الحجر : هو بزر القلت وقد ذكرت القلت في القاف . | كاكنج : تعرفه عامة المغرب بحب اللهو وقد ذكرت الكاكنج مع عنب الثعلب في حرف العين . | كاول : هو كراث الكرم وسيأتي ذكر الكراث فيما بعد . | كارباء : هو الكهرباء ومعنى الكارباء بالفارسية سالب التين وسنذكره فيما بعد . | كبر : ديسقوريدوس في الثانية : هو شجيرة مشوكة منبسطة على الأرض باستدارة وشوكتها معففة مثل الشصوص على شكل شوك العليق ولها ورق شكله مثل شكل السفرجل وثمر شبيه بالزيتون في شكله إذا انفتح ظهر منه زهر أبيض ، وإذا سقط منه الزهر كان شبيها بالبلوط مستطيلا إذا فتح ظهر من جوفه شبيه بحب الرمان صغار حمر وأصوله كبار في حد الخشب كثيرة وينبت في أماكن خشنة وأرض نباتها قليل لغلبة الحجر عليه وجزائر وخرابات . | جالينوس في 7 : قشر أصل الكبر الغالب عليه الطعم المر وبعده الطعم الحريف وبعدهما الطعم القابض وهذا مما يدل على أنه مركب من قوى مختلفة متضادة وذلك أنه يقدر أن يجلو وينقي ويفتح ويقطع لمكان مرارته ، وأن يسخن ويحلل لمكان حرافته وأن يجمع ويشد ويكنز لمكان قبضه ولذلك صار قشر هذا الأصل أنفع من كل دواء آخر يعالج به الطحال الصلب إذا ورد إلى داخل البدن أيضا بأن يشرب بالخل أو بالخل والعسل وبغير ذلك مما أشبهه أو بأن يجفف ويسحق ويخلط بهذه وذلك أنه يقطع الأخلاط الغليظة اللزجة إذا شرب على هذه الصفة تقطيعا بينا ويخرجها في البول وفي الغائط ومرارا كثيرة قد يخرج من الغائط شيئا دمويا فيسكن الطحال ويخفف أمره على المكان وكذا يفعل في وجع الورك وهو مع هذا يدر الطمث ويحدر البلغم إذا تغرغر به الإنسان ، وإذا مضغه وينفع من الهتك الذي يقع في رأس العضلة وفي وسطها ، وإذا وضع أيضا قشر هذا الأصل على الجراحات الخبيثة كما يوضع الضماد نفعها أعظم المنفعة من طريق أنه يقدر أن يجففها ويجلوها جلاء وتجفيفا قويا وكذا ينفع من وجع الأسنان فمرة إذا استعمل بالخل ومرة إذا استعمل مطبوخا بالشراب ومرارا كثيرة يستعمل أيضا وحده بأن يعض عليه الإنسان ويمضغه وقد يجلو البهق إذا طلي عليه بالخل ويحلل الخنازير والأورام الصلبة إذا خلط مع الأدوية النافعة لذلك ، وأما ثمرة هذا النبات فقوتها على مثال قوة قشر الأصل منه إلا أنها أضعف من القشر وأما ورقه وقضبانه فقوتها أيضا تلك القوة وإني لأعلم أني حللت في بعض الأوقات صلابة الخنازير في أيام يسيرة بورق الكبر وحده وقد يخلط مع الورق بعض الأشياء التي يمكن فيها أن تكسر من شدة قوته وإذا كان هذا الورق كذلك فليس من العجب أن تكون عصارته تقتل الدود في الأذن لمكان مرارتها ، فأما الكبر الذي يكون في البلد الكثير الحرارة بمنزلة الكبر الذي في بلاد تهامة فهو أشد حدة وحرافة من الذي يكون عندنا بمقدار كثير جدا ففيه بهذا المسبب من القوة المحرقة مقدار ليس باليسير وقال في كتاب أغذيته ثمرته المملحة قبل الغسل تطلق البطن ولا تغذو البتة وأما إذا غسلت ونقعت حتى تذهب عنها قوة الملح بتة صارت على مذهب الطعام تغذو غذاء يسيرا جدا وأما على مذهب الأدام التي يتأدم بها فتؤكل مع الخبز ليطيب بها أكله ، وأما على مذهب الدواء فإنها تكون حينئذ موافقة لتحريك الشهوة المقصرة ولجلاء ما في المعدة والبطن من البلغم وإخراجه بالبراز ولتفتيح ما في الكبد والطحال من السدد وتنقيتهما ومتى استعملت هذه الثمرة في هذا الوجه فينبغي أن تستعمل مع خل وعسل أو مع خل وزيت قبل سائر الطعام كله وقضبان الكير أيضا تؤكل طريها كما يؤكل قضاب البطم ويكبس أيضا كما تكبس تلك أما في الخل والملح وأما في الخل وحده . ديسقوريدوس : وقد تعمل قضبانه وثمره بالملح وإذا أكل لين البطن وهو رديء للمعدة معطش وإذا أكل مطبوخا كان طيب الطعم وإذا شرب من ثمره ثلاثين يوما في كل يوم وزن درهمين بشراب حلل ورم الطحال ويدر البول ويسهل الدم ، وإذا شرب نفع من عرق النسا ومن الداء المسمى قوالوسيس ومن وهن العضل ، وإذا شرب أدر الطمث وإذا مضغ قلع البلغم وثمره إذا طبخ بالخل وتمضمض بطيخه سكن وجع الأسنان وقشر أصل الكبر حار يوافق الأمراض التي ذكرناها ويوافق القروح المزمنة الوسخة الجاسية وقد يخلط بدقيق الشعير ويتضمد به للورم في الطحال ومن كان بسنه ألم فعض على أصل الكبر بسنه الألم نفعه من ألمه وإذا دق ناعما وخلط بالخل ولطخ على البهق الأبيض جلاه ، وإذا دق ورقه وأصله واستعمل للخنازير والأورام الصلبة حللها وإذا دق وأخرج ماؤه وقطر في الأذن قتل الدود المتولد فيها والكبر النابت بالبلاد التي يقال لها مرماريطا ينفخ نفخا مفرطا والكبر الثابت في البلاد التي يقال لها اقوليا يحرك القيء والكبر الذي من بحر القلزم والذي من نينوى حريف جدا ينفط الفم ويأكل اللثة حتى تتغير منه الأسنان فلذلك لا يصلح هذا الصنف من الكير للمطعم . ابن ماسويه : والكبر النابت في البلاد وفي المروج والآجام كثير النفخ فلذلك ينبغي أن لا يتعرض لما ينبت منه في هذين الموضعين . البصري : ورق الكبر وثمره متساويان في القوة إلا أن في الثمر ببعض الزيادة على الورق وأقوى منهما أصله واليبس في أصله أغلب من الحر والكبر حار يابس في الدرجة الثالثة رديء للمعدة ، وإن نقع بخل ذهب الخل بضرره للمعدة . الفارسي : الكبر ترياق يطيب الفم ويطرد الريح ويزيد في الباه . الجون : يشفي النواصير التي تكون في الآماق وأصله جيد للبواسير إذا دخن به . | الطبري : أصله ينفع من القروح الرطبة إذا وضع عليها من خارج وإذا طبخ وصب ماؤه على الرأس الذي فيه قروح رطبة نفعه وإذا أكل مع الفلفل والسذاب نفع من السمة التي تكون في الكبد من البرد . إسحاق بن عمران : حبه رديء الغذاء يتعفن فيصير مرة سوداوية وقضبانه أجمد منه . ابن سمحون : قال ابن ماسه : الكبر وفقاحه وقضبانه نافعة للطحال فإذا أريد اتخاذه فينبغي أن ينقع بماء وملح أياما ثم يغسل بماء عذب مرتين أو ثلاثا ثم يخلل فإذا عزم على كله لذلك يكون بعد أربعين يوما بعد أن يصب عليه زيت مغسول ، قال وكامخ الكبر من صالحي الكوامخ المسخنة للمعدة وأقلها ضررا وينبغي أن يؤكل بالزيت قبل الطعام لسرعة انهضامه وأنه لا يبطئ في المعدة وهو يصدع الرأس إذا أكثر منه وكامخ حب الكبر أيضا مثله في كل أحواله إذا صير معه صعتر رطب أو افرنجمشك أو مر ماخور وكامخ الكبر جيد للمعدة والطحال . التجربيين : ورقه ولحاء أصله إذا جفف وسحق وأضيف أحدهما إلى الزفت وضمد به قروح الرأس الشهدية اليابسة العتيقة أبرأها إذا تمودي عليه وكذا يفعل في القروح الخبيثة الغليظة المواد ولا سيما إذا كانت في الأعضاء الجافة وتستعمل في المرطوبي المزاج في قروحهم الخبيثة مدروسا بالشحم ، وإذا درس ورقه مع الشحم ووضع على أورام العنق البلغمية والخنازير والغمد ألحمها وحللها كلها وكذا يحلل الأورام البلغمية في سائر الجسم إلا أنه في أورام العنق والأبط والأربية أقوى وكذا يوضع أيضا على فسوخ العضل ولا سيما في الأعضاء الصلبة فينفعها ، وإذا سحق أصله وخلط بأحد الأدوية العطرية المقوية كالسنبل والأسطوخودوس والأذخر وعجن بعسل ولعق وافق وحلل ما في الصدر من البلغم اللزج وأخرجه بالنفث ونفع من أوجاعه الحادثة عنه وسهل نفثه وينفع من أوجاع المعدة والمائدة ويفتح بهذه الصفة سدد الكلى ويضمر الطحال وينفع من أوجاعه منفعة بالغة ، وإذا تغرغر به وبطبيخ سائر أجزائه كلها نقى الدماغ وأحدر منه بلغما لزجا وماء ورقه إذا شرب قتل أصناف الحيوان المتولدة في الجوف وشربته من أربعة دراهم إلى ما حولها . الرازي في كتاب الحاوي : أدام صديق لي أكل كامخ الكبر فسحجه وأرى إن حقن بعصير الكبر من به عرق النسا كان بليغا جدا . وقال في موضع آخر : كامخ الكبر حار يابس مهزل للبدن والكبر المخلل أقل حرارة من المكبوس بالملح ، وقال في كتاب دفع مضار الأغذية كامخ الكبر رديء للمعدة معطش ملهب ليست منفعته للطحال كالكبر المخلل بل دون ذلك بكثير وذلك أنه يعطش ويسقى الماء بملوحته والماء يربي الطحال ويعظمه ولا سيما إن كان حارا أو ماء بطيء النزول ولكنه يقطع ويجلو ويشهي الطعام ويدفع فضوله إلى أسفل وهكذا تفعل الكوامخ المالحة فإنها كلها معطشة ملهبة ضارة للعين إذا أدمنت فأما ما ينقع في الخل وتعتريه حموضته فأقل إعطاشا وإلهابا للبدنه وأوفق للمحروريين وقال : والكبر المخلل يلطف الطحال ولا يسخن ولا يعطش إلا قليلا ويضر من به سعال أو إسحاج وخلفه ضررا شديدا فإن أخذ منه فليتلاحق بصفرة البيض النميرشت بعد التغرغر بماء حار مرات . | كبيكج : هو كف السبع عند بعض سحاري الأندلس وتعرفه أهل مصر بالبار عللت وهذا إسم بربري . | ديسقوريدوس في الثانية : بطراحيون . ومن الناس من يسميه شالبين أغريون وهو أصناف كثيرة وقوته حادة مقرحة جدا ومنه صنف ورقه شبيه بورق الكزبرة إلا أنه أعرض منه ولونه إلى البياض فيه رطوبة لزجة وزهر أصفر وربما كان لونه لون الفرفير وله ساق ليس بغليظ طوله نحو من الذراع وله أصل صغير أبيض مر الطعم وتتشعب منه شعب مثل شعب الخربق وينبت بالقرب من المياه الجارية ، ومنه صنف فخر كثير بالبلاد التي يقال لها سردونيا وهو حريف جدا ومن الناس من يسميه سالبين أغريون ومنه صنف ثالث صغير جدا رديء الرائحة ولون زهره شبيه بالذهب ومنه صنف رابع شبيه بالثالث إلا أن لون زهره مثل لون اللبن . | جالينوس في 6 : أنواع هذا النبات أربعة وكلها قوية حادة حريفة شديدة حتى أنها إن وضعت من خارج أحدثت قروحا مع وجع وأما إن استعملها إنسان بعذر فإنها تقلع الجرب والعلة التي يتقشر معها الجلد الأظفار التي يظهر فيها البياض ويحلل الآثار وينثر الثآليل المعلقة والمركوزة التي يحدث بها إذا لقيها برد الهواء وجع شبيه بقرص السمك . وينفع من داء الثعلب إذا وضعت عليه مدة يسيرة وذلك أنها إن أبطأت وطال مكثها قشطت الجلد وأحدثت في الموضع قرحة وهذه الأفعال كلها أفعال ورق هذه الأنواع وقضبانها ما دامت طرية ، وإن هي وضعت من خارج كالضماد فأما أصلها إن هو جفف وحفظ صار دواء نافعا لتحريك العطاس كمثل جميع الأدوية التي تسخن إسخانا قويا ويجفف وينفع أيضا من وجع الأسنان مع أنها تفتتها لأنه يجفف تجفيفا قويا وبالجملة فأنواع الكبيكج كلها مع أصولها وقضبانها وورقها تسخن وتجفف إسخانا وتجفيفا قويا . ديسقوريدوس : وإذا تضمد بورقه وأغصانه طرية أقرحت بالسم ، ولذلك تقلع تشقق الأظفار وتقشرها والجرب والنمش والثآليل التي يقال لها أقروخوذونس وإذا تضمد به وقتا يسيرا لداء الثعلب قلعه وإذا طبخ وصب طبيخه وهو فاتر على الشقاق العارض من البرد نفع منه وأصله إذا جفف ودق ناعما وقرب من المنخرين حرك العطاس وإذا علق في الرقبة خفف من وجع الأسنان ولكنه يفتتها . | كبابة : إسحاق بن عمران : هو حب العروس ونعتها مثل نعت الفلفل ولها أذناب وأطرافها ولونها أصهب . ابن الهيثم : هي صنفان كبيرة وصغيرة والكبيرة هي حب العروس والصغيرة هي الفلنجة . الغافقي : قال حنين والبطريق وغيرهما من التراجمة قالوا : إن الكبابة في ترجمة البطريق تسمى باليونانية قرقيسون والدواء الذي سماه جالينوس في كتابه في ترجمة البطريق قرقيسون سماه حنين الكبابة وقد قال جالينوس في كتاب الأدوية المقابلة للأدواء : إن القرقيسون عيدان دقاق تشبه قضبان الدارصيني والكبابة عندنا إنما هي حب ولم نر هذه العيدان ولكن قد يمكن أن تكون هذه العيدان عيدان النبات الذي هذا حبه . وقال جالينوس في 7 : هذا دواء يشبه الفو في طعمه وفي قوته إلا أنه ألطف منه جدا ، ولذلك صار أشد تفتيحا منه للسدد العارضة في الأحشاء وهو مدر للبول منق للكليتين من الحصا المتولد فيها ولكن ليس له من اللطافة ما يمكن بها الإنسان أن يستعمله بدل الدارصيني كما كان يفعل قرانيطس ، والجيد منها ليس يداني الدارصيني في قوته بل هو دون السليخة الجيدة فضلا عن الدارصيني . وقال في الأدوية المقابلة للأدواء : كان قرانيطس يلقي من هذا الدواء المسمى قارقاسيون في الترياق بدل الدارصيني إذا لم يجده ، وهو شبيه بالفو إلا أنه أقوى منه ولذلك له مع ذلك رائحة عطرية وأكثر نباته بالجبل المسمى شندي من بلاد مقوليا ولذلك صار يمنيا وهو عيدان دقاق يشبه قضبان الدارصيني . مسيح بن الحكم : في الكبابة قوتان متضادتان من الحرارة والبرودة والحرارة فيها أغلب وهي جيدة للوجع في الحلق ولحبس البطن . الرازي : ينقي مجاري الكلى والبول ويصفي الحلق . ابن سينا : جيد للقروح العفنة في اللثة والقلاع في الفم وريق ماضغه يلذذ المنكوحة . غيره : يقوي المعدة والأعضاء الباطنة شربا . الشريف : إذا أمسكت في الفم حسنت اللثات وتطيب النكهة وتعطر الأنفاس وتتصرف في كثير من الطيوب ويخرج الحصاة من الكلى والمثانة . | كبريت : ابن سمحون : قال الخليل بن أحمد : الكبريت عين تجري فإذا جمد ماؤها صار كبريتا أصفر وأبيض وأكدر ويقال : إن الكبريت الأحمر هو من الجواهر ومعدته خلف ثنية في وادي النمل الذي مر به سليمان بن داود وأن تلك النمل أمثال الدواب تحفر أسرابا فيأتيها الكبريت الأحمر . | قال أرسطوطاليس : الكبريت ألوان كثيرة فمنه الأحمر الجيد الحمرة الذي ليس بصاف ، ومنه الأصفر الشديد الصفرة الصافي اللون ، ومنه الأبيض القليل البياض الحاد الريح ، ومنه المختلط بألوان كثيرة والكبريت يكون كامنا في عيون يجري منها ماء حار ويصاب في ذلك الماء رائحة الكبريت والأحمر يسرج بالليل في معدنه كما تسرج النار حتى يضيء ما حوله على فراسخ وإذا أخذ من معدنه لم يصب فيه هذه الخصوصية ويدخل في أعمال الذهب كثيرا ويحمر البياض جدا ويصبغه جيدا . ماسرحويه : والكبريت ثلاثة ضروب أحمر وأبيض وأصفر وكلها حارة يابسة لطيفة . إسحاق بن عمران : الكبريت أربعة أضرب فمنه أحمر وأسود وأصفر وأبيض ، وهو حجر رخو من جواهر الأرض والمطبوخ منه أغبر إلى السواد والمحرق منه أسود . الرازي : هو حار يتولد من البخار اليابس الحار الدخاني إذا ماس شيئا رطبا من البخار الرطب لأن البخار بخاران بخار رطب وبخار حار لطيف يابس فيطبخ البخار الرطب كطبخ حرارة الشمس لرطوبة الماء حتى تحيله في سبخة دهنا وكطبخ حر الأرض والبخار الرطب الغليظ حتى تحيله قارا أو نفطا أو ما أشبه ذلك والكبريت من البخار الدخاني والبخار الرطب امتزجا وطبخهما حر الشمس حتى صار ما فيه من الرطوبة دهنا لطيفا حارا خفيفا ، ولذلك أسرع اتقاده لأنه شديد الحر فتسرع إليه النار بمرة لأن النار تطلب من الرطوبة أحرها لقربها منها بطرف واحد والدليل على ذلك أن الأشياء الرطبة الباردة لا تحترق بمضادتها للنار بطرفيها والأشياء الباردة اليابسة لا تحرق لأنها لا رطوبة فيها وإنما غذاء النار الرطوبة لأنها صاعدة وليست تقيم في أسفل إلا معلقة بما جذبها إلى أسفل كما لا يقيم الحجر في الجو إلا بما يعمده . جالينوس في كتاب الأدوية الموجودة بكل مكان : الكبريت النهري هو كبريت القصارين وقال مرة أخرى : كبريت القصارين هو كبريت الماء . وقال في المقالة 7 من مفرداته : كل كبريت فقوته قوة جلاءة لأن مزاجه وجوهره لطيف ولذلك صار يقاوم ويضاد جل السموم من ذوات السموم من الهوام واستعماله يكون بأن يسحق وينثر على موضع اللسعة أو يعجن بالريق ويوضع عليه ويعجن بالبول أو بزبل عتيق أو عسل أو علك البطم وقد يشفى به الجرب والعلة التي يتقشر معها الجلد والقوابي إذا عولجت به مع علك البطم يبرئها برءأ تاما مرارا كثيرة لأنه يجلو ويقلع هذه العلل كلها من غير أن يدفع شيئا منها إلى عمق البدن . ديسقوريدوس في 5 : يعلم أن أجوده ما لم يقرب إلى النار وكان صافي اللوم صقيلا ليس بمتحجر ، فأما ما قرب منه من النار فينبغي أن يختار منه الأحمر الذي فيه دهنية وقد يكون كثيرا في المواضع التي يقال لها قيبلص والمواضع التي يقال لها البيارا ، والصنف الأول يسخن ويحلل وينضج السعال ويخرج القيح الذي في الصدر سريعا ، وإذا صير في بيضة أو شرب أو تدخن به نفع من الربو وإذا دخنت به المرأة طرحت الجنين وإذا خلط بصمغ البطم قلع الجرب والقوابي وقلع البهق ، وإذا خلط بالراتينج أبرأ من لسعة العقرب ، وإذا خلط بالخل نفع من مضرة سم التنين البحري ومن لسعة العقرب ، وإذا خلط بالنطرون وغسل به البدن سكن الحكة العارضة فيه وإذا أخذ منه معدا فلجماريوس وشرب بالماء أو ببيضة حسوا نفع من اليرقان وقد يصلح للزكام والنزلة ، وإذا ذر على البدن قطع العرق وإذا لطخ على النقرس مع النطرون والماء نفع منه وقد ينفع إذا تدخن به من الطرش وقد يقطع النزف ، وإذا خلط بالعسل والخمر ولطخ على سدح الآذان أبرأه . أرسطو : والكبريت الأحمر ينفع من داء الصرع والسكتات والشقيقة والكلف إذا استعط به . الدمشقي : وقوة الكبريت في الحرارة واليبوسة من الدرجة الرابعة يذهب بالبرص ويجلو الكلف ويذهب بطنين الأذن وضربانها . | التجربتين : الكبريت إذا خلط بأدوية قروح الرأس العتيقة جلاها وأدملها ، وإذا حل في زيت قد غلي فيه أشقيل وخلط بشيء من الشمع نفع من نوعي الجرب الرطب واليابس ومن الحكة منفعة بالغة ، وإذا خلط بالفلفل وحل بخل أو بحماض الأترج أو بحماض النارنج وطلي على السعفة العتيقة جلاها وأدملها إذا تمودي عليه ، وإذا عجن بالحناء وسائر أدوية القوابي جلاها وأذهبها وكذا بعصارة ورق الدثم الغض فعل في ذلك فعلا قويا ، وإذا خلط بالنطرون نفع من القروح الوسخة جدا والمترهلة والأواكل ، وإذا خلط بالعاقر قرحا وعجنا بعسل ثم حل بالخل وطليت به القروح المتولدة في أجسام تدب فيها العلة الكبرى وفي قروح تشبه القوابي خشنة يتشوه بها الجلد ويذهب حسنه نفع منها منفعة عجيبة . | كبسون : زعم بعضهم أنه الكشوث وليس بصحيح إنما الكبسون نبات حبشي ومنها يجلب إلينا بالديار المصرية وهو حب مدور أسود في صفة الكزبرة الشامية فيه حرافة ، وقوم يقولون : إنه الأبرنج وليس به أيضا إلا أنه يشبهه في الفعل والحبشة كثيرا ما يستعملون الكبسون بالشراب بأن يأخذوه ويدقوه وينخلوه ويلعقوه بعسل أو يشربوه في لبن حليب فيسهلهم بلا مشقة ويخرج من بطونهم الدود وحب القرع وهو مجرب عندهم في ذلك وهو حار يابس في الأولى فيما زعم بعض أطباء مصر . | كباث : قيل أنها ثمر الأراك إذا نضج واسود ، وقيل الكباث منه ما لم ينضج ، وقيل الكباث من ثمر الأراك صنف منه ليس له عجم كبير العنقود صغير الحب فويق حب الكزبرة ، وفي الفلاحة أنه ينبت بقرب الأراك ويشبهه في اللون والطعم وله حب يعقده في رأسه كحب الكزبرة ويسحق منه خمسة دراهم ويستف منه مع مثله سكرا ويتجرع عليه ماء بارد عذب فيسهل البطن . وفي كتاب إبدال الأدوية خاصته النفع من الدود وحب القرع في البطن وبدله وزنه أبرنج ونصف وزنه قسط أبيض وثلث وزنه قنبيل . لي : غلب على ظني أنه الكبسون المقدم ذكره . فتأمله . | كبد : ذكرت كثيرا من الكبود مع حيواناته وإنما نتكلم في هذا الموضع بحسب الغذاء . التجربتين : والأكباد كلها إذا شرحت وذر عليها ملح وصمغ عربي وشويت نفعت من قروح الأمعاء واستطلاق البطن لمن قويت معدته على هضمها . جالينوس في كتاب أغذيته : أكباد المواشي والحيوانات المألوفة الأكل تولد خلطا غليظا عسر الهضم بطيء الإنحدار عن المعدة والنفوذ في المعي وأفضل الكبود في جميع الأحوال الكبود المسماة التبنية من أجل أن حيواناتها تعتلف التبن اليابس حتى يصير كبدها في هذه الحال . ابن ماسه : أكباد جميع الحيوانات حارة رطبة بطيئة الهضم تولد دما غليظا كالذي يتولد من الطحال والخصي . كتاب الكيموسين : إن الكبد غليظ الخلط لكنه ليس برديء الخلط . الرازي في دفع مضار الأغذية : وأما الكبد فجيد الغذاء غليظه كثيره ولا سيما كبود الحيوان المختار كأكباد الجدا والحملان وخير منها أكباد الدجاج المسمنة والديوك إلا أن لها ثقلا وعسر إنهضام ، ولذلك لا ينبغي أن يكثر منه ولا ينفرد به وليؤكل مطجنا بالمري والزيت ويكبب على الجمر تكبيبا رقيقا بالملح والدارصيني أيضا ، وقد يصلح أن يتخذ للمحرورين باردة بالخل والكراويا والكزبرة اليابسة بعد أن يجاد شيها وإن لم يكثر منها ولم بد من لم يخش منها مكروه لأن الدم المتولد منها صحيح جيد . | كبست : هو شحم الحنظل فيما زعموا . | كتان : كلامنا ههنا على الكتان نفسه وأما بزره فقد ذكرته في حرف الباء في رسم بزر الكتان . أبو حنيفة : الكتان مفتوح الكاف شديد التاء وهو معروف . بولس : إذا أحرق الكتان نفسه يكون له دخان لطيف يفتح سدد الزكام ويصلح الرحم التي تتقلص وتصير إلى فوق . ماسرحويه : والثياب تختلف قواها بقدر الأصل الذي يصنع منه وثياب الكتان معتدلة في الحر والبرد والرطوبة واليبس وهي أجدر أن تستعمل في الدواء وخاصة في القروح فإنه جففها ويأكل غشها وينشف البلة والعرق في الجسد . عيسى بن ماسه : الكتان بارد من لباس الصيف والدليل على برده أنه يقتصر كل قوم على لبسه . الرازي : هو أبرد الملابس على البدن وأقلها لزوقا به وتعلقا ولذلك هو أقلها إقمالا . مسيح : ومن أردنا أن يضمر بدنه أمرناه أن يستشعر من ثياب الكتان في الشتاء الجديد الناعم وفي الصيف الغسيل الناعم ، ومن أردنا أن يتنشف لحمه أمرناه أن يستشعر منها في الشتاء الغسيل الناعم وفي الصيف الجديد الناعم لأنه ليس يلتصق ببدنه جدا فيحميه وهو أفضل الملابس للأبدان من ثياب القطن وينشف البلة والعرق من الجسد . | كتم : أبو حنيفة : الكتم هو من شجر الجبال وهو يعد شيا بالحناء يجفف ورقه ويدق ويخلط بالحناء ويخضب به الشعر فيسود لونه ويقويه قال وقال بعض أعراب الشراة الكتم لا يسمو صعدا وينبت في أصعب ما يكون من الصخور وأمنعه فيتدلى تدليا خيطانا لطافا وهو أخضر وورقه كورق الآس وأصفر ومجتناه صعب . الغافقي : الكتم معروف عندنا بالأندلس نبات ينبت في السهول ويسمو ورقه قريبا من ورق الزيتون أو ورق الميتان ويعلو فوق القامة وله ثمر في قدر حب الفلفل في داخله نوى ، وإذا نضج اسود وقد يستعصر منه دهن يتسمرج به في بعض البوادي ويدق ورقه وتستخرج عصارته ويشرب منها قدر أوقيه فتقيئ قيئا بليغا وتنفع من عضة الكلب الكلب ، ومنه نوع آخر وهو الغتم وسنذكره في موضعه وأما الذي ذكره الكندي أن من بزر الكتم ماء إذا اكتحل به حلل الماء النازل في العين وأبرأه وأظنه أراد به هذا الكتم الذي نعرفه وقد يمكن أن يكون نوعا آخر منه ويمكن أن يكون حب الميتان فإنه يشبه الميتان ويستعمل كما يستعمل الكتم في خضاب الشعر وأصل الكبر إذا طبخ بالماء كان منه مداد يكتب به . | كتبينية : الغافقي : هي عشبة لها ورق طولها نحو نصف أصبع مفترشة على الأرض فيها متانة وملاسة وخضرتها تميل إلى الدهمة وهي مشرفة ولها ساق رقيقة تعلو نحوا من نصف ذراع فيها صلابة وهي كساق ونبات الكتان وعليها ورق كورقه ومن نصف الساق إلى أعلاها زهر دقيق يشبه زهر الكتان أزرق اللون فيه بياض إلا أنه أصغر منه بكثير يخلفه بزر كبزر الشاهترج وطعم هذا النبات مر ، وكذا بزره وتشربه الناس لإخراج الخام والبلغم ووجع الورك فينتفعون به والشربة القوية منه درهمان ، وإذا طبخ هذا النبات في الزيت وجعل على القوابي أبرأها وقد يكون نبات آخر يعرف بالكتبن أيضا له قضبان رقاق تتشعب من بنات ساق رقيق وهي مجتمعة حول الساق معقدة حرش بلا ورق ونباته في أرض رقيقة جبلية وهو من نبات الصيف وهو أقوى من الصنف الأول في إخراج البلغم وإنزال الحصاة والشربة منه القوية درهم ونصف . أبو العباس النباتي : هي مجربة في قطع الحبل حمولا وهذا يقبض مزاجها . | كتيلة : أول الإسم كاف مضمومة بعدها تاء منقوطة باثنتين من فوقها ثم ياء ساكنة منقوطة باثنين من تحتها بعدها لام مفتوحة ثم هاء . إسم بأرض الشام خصوصا بجبال البيت المقدس والخليل وجبل نابلس لنبات من التمنش دقيق الأغصان ذو أغصان كثيرة مخرجها من أصل واحد طولها نحو من شبر إلى ذراع وهي صلبة والورق عليها متراصف أزغب حديد الرائحة طيبها يشبه ورق الآس وأدق منه ويميل في لونه إلى البياض حار يابس إذا وضع منه اليسير في الخوابي الممتلئة خمرا قبل أن تغلي حفظها من الفساد وطيب رائحتها وقوى طعمها ، وأهل مصر يعرفون هذا النوع من الشراب الذي يلقى فيه هذا الدواء بشراب الحشيشة وفيه تسخين قوي . | كثيراء : يكون منه كثيراء بجبل بيروت ولبنان من أرض الشام . ديسقوريدوس في الثالثة : طراعاقينا : وهو شجرة الكثيراء هو أصل عريض خشبي يظهر منها شيء على وجه الأرض يخرج منه أغصان صلبة تنتشر على وجه الأرض كثيرا لها ورق صغار رقاق كثيرة فيما بينها شوك مستتر بالورق أبيض مستوي القيام صلب والأطراعاقينا هو الكثيراء والرطوبة التي تظهر عن هذا الأصل إذا ما قطع في موضع القطع فأجوده ما كان منه صافيا أملس رقيقا نقيا إلى الحلاوة ما هو . جالينوس في 8 : قوة الكثيراء شبيهة بقوة الصمغ وهي قوة تلزق وتلحج وتغري وتكسر حدة الأشياء الحادة وهي أيضا تجفف كما يجفف الصمغ . ديسقوريدوس : وقوته مغرية شبيهة بقوة الصمغ وتستعمل في الأكحال والسعال وخشونة قصبة الرئة وانقطاع الصوت بأن يهيأ منه معجون بالعسل ويوضع تحت اللسان ويبتلع ما يذوب وينحل منه أولا فأولا وقد يشرب منه وزن درهمين إذا أنقع في ميبختج وخلط به شيء من قرن إيل محرق مغسول أو شيء يسير من شب يماني لوجع الكلى وحرقة المثانة . مسيح بن الحكم : قوة الكثيراء باردة في الدرجة الثانية مانعة للرطوبات المتحلبة من الرأس . إسحاق بن عمران : الكثيراء هو ثلاثة ضروب بيضاء وحمراء وصفراء . حبيش : فيه شيء يسير من حرارة ورطوبة تسهل الطبيعة وتنفع من قروح الرئة وتقوي الأمعاء إلا أنه يزيد في الخلفة وينفع من قروح العين والبثر والرمد إذا أنقع واكتحل به وبمائه أو جعل مع بعض الذرورات وتصلح للأدوية المسهلة الحادة إذا خلطت بها وتدفع مضارها وتمنعها من أن تحمل على الطبيعة حملا شديدا . غيره : يطرح في الأدوية المسهلة ويصلح أن يستعمل في أدوية الإسهال بدل الصمغ ، وأصل شجرة الكثيراء إذا دق ناعما وخلط بخل نقى الكلف والبهق . التجربتين : الكثيراء تغلظ المواد الرقيقة المنصبة إلى الصدر وتعدل الخلط المالح المنصب إليها فيسكن بذلك السعال وتقطع الدم المنبعث لرقته بتغليظها الدم إذا تمودي عليها وتسكن حرقة الأجفان وتلين خشونتها وتنفع من الرمد تقطيرا وتعدل الخلط الصفراوي ، وإذا حلت في الماء أو في أحد الألعبة وطلي بها الشعر نفعت من تشققه فإن تمودي عليها سبطت الجعد منه . إيلاونظره قالت : وبدله عند عدمه لب حب القرع . تيادوق : وبدلها إذا عدمت وزنها من الصمغ العربي . | كتاه : هو بزر الجرجير وقد ذكرته في الجيم . | كثير الأرجل : هو البسبايج وقد ذكرته في حرف الباء . | كثير الأضلاع : هو لسان الحل وسنذكره في اللام . | كثير الورق : هو المريافلن وسنذكره في الميم . | كثير الرؤوس : هو النبات المسمى باليونانية بولوفتيمن وقد ذكرته في الباء ومنهم من يسمي القرصعنة بهذا الإسم . | كثير الركب : وكثير العقد أيضا وهو النبات المسمى باليونانية بولوغاباطن وقد ذكرته في الباء . | كحيلا : عامة الأندلس والمغرب يسمون بهذا الإسم لسان الثور وسنذكره في اللام . | كحلا : هو يقال على لسان الثور أيضا وهو يقال أيضا على نبات آخر يشبهه في الصورة والقوة وليس به يسمى لسانا مطلقا وسنذكره في اللام ويقال أيضا على أنواع الشنجار وقد ذكرته في حرف الشين المعجمة ، وقد يقال أيضا على النبات الذي تسميه عامتنا بالأندلس بالعنيون وقد ذكرته في العين المهملة . | كحل : إذا قيل مطلقا فإنما يراد به الكحل الأسود وهو الأثمد وقد ذكرته في الألف وهو كحل سليم أيضا وكحل الجلاء . | كحل السودان : هو الحبة السوداء المعروفة بالبسمة وبالشيمرح أيضا وقد مضى ذكرها في حرف التاء هناك . | كحل فارس : هو الأنزروت وقد ذكرته في الألف . | كحل خولاون : هو الحضض اليماني وقد ذكرته في حرف الحاء المهملة . | كرفس : منه البستاني والآجامي والجبلي والصخري والمشرقي والقبرسي فالبستاني معروف . جالينوس في 8 : يبلغ من إسخان الكرفس أنه يدر البول والطمث ويحلل الرياح والنفخ وخاصة بزره . | وقال في كتاب أغذيته : الكرفس البستاني أنفع للمعدة من سائر أنواع الكرفس لأنه ألذ منها وأكثر اعتيادا . ديسقوريدوس في الثالثة : هذا النبات يوافق كل ما توافقه الكزبرة وإذا تضمد به مع الخبز والسويق سكن أورام العين الحارة والتهاب المعدة ، ويسكن ورم الثدي الحار ، وإذا أكل نيئا ومطبوخا أدر البول وإذا شرب طبيخه مع أصوله نفع من الأدوية القتالة ويحرك القيء ويعقل البطن ، وبزره أشد إدرارا للبول منه وينفع من نهش الهوام وشرب المرداسنج ويحلل النفخ وينتفع به في أخلاط الأدوية المسكنة للأوجاع والأدوية المركبة لضرر سموم الهوام وأدوية السعال والنبات الذي يقال له الأوسالس هو الكرفس النابت في المروج وهو أعظم من الكرفس البستاني وقوته مثل قوته . ابن ماسويه : الكرفس حار في أول الثالثة يابس في وسط الثانية . حكيم بن حنين : إن حذاق الأطباء من المحدثين يضعون الكرفس في أول الدرجة الثانية من الحرارة واليبوسة . قسطس في كتاب الفلاحة قال : الكرفس يفتق شهوة الباه من الرجال والنساء ولذلك تمنع المرضعة منه لأنه يهيج الباه ويقل اللبن والكرفس يطيب النكهة . روفس : يملأ الأرحام رطوبة حريفة . أبو جريج : نافع للكبد الباردة وإن طلي على الأورام المفتحة الحارة ألهبها . مسيح : مفتح لسدد الكبد والطحال . الطبري : ينفع ورقه رطبا المعدة والكبد الباردتين ويذيب الحصاة وينفع عصيره وورقه من حمى النافض التي تكون من البلغم إذا شرب وحده أو مع عصير ورق الرازيانج الرطب وحبه أقوى من ورقه . الرازي : ينبغي أن يجتنب أكله إذا خيف من لذع العقارب ، وقال في دفع مضار الأغذية : يغزر اللبن وإذا أكثرت المرضعة من أكله أورث المرضع منه صرعا والمربى منه صالح للمعدة مسكن للغثي ونفخته قليلة لطيفة تنحل سريعا ولا تحتاج أصحاب الأمزجة الباردة إلى إصلاحه إلا أن يكثروا منه جدا فيحتاجون حينئذ إلى ما يحل النفخ ويكفي أصحاب الأمزجة الحارة من إصلاحه أن يصطنعوا معه الخل . ابن سمحون : حكى عن جالينوس أنه قال : إن المرأة الحامل إذا أكثرت في وقت حملها من أكله تولد في بدن الجنين بعد خروجه من البطن بثور رديئة وقروح عفنة ولهذا كره جميع الأطباء أن تطعم الحامل كرفسا لئلا يخرج الجنين أحمق ضعيف العقل وهذا من فعل الكرفس بتصعيده فضول البدن إلى أعاليه وفعل ورقه أقوى من بزره وأصله وعروقه أكثر إطلاقا للبطن من ورقه لأن أصله يفعل على سبيل الدواء وورقه على ما فيه من الحرافة والتلطيف بعد الإنهضام والإنحدار بجذبه الرطوبة إلى المعدة وجب أن لا يقدم أكله على الطعام لأن أكله بعده أرفق يسيرا . الإسرائيلي : وإذا أكل مع الخس أكسبه ذلك إعتدالا ولذاذة وصيره قريبا من الكرفس المربى لما في الخس من البرودة والرطوبة ومن خاصية بزر الكرفس الإضرار بمن به الصرع . عيسى بن ماسه : ينقي الكبد والكلى والمثانة ويفتح سددها ويحلل الرياح والنفخ التي تحتوي في المعدة ويضر بصاحب الصرع . إسحاق بن عمران : موسع للنفس يهضم الطعام ويصلح المعدة ومن خاصيته أنه بتفتيحه طرق الفضول يجذب إلى المعدة والرأس والأرحام رطوبات حادة فضلية ولذلك صار مضرا لأصحاب الأيليمسا وللأجنة التي في الأرحام من قبل أن المفضول إذا انحدرت إلى الأرحام واختلطت بغذاء الجنين ولدت في بدنه رطوبات حارة عفنة من جنس الطواعين . الشريف : الكرفس بخاصية فيه إذا دق وخلط بعسل وأكل نفع من الورشكين نفعا لا يعدله في ذلك دواء وأنفع من ذلك إذا أكل رعيا وإذا دق بزره بمثله سكر أو لت بسمن بقري وشرب ثلاثة أيام فإنه يزيد في الجماع أمرا كثيرا وليكن الطعام عليه لحوم الديوك وأخصيتها ، وإذا خلط عصيره مع دهن ورد وخل وتدلك به في الحمام ستة أيام متوالية نفع من الحكة والجرب ومن ابتداء الحصبة ، وإذا أخذ من ماء عصيره أوقية ونصف أوقية سكر ومثله ماء رمان حلو وشرب أياما متوالية فإنه بالغ في التسكين . وعروق الكرفس تلين البطن أكثر من ورقه وفعل أصله أقوى من فعل الورق والبزر . إسحاق بن سليمان : زعم بعض الأوائل أن الكرفس المشرقي والجبلي جميع يضران بكل السموم لأنهما يطرقان للسم ويوصلانه إلى القلب بسرعة ، وبرهان هذا القول ظاهر في فعل الكرفس وبخاصة إذا تقدم الكرفس قبل الدواء المسموم أو كان بعده بيسير لأن الكرفس يفتح المجاري ويطرق للسموم ويوصلها إلى القلب إلا إذا أخذ بعد أن تضعف قوة السم وتخلق وكانت له قوة تنشفه وتغثيه وتدفع ضرره . التجربتين : إذا شربت عصارته بعد التغلية والتصفية مضافا إليه السكر نفعت من العطش المتولد عن بلغم مالح في المعدة والمعا ويسكن أوجاعها ويوصل قوى الأدوية إلى المثانة ويزيل غائلة الأدوية المسهلة وينفع من الجفوف والتهاب المعدة المتولد عنها ، وبزره يحل نفخ المعدة ويقل ما تولده الأوجاع من السحج والكرب وهو في ذلك قوي المنفعة جدا ولذلك يخلط مع الأدوية المذكورة ومتى حدث عنها شيء من الإفراطات استعمل في تداركها مفردا ومع غيره . الغافقي : إذا دق ورق الكرفس وتدلك به في الحمام نفع من الحكة منفعة عظيمة ، ومن الكرفس نوع آخر يسمى أوراسالينون ومعناه كرفس جبلي . ديسقوريدوس : هو نبات له ساق طولها نحو من شبر مخرجة من أصل واحد دقيق وعلى الساق أغصان صغار وورقه مثل الفربيون إلا أنها أدق بكثير فيها الثمر مستطيل حريف طيب الرائحة شبيه بالكمون وينبت في صخور وفي أماكن جبلية . جالينوس : هو أقوى من الكرفس المستعمل . ديسقوريدوس : وقوة ثمره وأصله إذا شربا بشراب أدر البول وقد يدران الطمث ويقعان في أدوية مركبة وأدوية مسخنة وليس ينبغي أن يظن أن أوراسالينون لا ينبت إلا في الصخر . ومن الكرفس ضرب آخر يسمى باليونانية بطراسالينون وتأويله الكرفس الصخري وهو الكرفس الماقدونوي وقد ينبت في البلاد التي يقال لها ماقدونيا وبنبت في أماكن صخرية قائمة وله بزر شبيه بالنانخواة غير أنه أطيب رائحة منه وأشد حرافة وهو عطر الرائحة . جالينوس في 8 : أنفع ما في هذا بزره خاصة وجملة النبات مع ورقه وقضبانه شبيهة بالبزر كما أن طعمه حريف مر كذا هو في قوته حار قطاع وبهذا السبب صار يحدر الطمث والبول إدرارا كثيرا ويحل النفخ ويذهبه وإذا كان كذلك فهو إذا في الدرجة الثالثة من درجات الإسخان والأشياء المسخنة المجففة . ديسقوريدوس : مدر للبول والطمث يوافق نفخ المعدة والمعا الذي يقال له قولون والمغص وإذا شرب أيضا وافق وجع الجنب والكلى والمثانة وقد يقع في أخلاط الأدوية المدرة للبول والأدوية المركبة ومن الكرفس صنف آخر يقال له باليونانية أقوسالينون ومعناه الكرفس العظيم وهو الكرفس النبطي والكرفس المشرقي والكرفس الشتوي وهو الكرفس العريض ويسمى بالبربرية تجصيص . | ديسقوريدوس : وهو أعظم من الكرفس البستاني ولونه إلى البياض ما هو وله ساق أجوف طويل ناعم كأن فيه خطا وورق أوسع من ورق الكرفس البستاني وفي لون ورقه ميل يسير إلى الحمرة القانية وله حمة شبيهة بحمة النبات الذي يسمى كينابوطس بلا رؤوس تنفتح ويظهر منها زهر وبزر شبيه بلونه أسود مستطيل مصمت حريف فيه رائحة عطرية وأصل أبيض طيب الرائحة والطعم ليس بغليظ وينبت في المواضع المظللة بالشجر وعند الآجام ويستعمل أكله كاستعمال الكرفس البستاني وقد يؤكل أصله مطبوخا ونيئا وقد يطبخ الورق والقضبان ويؤكل وربما طبخ مع السمك وأكل وقد يعمل بالملح . جالينوس : هو أضعف من الكرفس المستعمل . ديسقوريدوس : وبزره إذا شرب بالشراب الذي يقال له أوتومالي أحدر الطمث ، وإذا شرب بالشراب أو تلطخ به أسخن المبرودين وينفع من تقطير البول وأصله يفعل ذلك أيضا ، ومن الكرفس البري صنف آخر أيضا يقال له باليونانية سمريتون وهو الكرفس البري . ديسقوريدوس : ينبت كثيرا بالجبل الذي يقال له أماتس له ساق شبيهة بساق الكرفس فيه شعب كثيرة وورق أوسع من ورق الكرفس وما يلي الأرض من ورقه فهو منحن إلى خارج وفي الورق رطوبة يسيرة تدبق باليد وهو صلب طيب الرائحة مع حدة وطعم ورقه مثل طعم الأدوية ولونه إلى الصفرة ما هو وعلى الساق إكليل كإكليل الشبت وله بزر مستدير مثل بزر الكرنب لونه أسود حريف رائحته كأنها رائحة المر بعينها وله أصل حريف طيب الرائحة ليس بكثير الماء يلذع الحنك عليه وله قشر خارجه أسود وداخله أصفر وهو إلى البياض ما هو ينبت في أماكن صخرية وعلى تلول . جالينوس : هذا نبات من جنس الكرفس البستاني والجبلي وهو أقوى من البستاني وأضعف من الجبلي ولذلك صار يحدر الطمث والبول ويسخن ويجفف في الدرجة الثالثة فأما الذي من البلاد التي يقال لها قيليقيا وتسميه أهل تلك البلاد كرفسا جبليا فهو هذا النبات إلا أنه أقل حدة من هذا وهو يحلل الموضع الذي تحدث فيه الصلابة وأما غير ذلك من جميع قوته فهو مثل قوة الكرفس البستاني والجبلي ولذلك صرنا نستعمل بزره في إدرار الطمث والبول وفي مداواة النزل . ديسقوريدوس : وقوة أصله وفروعه وثمره مسخنة وقد يعمل ورقه بالملح ويؤكل ويعقل البطن ، وإذا شرب أصله وافق نهش الهوام وسكن السعال وأبرأ عسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب وعسر البول ، وإذا تضمد به حلل الأورام البلغمية في حدثان قوتها والأورام الحارة والأورام الصلبة ويصلح لعلاج الجراحات في جميع حالاتها إلى أن تنختم ، وإذا خلط واحتملته المرأة أسقطت الجنين وبزره يوافق وجع الكلى والمثانة والطحال ويخرج المشيمة ويدر الطمث ، وإذا شرب وافق عرق النسا ، ويسكن النفخ العارضة في المعدة ويحرك الجشاء ويدر العرق ويشرب خاصة للحبن وأدوار الحمى . | ديسقوريدوس في الخامسة : وأما الشراب المتخذ ببزر الكرفس فهذه صفته يؤخذ من بزر الكرفس الحديث مسحوقا منخولا سبعون درخميا ويصر في خرقة ويلقى في جرة من عصير ويترك ثلاثة أشهر ثم يروق ويوعى في إناء آخر وهذا الشراب يفتق الشهوة وينفع المعدة ويوافق من به عسر البول وهو سريع التحليل من البدن وكذا يصنع من الشراب المتخذ من البطراساليون وقوته كقوته . | كرم بستاني : ديسقوريدوس في 4 : الكرم الذي يعتصر منه الشراب ورقها وخيوطها إذا سحقا وتضمد بهما سكنا الصداع والورق إذا كان باردا قابضا فإنه إذا تضمد به وحده أو مع سويق الشعير سكن الورم الحار العارض للمعدة والإلتهاب العارض لها وعصارة الورق تنفع الذين بهم قرحة الأمعاء والذين يتقيؤون الدم ويشكون معدتهم والحوامل من النساء وخيوط الكرم إذا أنقعت بالماء وشربت فعلت ذلك ، ودمعة الكم وهي شبيهة بالشمع تحمل على القضبان وإذا شربت مع الشراب أخرجت الحصا ، وإذا تلطخ بها أبرأت القوابي والجرب المتقرح والذي ليس بمتقرح وينبغي إذا احتيج إلى التلطخ بها أن يتقدم بغسل العضو بالنطرون ، وإذا تمسح بها مع الزيت دائما حلقت الشعر وخاصة الدمعة المجموعة من قضبان الكرم الطرية ، وإذا أحرقت ورشحت منها الدمعة كما رشح العرق وهي التي إذا لطخت على الثآليل المسماة مرمعا ذهبت بها ، ورماد قضبان الكرم ورماد شجير العنب إذا تضمد به مع الخل أبرأ المقعدة التي قد قلع منها البواسير وأبرأ من التواء العصب وقد ينفع من نهشة الأفعى ، وإذا تضمد به مع دهن ورد وسذاب وخل خمر نفع من الورم الحار العارض في الطحال . جالينوس في السادسة : والكرم الذي يفلح قوته قوة الكرم البري إلا أنها أضعف . | كرم بري : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات يخرج أغصانا طوالا شبيهة بأغصان الكرم الذي يقتصر منه الشراب خشبه خشنة متعلقة القشور وورقه شبيه بورق عنب الثعلب البستاني إلا أنه أعرض منه وأصفر وزهره شبيه بحب الطحلب وثمره شبيه بالعناقيد الصغار لونها إلى الحمرة إذا نضجت وشكل الحب مستدير ، وأصل هذا النبات إذا طبخ بالماء وشرب بقوانوسين من الشراب المعمول من ماء البحر أسهل البطن رطوبة مائية وقد يعطى منه المحبونون فأما العناقيد فإنها تنقي الكلف وما أشبهه من الآثار وقد يتخذ بالملح وورق هذا النبات في أول ما ينبت يصلح للأكل . جالينوس في السادسة : هذا أيضا نبات عناقيده لها قوة تذهب بالكلف والنمش وجميع ما في سبيله مما يحدث في ظاهر البدن وفيها مع هذا دباغة وكذا أيضا في أطرافه التي تكبس وتحفظ . ديسقوريدوس في الرابعة : قال : أنيالس أغريا ومعناه الكرمة البرية أيضا هي صنفان وذلك أن منها ما لا يعقد عنبا وإنما يحمل زهرا وهو المسمى أوتيني ، ومنها ما يعقد حبا صغارا ويسود أخيرا وفيه قبض وقوة ورق هذا الكرم وخيوطه وقضبانه شبيهة بقوة ورق وخيوط وقضبان الكرم الذي يعتصر منها الشراب وزهرة هذه الكرمة البرية إذا كانت مزهرة ينبغي أن ترفع في إناء من خزف غير مقير بعد أن تجمع وتوضع على ثوب وتجفف في ظل وقد يكون منه شيء جيد ببلاد سوريا وقيليقيا وقونيقي وقوة هذا الزهر قابضة ولذلك إذا شرب كان جيدا للمعدة ويدر البول بإمساكه البطن ويقطع نفث الدم وهو صالح للمعدة التي يعرض فيها الكرب ويحمض فيها الطعام ، وقد يخلط بالخل ودهن الورد ويبل الرأس بهما للصداع وقد يتضمد به رطبا ويابسا ويمنع الأورام من الخراجات ، وإذا خلط وهو مسحوق بالعسل والزعفران ودهن الورد والمر وتضمد به فينفع من الجرب المتقرح في ابتدائه وينفع اللثة والقروح الخبيثة العارضة في القروح وقد يقع في أخلاط الشيافات التي يتحمل بها لقطع الدم ويتضمد به مع السويق والشراب لسيلان الفضول إلى العين ولإلتهاب المعدة ، وإذا أحرق في خزفة موضوعة على جمر كان صالحا لأوجاع العين ويبرئ مع العسل الداحس والظفرة واللثة المسترخية التي يسيل منها الدم وأما الشراب الذي يتخذ من عنب الكرم البري أسود قابض فينفع من يسيل إلى معدته وأمعائه فضول ولا سيما سائر العلل التي يحتاج فيها إلى القبض والجمع . | كرمة بيضاء : هو الفاشرا وقد ذكرته في الفاء . | كرمة سوداء : هو الفاشرشين ، وقد ذكر في الفاء . | كرمة شائكة : هي الفشغ وقد ذكر في الفاء التي بعدها شين معجمة . | كرنب : الإسرائيلي : الكرنب النبطي هو الكرنب على الحقيقة وهو شبيه بالسلق صغير القلوب . | علي بن محمد : الكرنب النبطي هو الكرنب الأندلسي وهو صنفان جعد وسبط وكلاهما يؤكل ساقه وورقه والجعد أطيب طعما وأصدق حلاوة وأشد رخوصة من القنبيط بكثير . الفلاحة : الكرنب صنفان منه نبطي وهو الكرنب المعروف ومنه كرنب خوزي وهو غليظ الورق جدا شديد الخشونة . جالينوس في السابعة : الكرنب الذي يؤكل قوته قوة تجفف إذا أكل وإذا وضع من خارج ولكن ليس بظاهر الحدة والحرافة بل قوته تبلغ به إلى إدمال الجراحات وإشفاء القروح الخبيثة والأورام التي قد صلبت وصارت في حد ما يعسر انحلاله والحمرة التي تصيبها مثل هذه الصفة وبهذه القوة بعينها تشفي النملة والشري وفيه مع هذا جلاء به صار يشفي العلة التي يتقشر معها الجلد ، وبزر الكرنب يقتل الدود إذا شرب وخاصة بزر الكرنب المصري من طريق أنه أيبس مزاجا ومن البين أن طعمه أيضا مر فإن مرارة الطعم شيء موجود في جميع الأدوية النافعة من الديدان وبهذه القوة صار ينفع من النمش والكلف والديدان والكلف الكائن في الوجه ، ومن سائر العلل التي يحتاج فيها إلى اليسير من الجلي ، وأما قضبان الكرنب إذا أحرقت فيصير منها رماد يجفف تجفيفا شديدا حتى أن قوته تكون قوة محرقة ومن أجل ذلك صاروا يخلطون معه شحما عتيقا ويستعملونه في مداواة وجع الجنين إذا عتق وسائر العلل الأخر الشبيهة بهذا النوع من الوجع إلا أن هذا يجفف تجفيفا ويحلل تحليلا قويا . | ديسقوريدوس في الثانية : إن سلق سلقة خفيفة وأكل أسهل البطن ، وإن سلق سلقا جيدا ولا سيما إن سلق سلقتين بماء بعد ماء أمسك البطن . والكرنب الذي ينبت في الصيف رديء للمعدة وأشد حرافة من سائر الكرنب البستاني ، والكرنب الذي ينبت بمصر لا يؤكل لمرارته وإذا أكل الكرنب نفع من ضعف البصر والإرتعاش وإذا أكله المخمور سكن خماره ، وقلب الكرنب أجود للمعدة وأدر للبول من سائره وإن عمل بالملح والماء صار رديئا للمعدة ملينا للبطن ، وعصارة الكرنب إذا خلط بها أصل السوسن البري الذي يقال له إيرسا وثطرون وشرب أسهل البطن ، وإذا خلط بالشراب وشرب نفع من لسعة الأفعى ، وإذا خلط بدقيق الحلبة والخل وتضمد به نفع من النقرس ووجع المفاصل والقروح الوسخة العميقة ، وإذا استعط بعصارته نقى الرأس وإذا احتملته المرأة مع دقيق الشيلم أدر الطمث ، وورق الكرنب إذا دق ناعما وتضمد به وحده أو مع سويق نفع من كل ورم من أورام البدن ومن الأورام البلغمية ومن الحمرة ويبرئ الشري والجرب المتقرح ، وإذا خلط بالملح قلع النار الفارسية وتمسك الشعر المتساقط ، وإذا أكل الورق نيئا مع الخل نفع المطحولين ، وإذا مضغ ومص ماؤه أصلح الصوت المنقطع وطبيخه إذا شرب أسهل البطن وأدر الطمث وزهره إذا عمل منه فرزجة واحتملتها المرأة بعد الحبل قتل ما في بطنها ، وبزر الكرنب الذي ينبت بمصر خاصة إذا شرب قتل الدود وقد نفع في أخلاط الترياقات وينقي الوجه والبثور اللبنية وقضبان الكرنب الطرية إذا أحرقت مع الأصول وخلط رمادها بشحم خنزير سكن أوجاع الجنب المزمنة . مسيح : قوته في الحرارة من الدرجة الأولى وفي اليبوسة من الدرجة الثانية . أرصحانس : الكرنب حار يابس وبزره أحر منه . قسطس في كتاب الفلاحة الرومية : الكرنب ينفع السعال القديم والنقرس إذا صب طبيخه على المفاصل وإن أطعم الصبيان نشؤوا سريعا وعصيره إن شرب بالنبيذ أياما أذهب وجع الطحال ورماده يبرئ حرق النار ويبرئ عصيره الجرب والحكة ، وإن خلط بالراح والخل وطلي به على البرص والجرب نفع وإن خلط رماده ببياض البيض أبرأ حرق النار ويجلب النوم إذا أكل وينقي الصوت وينفع من عضة الكلب ويضمد به للطحال . الرازي : مرق الكرنب ينفع من السعال ومن وجع الظهر العتيق ووجع الركبة . روفس : الكرنب يحسن اللون أكلا . | مشاوس : إن سلق الكرنب مرتين ثم طيب بكمون وزيت وملح وفلفل وأغلي عليه نفع أصحاب العقر في الأمعاء . وقال مرة أخرى : والماء الذي يغسل به الكرنب أو يطبخ فيه ينقي البدن ويجفف الصداع وينقي العينين الذي يجد فيهما صاحبهما ظلمة من رطوبة أو بخار غليظ وينفع الحجاب والأحشاء ولا سيما الطحال الغليظ والذين غلب عليهم السوداء لأنه ينقي العروق ، ابن ماسويه : هو مولد للمرة السوداء والدم العكر وإن طبخ باللحم السمين قلت غائلته . | جالينوس : وأغذية الكرنب تحدث في البصر الظلمة كما يحدث العدس وذلك ليبسه إلا أن يكون مجاوز الاعتدال في الرطوبة . والكرنب والعدس يجففان جميعا على مثال واحد إلا أن العدس يغذو غذاء كثيرا وغذاؤه غليظ قريب من السوداء والكرنب يغذو غذاء يسيرا وغذاؤه أرق وأرطب من غذاء العدس لأنه ليس من الذي هو يابس الجرم ولكنه ليس يولد الكرنب دما محمودا كما يولد الخبز لكنه ما يؤكل منه كثيرا وهو رديء كريه الرائحة ليس له عمل لا في جودة ولا في رداءة وهو من الأشياء التي تلطف . الرازي في دفع مضار الأغذية : الكرنب يسخن البدن ومرقه يطلق البطن ولا سيما إن سلق بماء وإدمانه يولد دما أسود ولذلك يجب أن يجتنبه المستعدون لأمراض السوداء والذين قد بدت بهم أشياء كالماليخوليا والسرطان وداء الفيل والدوالي والبواسير وليس هو موافقا بالجملة للمحرورين فإن أكلوه فليشربوا عليه شرابا كثير المزاج ، وأما المبرودون فليأكلوه بالخردل والثوم وليتجنبوا عليه مرقته وذلك يسرع إخراج جرمه من البدن . الطبري : محلل من داخل إذا طبخ وأكل وإذا وضع على الورم من ظاهر حلله وذهب به وفيه قوة منقية وأصله وجسمه أقوى وأشد تنقية من حبه وورقه . | الرازي : الكرنب النبطي حار يابس مولد للسوداء ويفسد الأحلام غير أنه يلين الحلق والصدر ويطلق البطن ويخفف السكر . علي بن محمد : والكرنب الشامي صنف آخر يسمى الموصلي أيضا وله ورق أخضر جعد مثل ورق الكرنب الأندلسي غير أنه منبسط على وجه الأرض وله عسلوج طويل مرتفع من وسطه ويسمو قدر ذراع وفيه ورق صغير منظوم من أسفله إلى أعلاه وما تحت الأرض من أسفله غليظ مدور كأنه اللفت الكبير ويؤكل مطبوخا كما يؤكل اللفت ولا يؤكل منه غير أصله . الرازي : وأما الكرنب الموصلي والهمذاني فإنه أبرد ويجري قريبا من مجرى اللفت ويزيد في المني . ابن ماسويه : وأما الكرنب المدعو بالقنبيط فهو أغلظ وأقوى وأبطأ في المعدة من الكرنب وورقه الناشئ حواليه أقل إضرارا وأصلح من جمارته الناشئة في وسطه للمائية الغالبة عليه واجتنابه كله أحمد لتوليده الدم العكر والإكثار منه يضعف البصر وهو مطلق للبطن كثير البخار يورث أحلاما رديئة وسددا ومرة سوداء وأصلح ما يؤكل مطبوخا باللحم أو بدهن اللوز مع زيت الأنفاق وبيضه الذي يسمى جماره يهيج القراقر والنفخ ويزيد في المني ويعين على المباضعة . الطبري : القنبيط بارد يابس غليظ عسر الإنهضام رديء الغذاء وإذا طبخ بيضه الذي هو ثمره وصب ماؤه ثم أكل بالخل والزيت والمري زاد في المني لأن في بيضه نفخا . الرازي : القنبيط مثل الكرنب النبطي إلا أنه أقل حدة وحرافة منه . وقال في كتاب دفع مضار الأغذية : القنبيط مثل الكرنب النبطي وهو أكثر في توليد السوداء من الكرنب وينبغي أن يجتنبه البتة من به ابتداء أمراض سوداوية وهو مستعد لذلك . وقد يصلح مضرته الدهن واللحم السمين ويصلح خلطه ويكون توليده للسوداء أقل فأما ما اتخذ منه بالخل والمري فهو أحرى أن لا يسخن المحرورين لكنه أسرع إلى توليد الدم الأسود إن أدمن وإن الأغذية التي تولد خلطا من الأخلاط لا يتبين ذلك في مرة أو مرتين وما لم يكثر منها أو يدمن . إسحاق بن عمران : القنبيط أكثر خلطا وأبطأ في المعدة من الكرنب وهو أفضل في إدرار البول وإطلاق البطن منه ولمائيته خاصية في منفعة السكر . ابن ماسويه : وخاصة بزر القنبيط إفساد المني إذا احتملته المرأة بعد الطهر من الطمث . | الإسرائيلي : وإذا شرب قبل الشراب منع من السكر وإذا شربه المخمور حلل خماره . | التجربتين : إذا أحرق ورق الكرنب كما هو في قدر فخار جديدة ثم أخذ وأضيف إلى بعض الشحوم قد يبرئ من الأورام الصلبة التي في العنق التي منها الخنازير ، وحراقة غساليجه إذا استاك بها لحفر الأسنان وورقه مطبوخا إذا أضيف إليه السمن أو بعض الشحوم حلل الأورام البلغمية الصلبة منها وعيونه إذا طبخت بدجاجة سمينة كانت غذاء صالحا نافعا للنزلات في الصدر والسعال وطبيخ ورقه إذا عجنت به أدوية الإستسقاء وطلي به الجوف قويت منفعتها وإذا طبخت في مائه أدوية الأدهان الحارة كالقسط والعلقم وهو قثاء الحمار تقوت منفعتها وبزره ضمادا يفعل في الأورام ما يفعل الورق . ديسقوريدوس في الثانية : قرنبي أغريا وهو الكرنب البري أكثر ذلك ينبت في سواحل البحر في مواضع عالية نواحيها التي ينبت فيها من تلك المواضع قائمة وهو شبيه بالكرنب البستاني غير أنه أبيض منه وأكبر زغبا وهو مر . | جالينوس : هذا أحد مزاجا من الكرنب البستاني وأيبس كما أن سائر البقول البرية هي أقوى في هاتين القوتين من البقول البستانية المجانسة لها ولذلك صار هذا الكرنب إن ورد إلى داخل البدن لم يسلم الإنسان من أذاه لكثرة بعده عن مزاج الناس ، وبهذا السبب صار يجلى من يذوقه أمز طعما من الكرنب البستاني وذلك أن في الكرنب البستاني أيضا شيئا من المرارة والحرارة إلا أن هذين الطعمين جميعا في الكرنب البري أقوى فلذلك صار يحلل ويجلو أكبر من الكرنب البستاني . ديسقوريدوس : وإذا سلق قلبه بماء الرماد لم يكن رديء الطعم وإذا تضمد بورقه ألزق الجراحات وحلل الأورام البلغمية والحارة . لي : أخبرني من أثق به وهو تاج الدين البلغاري رحمه الله تعالى أنه كان بظاهر مدينة الرها بضيعة منها تعرف بالقنيطرة قس من النصارى يسقي دواء لنهشة الأفعى فيتخلص منها وشاع بذلك خبره في جميع الجزيرة وكان الناس يقصدونه في هذا الشأن من جميع البلاد القريبة ، وأخبرني أنه بذل له جملة على أن يعرفه هذا الدواء فلم يفعل فبذل لزوجته فعرفته وأعطته من عين الدواء وكان عروق الكرنب البري كان يقتلعها من جبل الرها فيجففها ويسحقها ويسقي منها وزن درهمين بشراب فيتخلص من نهشة الأفعى مجرب . وهذا الدواء أعني الكرنب البري كثير أيضا بأرض حماة وحمص ينبت في مقاثئ العجور وفي بعض بساتين دمشق منها أيضا شيء كثير وثمره مدور أبيض اللون على هيئة الفلفل الأبيض المعروف بالصيني وخلقته وهو أيضا ينفع من نهشة الأفعى فيما ذكر بعض القدماء . ديسقوريدوس : وأما الكرنب الذي يقال له البحري فهو بعيد الشبه من البستاني وورقه طوال شبيه بورق الزراوند الذي يقال له المدحرج وأصول الورق التي بها أنصاله هي قضبان حمر صغار وموضعها من ساق الكرنب على مثال ما يظهر ورق النبات الذي يقال له قسوس وله لبن ليس بكثير طعمه مائل إلى الملوحة مع يسير من مرارة . | جالينوس : هذا مع ما هو عليه من الأنته للبطن من قبل أن طعمه مائل إلى الملوحة والمرارة وقد يجوز أن يستعمل أيضا خارج البدن في الوجوه التي يحتاج فيها إلى تلك الكيفيات التي ذكرناها . ديسقوريدوس : إذا أكل مطبوخا أسهل البطن ومن الناس من يطبخه بلحم سمين . | إسحاق بن عمران : بزر الكرنب البحري يفعل في قتل الدود وإخراج حب القرع أكثر من فعل البستاني . | كراث : منه الشامي ومنه النبطي ومنه كراث الكرم . حنين بن إسحاق : الكراث الشامي هو الذي له رؤوس . الفلاحة : الكراث الشامي هو مما يؤكل أصله دون فرعه . ديسقوريدوس في الثانية : الكراث الشامي نافخ رديء الكيموس وتعرض منه أحلام رديئة ويدر البول ويلين البطن ويحدث غشاوة العين ويدر الطمث ويضر بالمثانة المتقرحة والكلى وإذا طبخ بماء الشعير أخرج الفضول التي في الصدر وورقه إذا طبخ بماء البحر والخل وجلس النساء فيه نفعهن من انضمام فم الرحم والصلابة العارضة له وقد يحلى بأن يسلق سلقتين بماء بعد ماء ثم ينقع في ماء بارد وإذا فعل به ذلك حلا طعمه وقلت نفخته . الغافقي : قال علي بن محمد : الكراث الشامي صنفان منه صنف أعناقه كبيرة طويلة ورؤوسه صغار وصنف منه أعناقه قصيرة ورؤوسه كبار أطيب طعما من الأول وأكبر رأسا ورؤوسه أمثال رؤوس البصل يملأ الكف ، والصنف الأول هو الأندلسي وزعموا أن هذا الصنف هو القفلوط والأشبه أن القفلوط هو الأندلسي وكذلك في الفلاحة فإنه قال فيها : الكراث الشامي أصوله بيض مدورة كبار وربما كبر حتى يصير في قدر السلجم ثم قال : ومن الكراث الشامي صنف يقال له القفلوط لطيف الأصل أصغر من الشامي مدور أبيض وهو أشد حرافة من الثاني رديء للمعدة مضر بالبصر جدا ، وإذا أدمن أكله أحدث الغشاء في العين وهو أقوى من الشامي في إدرار البول . الرازي في دفع مضار الأغذية : الكراث الشامي هو القفلوط يسخن وينفخ ويهيج الباه والإنعاظ وهو أسكن وأقل في الحدة والأعطاش من البصل وأغلظ جرما وأبطأ نزولا وانهضاما ويصلح منه الخل والمري إذا اتخذ به وقال في موضع آخر والمخلل منه قريب من الكراث يلين البطن ويفتح سدد الكبد والطحال . ابن ماسه : خاصة أصله النفع من القولنج وإذا أكل الكراث أو شرب طبيخه نفع من البواسير الباردة وورق الكراث الشامي خاصته النفع للرحم التي فيها رطوبة يزلق الولد . أبقراط : يسكن الجشاء الحامض وينبغي أن يؤكل آخر الطعام . ابن سمحون : قال علي بن محمد : الكراث النبطي هو كراث المائدة ويخرج من تحت الأرض ورقا ثلاثا لابسا ذو أعناق في لون ورق الكراث الأندلسي وشكله إلا أنه دقيق جدا وما تحت الأرض مر أصله قدر عقدين أو ثلاثة أبيض مستطيل غير مستدير . ديسقوريدوس : والكراث النبطي هو أشد حرافة من الكراث الشامي وفيه شيء من قبض ولذلك ماؤه إذا خلط بالخل ودقاق الكندر قطع الدم وخاصة الرعاف ويحرك شهوة الجماع ، وإذا خلط بالعسل ولعق كان صالحا لكل وجع يعرض في الصدر وقرحة الرئة ، وإذا أكل نقى قصبة الرئة وإذا أدمن أكله أظلم البصر وهو رديء للمعدة وماؤه إذا خلط بماء القراطن نفع من نهش الهوام ، وإذا تضمد بالكراث أيضا فعل ذلك وماؤه إذا خلط بالخل والكندر واللبن أو دهن الورد وقطر في الأذن نفع من وجعها ومن الدوي العارض لها ، وإذا تضمد به مع السماق قطع الثآليل التي يقال لها أنصفون ويبرئ الشري وإذا تضمد به مع الملح قلع خبث القروح ، وإذا شرب من بزره وزن درخميين مع مثله من حب الآس قطع نفث الدم من الصدر ونفعه . ابن ماسويه : الكراث النبطي حار في الدرجة الثالثة يابس في الثانية مصدع يولد خلطا رديئا ويرى أحلاما رديئة ، وإن سلق وطحن وأكل وضمد به البواسير العارضة من الرطوبة نفع منها وينفع من السدد العارضة في الكبد المتولدة من البلغم . الرازي : مفتق لشهوة الطعام معين على استكثار الباه ولا يصلح لأصحاب الأمزجة الحارة ومن يسرع إليه الرمد والإمتلاء إلى رأسه . اليهودي : خاصته إفساد الأسنان واللثة . إسحاق بن عمران : نافع من سدد الكبد والطحال إذا وجد في المعدة أو المعي بلغما أساله وألان الطبيعة وإذا وجد فيها مرة عقلها وهو على سبيل الغذاء يحدث ظلمة في البصر وأحلاما كثيرة مفزعة ومن كان محرورا أو كان به هوس أو كان في رأسه شدة فليحذره أصلا ، وإذا دق وعمل منه ضماد وضمد به على لسعة الأفعى نفع منها . | بولس : بزر الكراث يخلط مع الأدوية التي تصلح للعلل التي في الكلى والمثانة . ماسرحويه : وإذا دخنت المقعدة ببزر الكراث أذهب البواسير . ابن ماسويه : إن سحق بزر الكراث وعجن بقطران وبخرت به الأضراس التي فيها ديدان نثرها وأخرجها وسكن الوجع العارض فيها وإن قلي مع الحرف نفع من البواسير وعقل الطبيعة وحلل الرياح التي في الأمعاء . الرازي في الحاوي : بزر الكراث إذا شربت منه ملعقة أحدث انتشارا صحيحا . بليناس في كتاب الطبيعيات : من أحب أن يجامع ولا يؤذيه فليشرب من بزر الكراث مع شراب . الرازي في كتاب خواصه : وجدت في كتاب ينسب إلى هرمس أنك إن ألقيت بزر الكراث في الخل أذهب حموضته . وأما كراث الكرم فهو الكراث البري . ديسقوريدوس في الثانية : وكراث الكرم أردأ للمعدة من الكراث وأسخن وأدر للبول وقد يدر الطمث وإذا أكل وافق نهش الهوام . جالينوس في 6 : إن أنت توسطت شيئا متوسطا فيما بين الكراث والثوم وجدت قوة هذا النبات وكذا أعني الكراث البري ولذلك صار أشد حرافة وأكثر تجفيفا من الكراث كما أن أكثر حشيش الصحراء أقوى مما يزرع منه في البساتين ، ومن أجل ذلك صار الكراث البري أردأ للمعدة وهو حريف . وتقطيعه وتفتيحه أكثر من تقطيع الكراث البستاني وتفتيحه للسدد ولذلك صار يدر البول والطمث إدرارا كثيرا إن كان كل واحد قد احتبس بسبب خلط غليظ بارد ومعه من الإسخان ما يحدث بسببه قروحا متى وضع على البدن من خارج وقد قلت قبل أن جميع الأدوية التي تسخن مثل هذا الإسخان فهي في أقصى الدرجات . الغافقي : وقال في الفلاحة الكراث أربعة أصناف فمنها الكراث النبطي المعروف ومنها الكوهيان والكليكان وهما أغلظ ورقا وينبت الكوهيان بخراسان وأكثر منابته ببلاد الصعيد والكليكان ينبت بالري وخراسان ومنها السلابس وهو ينبت ببابل وبزره أسود غير مدور وكل هذه الأصناف مسخنة مصدعة مضرة بالدماغ والمعدة والكبد والقلب والسلابس خاصة خاصيته أنه ينفع من البواسير إذا أكل أو اعتصر ماؤه فيجرع منه مع عسل أو سكر أو استف من بزره مدقوقا مع السكر كل يوم وزن درهم وتخالط حرافتها مرارة وقبض والقبض أقلها والحرافة أكثرها ، وإن أخذ دقاق الكندر فسحق وخلط بماء الكراث وسقي منه عشرة دراهم نفع من سيلان الدم من السفل وكذا يقطع الرعاف إذا شربت منه فتيلة وألصقت بالأنف ، وإذا قطر ماؤه مع الكندر نفع من الدوي في الأذنين ويحرك شهوة الجماع ويرى أحلاما رديئة ويلين البطن ، وأما الكوهيان فهو مصلح للمزاج إذا أدمن أكله مطبوخا وهو يصلح المعدة ويهضم الطعام ويقوي الظهر ويزيد في الباه ويزيل الكسل والضعف وعسر النفس ويسخن الأحشاء باعتدال ويقوي الكبد والطحال ويصلح المزاج . والكليكان خشن الجسم غليظ قريب من عمل الكوهيان ، وأما السلابس فهو ألطفها وأسرعها هضما وهو يلين الطبع جدا ويفعل في إصلاح المزاج والتقوية مثل فعل الكوهيان وقد قيل أنه يشفي العنين ويرده إلى الحال الطبيعية ، وأما الخضراويا فهي بقلة تشبه الكراث إلا أنها أدق ورقا منه تنبت ببلاد الترك في الجبال دون السهل وورقها طوال مع رقة وهو حريف أشد حرافة من الكراث ويشوب حرافتها حموضة بينة ولونها أشد خضرة من الكراث وتسكن أوجاع المثانة والورك والجوف والرياح الغليظة وتقطع الحمار وهي بليغة في ذلك وتشهي الطعام وتنقي الأمعاء وتؤكل نيئة ومطبوخة . ابن سينا : طبيخ أصول الكراث النبطي أسفندياجه بدهن اللوز وشيرح نافع من القولنج وعصارته يابسة تسهل الدم . الفلاحة : وأما المسمى فروصانمي وهو كراث الثوم والكراث فهو نبات له ورق فيها مشابهة من ورق الكراث ومشابهة من ورق الثوم وله أصل قريب من أصل الكراث الشامي بثلاثة أصناف أو أربعة كانفصال الثوم إلا أنه ليس له قشور كالقشور التي بين أسنان الثوم بل تراه كله شيئا واحدا وفي طعمه شبه من الكراث وشبه من الثوم وكذا قوته مركبة تفعل كل ما يفعله الكراث والثوم إلا أن فعله أضعف ، وقد يطبخ ليعذب ويؤكل مثل ما يؤكل الكراث الشامي . جالينوس في 8 : سقردافراس كما أن هذا النبات المسمى بهذا الإسم وتفسيره الثوم الكراثي إذا تفقدت طعمه ورائحته وجدت فيه كيفية مركبة من ثوم وكراث كذا قوته على هذا المثال . الفلاحة : وأما سومكراث فهو نبات له ورق مثل الكراث الشامي وأقل عرضا ولونها في الخضرة مثل لون ورق الكراث وله أصل كأصول الكراث ينبت أصولا متلاصقة ، وإذا عتق احمر قشره كما يحمر قشر البصل ، وهو رديء للمعدة شديد الإسخان إذا مكث في المعدة جدا وإذا اتفق أن ينحدر عنها في زمان يسير لم يحس له بمثل ذلك الإسخان وقد يغير رائحة البول والبراز إلى النتن تغييرا شديدا ، وقد يدر البول والطمث إدرارا شديدا ويحلل تحليلا شديدا ويأخذ بالحلق وإذا استف بزره شهى الطعام ونفع من نهش الهوام كلها . | كرسنة : ديسقوريدوس في الثالثة : هو شجيرة صغيرة دقيقة الورق والأغصان لها ثمر في غلف . | جالينوس في 8 : هذا دواء يجفف في الدرجة الثانية ممتدا ويسخن في الدرجة الأولى وبحسب ما فيه من المرارة كذلك يقطع ويجلو ويفتح السدد وإن أكثر من أخذه بول الدم . ديسقوريدوس : يطحن منه دقيق نافع في الطب وإن أكلت الكرسنة صدعت وأطلقت البطن وبولت الدم وإذا اعتلفتها البقر مطبوخة أسمنتها والدقيق الذي يطحن منه على هذه الصفة فليطحن خذ من الكرسنة ما كانت سمينة بيضاء وصب عليها ماء وحركها ودعها أوقاتا كثيرة لتشرب الماء وحركها ثم أخرجها من الماء ثم أقلها إلى أن ينقشر قشرها ثم أطحنها وأخرج دقيقها بمنخل صفيق وأخزنه وهذا الدقيق مسهل للبطن مدر للبول محسن للون وإذا أكثر من أكله أو من شربه أسهل الدم بمغص وبول الدم ، وإذا خلط بالعسل نقى القروح والبثور اللبنية والكلف والآثار الظاهرة في الجلد من الكيموسات وينقي سائر البشرة ويمنع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن ويلين الأورام الخبيثة التي تسمى غنغرايا ويلين الأورام الصلبة العارضة في الثدي وغيره من الأعضاء ويقلع النار الفارسية والقروح التي يقال لها الشهدية ، وإذا عجن بشراب وتضمد به أبرأ من عضة الكلب ونهشة الأفعى وعضة الإنسان ، وإذا استعمل بالخل نفع من عسر البول وسكن الزحير والمغص وإذا قليت الكرسنة ثم دقت ناعما ثم خلطت بعسل وأخذ منها مقدار جوزة وافقت المهازيل وأما طبيخ الكرسنة إذا صب على الشقاق العارض من البرد والحكة العارضين للبدن أبرأ منها . الحور : الكرسنة نافعة للسعال . التجربتين : إذا اعتلفتها الدجاج نفع لحمها المخدورين وأصحاب الأمزجة الباردة ، وإذا عجنت بالخل مع الأفسنتين وضمد بها للسع العقارب نفعت منه وتنبت اللحم في الجراحات الغائرة مفردة ومعجونة بالعسل ومع الزراوند المدحرج وتنبت لحم اللثة المتآكلة . ابن ماسه : وقد استعملها الأطباء إذا ما هي حلت بالماء وخلط معها العسل لتنشيفها الرطوبات الغليظة في الصدر والرئة . | كراويا : هي القرنباد والقرنقار أيضا فيما زعموا . ديسقوريدوس في الثالثة : هو بزر صغير الحبة معروف عند الناس . جالينوس في 7 : تسخن وتجفف في الدرجة الثالثة وفيها حرافة معتدلة فهو لذلك يطرد الرياح ويدر البول لا بزره فقط بل جميعه . ديسقوريدوس : يدر البول وهو طيب الرائحة مسخن جيد للمعدة يهضم الطعام ويقع في أخلاط الأدوية المعجونة التي تسرع في إحدار الطعام وقوته شبيهة بقوة الأنيسون وأصله يطبخ ويؤكل كالجزر . جالينوس في أغذيته : أصله إذا أكل رديء الخلط . ابن ماسويه : هو أغلظ من الكمون يخرج حب القرع من البطن مقو للمعدة عاقل للبطن أقل من الكمون . الطبري : ينفع من الريح الذي يهيج في الأمعاء إذا عمل في الطعام أو خلط في الدواء وهو شبيه في القوة بالكمون والكاشم ولكن ليس فيه حدة الكمون وهو أهضم للطعام من الكمون والكاشم . الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : الكراويا حار لطيف طارد للرياح مجشئ جيد للمعدة الباردة يلطف الأغذية الغليظة ، وإذا وقع مع الخل قل إسخانه وعقل الطبيعة ولم ينقص تلطيفه للأطعمة الغليظة ، وإن وقع مع المري لم يعقل الطبيعة وأعان على الهضم وحلل النفخ ويصلح أكثر الأغذية النافخة ولذلك يعالج به بالخل وبالمري كالهليون والحرشف والباقلا والجزر والقنبيط أو نحوها فيصلح منه ويقل نفخها ويسرع هضمها . إسحاق بن عمران : الكراويا صالحة في الأمراض الباردة مذهبة للتخم وتنفع المعدة التي أضرت بها الرطوبة . التجربتين : إذا أخذ منها كل يوم على الريق مقدار درهمين كما هي حبا أمسكت في الفم حتى تلين ومضغت وبلعت نفعت من ضيق النفس منفعة عظيمة وحللت نفخ المعدة ونفعت من أوجاعها وبالتمادي عليها تذيب البلغم المتولد في المعدة وتنفع من الخفقان المتولد عن أخلاط لزجة في المعدة ولذلك تنفع من البهر المتولد من ضعف فم المعدة كما يفعل الأنيسون ، وإذا عجنت بالعسل نفعت مما ذكرناه وإذا طبخت بالماء وشرب ماؤها كان فعلها أضعف وإن طبخت بطبيخ دقيق عتيق كانت أقوى فعلا في جميع هذه الوجوه وكذلك الكمون إذا طبخ فيه أيضا وإذا تمادى عليها معجونة بالعسل مع بزر الكرفس نفعت من التنمل الذي يجلى المبرودون بعد سكون وجع لسعة العقرب . | كراويا : فارسية وشامية وكراويا رومية وكراويا جبلية زعموا أنها القردمانا وقد ذكرته في القاف . | كراث : بفتح الكاف وتخفيف الراء . قال أبو حنيفة : هي شجرة جبلية لها ورق طوال دقاق وأغصان ناعمة إذا فرغت اهراقت لبنا والناس يستمشون بلبنها . قال ويؤتى بالمجذوم حتى يتوسط به منبت الكراث فيقيم به ويخلط به طعامه وشرابه ولا يلبث إلى أن يبرأ من جذامه . قال : وهو مما يتخذ أرشية أي حبالا من قشره ولا نعلمه إلا بري كسا وهو جبل الزهران ، وببلاد هذيل واد يقال له عروان به الكراث . الغافقي : أظنه نباتا رأيت بعض الناس تسميه في بعض بوادي بلاد الأندلس عشبة السباع وفيها مشابهة من نبات الميتان إلا أنها أنعم منه بكثير وأطول ورقا ولها قشر صلب متين قوي كقشر الميتان يصلح أن يتخذ منه حبال وهو شديد المرارة وله لبن كثير إلا أنه ليس بأبيض ولا غليظ كلبن اليتوع ، ورأيت أهل تلك الناحية التي ينبت فيها يزعمون أنه إن أخذ من عصارته أو لبنه شيء يسير فيخلط بزيت كثير أو مرقة دسمة كثيرة وشرب قيأ بقوة وأسهل أيضا ونفع بذلك من الجذام والماليخوليا وعضة الكلب الكلب . | كرمدانة : ابن سمحون : قال علي بن محمد : الكرمدانه بالفارسية حبة معروفة ومعناه عود الكرم لأن الكرم بالفارسية هو الدود ، ودانه هو الحب . وزعم الغافقي وغيره أنها ثمرة شجرة الميتان وسيأتي ذكره في الميم . | كركم : الغافقي : قيل أنه أصل النبات الذي سماه ديسقوريدوس خاليدونيون طوماغا وهو الصنف الكبير من عروق الصباغين وهي العروق الصفر ونباتها هو المسمى بقلة الخطاطيف وقد ذكرت في حرف العين . والكركم المعروف عندنا عروق يؤتى بها من الهند ويسمى القرد بالفارسية وليس لها من القوة ما ذكر . جالينوس : وليس هي عروق الصباغين قال ابن حسان : يسمى بالفارسية الهرد وأهل البصرة يسمونها الكركم والكركم هو الزعفران شبهوه بالزعفران لأنه يصبغ به صبغ أصفر كما يصبغ بالزعفران يؤتى به من جزائر الهند واليمن . وزعم قوم أنه أصول الورس وقيل أن الورس صنف آخر منه وهي أصول غلاظ صلبة كالزنجبيل إلا أن فيها دعاثير تدخل في المراهم النافعة من الجرب وتنشف القروح وتحد البصر وتذهب البياض من العين . | كرشف : هو القطن وقد ذكر في القاف . | كركر : هو الصنوبر الصغير الذي يعرف بقمل قريش من كناش ابن إسحاق . | كركمان : هو الحندقوق وقد ذكر في الحاء المهملة . | كرديلن : زعم بعضهم أنه الكاشم وليس به وإنما هو نوع من أنواع الساساليون ، وصوابه بالطاء المهملة طرديلن وقد ذكر مع ساساليوس في حرف السين . | كركند : الغافقي قيل أنه حجر يشبه الياقوت الأحمر غير أنه ليس في نضارته ولا جنسه وإذا نفخ عليه النار انكسر والمبرد يعمل فيه عملا خفيفا . | كركرهن : قيل هو العاقر قرحا وقد ذكر في حرف العين . | كروش : الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : وأما الكروش والأمعاء فقليلة الإغذاء بالإضافة إلى اللحم وباردة أيضا وما كان من الأمعاء أدسم وأكثر شحما كان أسخن وأكثر غذاء كالقبة وسائر الأمعاء الغلاظ وقد يلطفها ويسرع هضمها الخل الثقيف إذا طبخت به مع السذاب والكرفس والبقول والأفاويه والأبازير الملطفة الطيبة الرائحة ولا بد أن يتولد من إدمانها بلاغم كثيرة يعسر خروجها من البطن ولذلك ينبغي أن يتعاهد بعدها الجوارشنات المسهلة . قال : وقد يتخذ من الكروش أسفيذباجة وأما الأمعاء فلا تصلح لذلك ، وإذا اتخذت أسفيذباجات فلتكن كروش الحملان وثني الضأن فإنها أجود من كروش المعز في هذا الموضع وألذ ولتطبخ بالماء والملح حتى تتهرى ثم يصب عليها الزيت أو دهن الجوز والأبازير ويصب فيها من الكراث والكزبرة وتطيب به وتصلح . المنهاج : الكروش باردة عصبية صالحة لمن يتدخن غذاؤه وهي عسرة الهضم قليلة الغذاء رديئة الكيموس بلغمية تحدث الدوالي في الساقين ، وينبغي أن تعمل بسكباج بخولنجان وفلفل . | كركي : جالينوس في أغذيته : لحمه عضلي ليفي ولذلك يؤكل بعد أن يذبح بأيام . الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : وأما لحوم الكراكي فيصلحها الطبخ بالخل مرة وبالماء والملح أخرى على نحو ما ذكرنا قبل فإن كانت تشوى فتلقى بسرعة إخراجها من البطن بما يسهل خروج الأثفال بما ذكرناه أو تأخذ عليها فانيذ أو حلواء متخذة بفانيذ وكذلك على شواء الأوز وما عظم من البط . الشريف : أنه إن أخذ من دماغه ومرارته فخلط بدهن زنبق وسعط بهما إنسان كثير النسيان ذهب ذلك عنه ولم يعد ينسى شيئا بعد البتة ومن اكتحل بدماغه ومخه نفع من العشاء وامتناع النظر بالليل ، وإذا خلطت مرارة كركي مع ماء ورق السلق ويستعط به صاحب اللقوة ثلاثة أيام على الولاء فيذهبها عنه البتة ، ودماغ الكركي إذا أديف بماء الحلبة وطلي به على الورم الذي في اليدين حلله وكذا الذي في الرجلين الكائن من التخمة فينفعه ، وإذا ملحت خصيتاه وجففت وخلط بها خرء ضب وزبد البحر أو سكر أجزاء متساوية وكحل بها بياض العين الكائن عن جدري وطرفة أذهبه البتة وإذا ديف شحمه وخلط مع خل عنصل وسقي منه أياما المطحول نفعته نفعا بينا وإن ديفت مرارته مع عصارة مرزنجوش وسعط بها صاحب اللقوة مخالفا للجنب الذي فيه اللقوة سبعة أيام ويدهن اللقوة بدهن جوز ويمتنع العليل أن يرى الضوء سبعة أيام فإنه عجيب . غيره : مرارة الكركي تنفع من الجرب المتقرح والأتربة والرض لطوخا . | كزبرة : جالينوس في السابعة : قد سماه ديسقوريدوس فوريون وهو يزعم أنها باردة وهو في ذلك غير مصيب لأنها مركبة من قوة متضادة والأكثر فيها الجوهر المر ، وقد بينا أن هذا الجوهر أرضي قد يلطف وفيها أيضا رطوبة مائية فاترة القوة ليست يسيرة المقدار وفيها مع هذا قبض يسير وهي بسبب هذا القوة تفعل جميع تلك الأفعال المتفننة المختلفة التي وصفها ديسقوريدوس في كتابه إلا أنها ليست تفعل هذه الأفعال من طريق أنها تبرد بل أصف لك السبب في فعلها واحدا واحدا من الأفعال الجزئية على أني قد كنت عازما على أني لا أذكر في كتابي هذا إلا ما أراه أنا من الرأي فقط ولكن ما أحسب أنا ههنا شيئا يبلغ من أن يفعل هذا أيضا بل رأينا أن نقول الحق فيه فإنه أوجب علينا . قلنا إن ما يجري من القول على هذا الوجه في الدواء بعد الدواء نافع من بعض الوجوه وفيه إذا كان بالعرائض والقوانين التي ذكرناها وأول ما أقول أن ديسقوريدوس ليس هو فقط بل وغيره من الأطباء أيضا كثيرا ما قد حكموا في الأدوية التي تصلح للأمراض أحكاما مهملة لا حد معها ولا تبصير ولذلك تجد في وقتنا هذا أيضا كثيرا من الأطباء المشهورين الموصوفين بالبصر بأشياء أخر قد يخطؤون في هذا الباب خطأ عظيما وذلك أنه قد نبهنا مرارا كثيرة أن يكون عضو قد كانت حدثت فيه العلة المعروفة بالحمرة ثم أخضر واسود وبرد فهو في ذلك الوقت ليس يحتاج إلى أدوية تستفرغ وتحلل منه الخلط الذي قد سحج ورسخ ولحج في العضو ، والأطباء بعد مقيمون على تبريده ، وربما انتقلوا مرارا كثيرة إلى الأدوية المحللة . ومنهم من يزعم أنهم إنما يداوون الحمرة ويصفون في كتبهم للحمرة التي هي في الابتداء وفي التزيد أدوية غير الأدوية التي يصفونها للحمرة التي هي في الأدبار والإنحطاط وليس الأمر كذلك لأن الورم إذا سكن ما هو عليه من اللهيب والغليان وإفراط المرار فليس ينبغي أن يسمى في هذا الوقت حمرة ولا ينبغي أيضا أن يظن أن الأدوية التي تشفي مثل هذه العلة أدوية باردة ، بل كما أنا متى رأينا إنسانا قد أصيب على عضو من أعضائه وأصابه شيء آخر حتى ورم ذلك العضو ، ورأينا ورمه اخضر أو اسود لم نشك أن العلة علة باردة وأنها تحتاج إلى أدوية محللة لذلك أرى من الرأي أنه متى تغيرت علة حارة في وقت من الأوقات إلى علة باردة فينبغي أن تسمى تلك العلة بالعلة الأولى ، وتسمى هذه بالعلة الثانية أو إسم آخر فإن لم تحب أن تغير الإسم وأحببت أن تصف في كتابك لهذه العلة أدوية ما ولانحطاطها أدوية غيرها فافعل ، ولكن لا تظن أن أدوية الانحطاط هي أدوية باردة فإنك إن سميت هذه العلة في وقت انحطاطها حمرة تسامحت في ذلك ، وإن أحببت أن تلقبها بهذا اللقب فأما أن تسميها علة حارة بعد أن بردت فليس ينبغي أن يقبل ذلك منك ، وإذا كان هذا ليس بجائز فالدواء أيضا الذي ينفع لهذه العلة في هذا الوقت ليس ينبغي أن يظن أنه بارد كما ظن ديسقوريدوس بالكزبرة بأنها باردة من قبل أنها إن اتخذت منها ضمادا مع خبز أو سويق الشعير ووضع على الحمرة شفاها فإن الكزبرة مع الخبز لم تشف ولا تشفي في وقت من الأوقات حمرة خالصة وهي أيضا متى يكون منها لهيب ويكون لون الورم أحمر بل إنما تشفي الحمرة التي قد جمدت وبردت . | ولمكان هذا أشرنا نحن على من يريد أن يعرف قوى الأدوية في المواضع التي أمرنا فيها بأن يكون اختبار قوة كل واحد من الأدوية واعتبارها بالتجارب التي يجري أمرها على تحديد وتحصيل فنعتبر أن نختار لتجربة مرض أبسط ما يمكن أن يكون الدواء ونجربه عليه ، وجل الأطباء لا يعلمون هذه الخصلة فضلا عن غيرها أعني أن يكون أكثر الأمراض منذ أول أمرها وفي ابتدائها مركبة ولأن الحمرة الخالصة هي مرض غير هذا المرض التي قد جرت عادتنا معشر اليونانيين أن نسميه فلغموني وهو الورم الحادث عن الدم على أن القدماء لم يكونوا يعنون بقولهم فلغموني هذه العلة ، ولا يعلمون أيضا أن فيما بين هاتين العلتين عللا أخرى كثيرة بعضها في المثل حمرة فلغمونية وبعضها فلغموني حمرته ، وربما وجدت في بعض الأوقات هاتين العلتين لا تغلب واحدة منهما صاحبتها بل هما على غاية التكافؤ والمساواة ، وكذا أيضا قد نجد عيانا أنه يكون مرارا كثيرة حمرة يخالطها ورم بلغمي وحمرة يخالطها ورم صلب سوداوي ، وإذا كان الأمر على هذه العلل في كتاب حيلة البرء وفي كتاب آخر فأما ههنا فيجب ضرورة أن نقول فيها أن الضماد الذي وصفه ديسقوريدوس وهو الذي ذكره قبل ليس يشفي في وقت من الأوقات الحمرة الخالصة . أعني بقولي حمرة خالصة الحمرة التي تكون عندما يمتلئ العضو مادة من جنس المرار وأنت تقدر أن تعلم أن الكزبرة بعيدة عن أن تبرد من أسباب قالها ديسقوريدوس نفسه بينها في كتابه ، وذلك أنه زعم أنها تحلل وتذهب الخنازير إذا استعملت مع دقيق الباقلا ، ولا أحسب ديسقوريدوس شك في أن الأدوية الباردة ليس شيء منها يفي بحل الخنازير وإذهابها إذ كان قد وصف في كتابه من الأدوية التي تشفي هذه العلة المعروفة بالخنازير أدوية كثيرة كلها موافقة ومزاجها حار وفعلها التحليل . ديسقوريدوس في الثالثة : فوريون وباللطيني فابيرة له قوة مبردة وكذا إذا تضمد به مع الخبز أو السويق أبرأ الحمرة والنملة ، وإذا تضمد به مع السعل والزبيب أبرأ الشرى وورم البيضتين الحار والنار الفارسي ، وإذا تضمد به مع دقيق الباقلا حلل الخنازير والجراحات وبزره إذا شرب منه شيء يسير بالمتبجيح أخرج الدود الطوال وولد المني . وإذا شرب منه شيء كثير خلط الذهن ولذلك ينبغي أن يتحرز من كثرة شربه وإدمانه ، وماء الكزبرة إذا خلط بأسفيذاج أو الخل ودهن الورد أو المرداسنج ولطخ على الأورام الحارة الملتهبة الظاهرة في الجلد نفع منها . ابن سينا : في الثاني من القانون عندي أن المائية فيها برودة غير فاترة البتة اللهم إلا أن يكون بسبب جوهر لطيف حار يخالطها يسرع مفارقته لها ، وقد قال حنين أيضا أن جالينوس نفى البرد عن الكزبرة معاندة لديسقوريدوس . أقول : وقد شهد ببردها روقس وأركاغانيس وغيرهما وهي باردة في آخر الأولى إلى الثانية يابسة في الثانية . وعند أبي جريج في الثالثة وعندي أن اليابسة مائلة إلى تسخين يسير . جالينوس : إذا كانت تحلل الخنازير فكيف تكون باردة وقد يمكن أن يقال له أن تحليل الكزبرة للخنازير لخاصية فيها أو لأن فيها جوهرا لطيفا غواصا ينفذ ويغوص ولا يغوص الجوهر البارد لكنه إذا شرب يحلل الحمار بسرعة وينقي البارد والألم يكن . يجب أن يكون الإكثار من عصارتها مائلا إلى التبريد والكزبرة تنفع من الدوار الكائن عن بخار مراري أو بلغمي كائن من ذلك وتولد ظلمة البصر أكلا وتنفع الخفقان شربا وقال في مقالته في الهندبا : ومنها أن يكون لكل واحد من المنفصلين خاصية بوجه نحو عضو خاص مثل الكزبرة فإن فيها جوهرا حارا لطيفا مقويا للقلب وهذا الجوهر يبادر إلى القلب وجوهرا آخر كثيفا باردا أرضيا ينحدر إلى الأعضاء السفلية فينفع من السحج وحمرة الأحشاء ، وقد علم أهل التجربة وشهد به ديسقوريدوس أن الكزبرة الرطبة بالسويق تحلل الخنازير وذلك بسبب أن الحار الغريزي يحلل منه الجوهر الحار اللطيف ويغوص في داخل الجلد حتى يأتي المادة الغليظة التي هي سبب الخنزير ويبقى الجوهر الغليط خارجا لا يزاحم الجوهر المحلل بتكثيفه بل بأن يتقدمه شيء بقوة يسيرة من البرد ويعين الحار الغريزي على الخارج عن الاعتدال بسبب عفونة أن كانت في الخنازير ، ، ومنها أن يكون الفصل والتفريق بتدبير الطبيعة المسخرة لمثل ذلك بإذن خالقها ، وقال في كتابه في الأدوية القلبية : الكزبرة اليابسة لها خاصية في تقوية القلب وتفريحه وخصوصا في المزاج الحار وتعينها عطريتها وقبضها . ابن ماسه : قاطعة للدم إذا شرب منها مثقالان بثلاث أواقي ماء لسان الحمل مقصورا غير مقلي ، والطربة منها إذا مضغت نفعت السلاق الكائن في الفم . | يوحنا بن ماسويه : الكائنة منها رطبة نافعة من هيجان المرة الصفراء إذا أكلت ومن كان يجد في معدته إلتهابا فأكلها رطبة بالخل أو بماء الرمان المر الحامض كانت نافعة له وخاصيتها نفع الشرا الظاهر في الفم واللسان إذا تمضمض بمائها أو دلكت به واليابسة إن قليت عقلت البطن وقطعت الدم شربا وذرورا على موضع النزف قال الإسكندران : الكزبرة تمنع البخار أن يصعد إلى الرأس فلذلك يخلط في طعام صاحب الصرع الذي من بخار يرتفع من المعدة . | الخوز : إذا أنقعت اليابسة وشرب ماؤها بسكر قطع الإنعاط الشديد ويبس المني . | الرازي : وكذلك إذا استف مع سكر . حبيش : في كتاب الأغذية قال أبقراط : الكزبرة الرطبة حارة تعقل البطن وتسكن الجشاء الحامض إن أكلت في آخر الطعام وتجلب النوم . الرازي في الحاوي : حكى حكيم بن حنين عن جالينوس أن عصارة الكزبرة إذا قطرت في العين مع لبن امرأة سكنت الضربان الشديد ، وأما ورق الكزبرة فإذا ضمدت به العين قطع انصباب المواد إليها . وقال الرازي : أيضا قيل في بعض الكتب أن الكزبرة تمنع البخار أن يصعد إلى الرأس فلذلك تدفع الصداع والسكر وتمنع نفث الدم وتنفع إذا شربت مع السكر من وجع الرأس والظهر الحار وقال مرة أخرى : الكزبرة الرطبة تمنع الرعاف إذا قطرت في الأنف ونشق ماؤها . وقال في كتاب دفع مضار الأغذية : الكزبرة الرطبة تمنع الطعام من النزول في المعدة وتوقفه زمانا طويلا فتنفع لذلك أصحاب زلق الأمعاء والإسهال ومن لا تحتوي معدته على الطعام ، وخاصة إذا أكلت مع الخل والسماق ، وأما الكزبرة اليابسة فإنها تطيل لبث الطعام في المعدة حتى تجيد هضيمه ولذلك ينبغي أن تكثر في طعام من يقيء طعامه ويطرح معها الأفاويه المسخنة المطلقة ولا سيما الفلفل ، وليقلل منها في طعام من به ربو ويحتاج إلى أن ينفث من صدره شيئا ومن تعتريه البلادة والمرض البارد في الدماغ فلا يكثرون منها بل يطرحون معها التوابل الملطفة المسخنة . التجربتين : ماء الكزبرة الرطبة إذا طبخت به الدجاج المسمنة كانت أمراقها نافعة من حرقة المثانة وبزرها اليابس ينفع من الوسواس لحار السبب شربا وماؤها يقطع الرعاف تقطيرا في الأنف إذا حل فيه شيء من الكافور وهو حبتان في مقدار درهم من الماء . أبو جريج : الكزبرة باردة في آخر الدرجة الثالثة مخدرة تورث الغمر والغشي وهي سم مجمد . الغافقي : أما المحدثون من الأطباء فقالوا في الكزبرة ووصفوا أنها في حد الشوكران والأفيون من الأدوية المخدرة فكل ذلك منهم كذب وجهل بعد أن بين جالينوس أنه ليس يمكن أن يقع الشك في شيء من الأدوية المفرطة كما لا يشك أحد في برد الشوكران والأفيون ولا في حرارة الفلفل والعاقرقرحا ، وإنما يقع الشك في الأدوية التي هي قريب من الوسط فلو كانت الكزبرة تفعله بإفراط بردها فليس قولهم بخجة وذلك أن كثيرا من الأدوية الحارة يفعل نحو ما تفعله الكزبرة كالزعفران ، والذي يظهر من الكزبرة لمن شرب عصارتها إنما هو جنون وفساد فكر وتنويم كثير وقد يمكن بما يصعد عنها إلى الرأس من بخارات رديئة ، وأما من يزعم أنها تمنع صعود البخار فكذب وزور ، والحس والتجربة يشهد أن يكذب قولهم وأظنهم إنما قالوه قياسا على اعتقادهم الفاسد بأنها في غاية البرودة غالبة عليها فليست منها في الغاية وفيها لا محالة كيفية رديئة سمية ، وإن جربت الكزبرة في مرض حار دون مادة وهي التجربة التي يتبين منها فعل الدواء المبرد لم تجد لها في التبريد فعلا بينا البتة وقد يكون كزبرة برية وهي شبيهة بالبستانية وهي أدق ورقا ورائحتها وبزرها كبزرها إلا أنه ملتصق مزدوج اثنتان وهي أقوى من البستانية في أفعالها وأردأ كيفية وأكثر سمية ، وإن خلط ماؤها بعسل وزيت نفع من الشري الكائن من الدم الغليظ . علي بن رزين : الكزبرة الرطبة تعلق على فخذ المرأة العسرة الولادة فإنها تلد بسرعة وتسهل ولادتها ، وينبغي أن ترفع عنها بعد الولادة بسرعة وقال وهو مجرب أصل الكزبرة يقلع قلعا رقيقا وتعلق عروقها على فخذ المرأة العسرة الولادة فيسهل ولادها . كتاب السموم : الكزبرة الرطبة إن شرب من عصيرها أربعة إواق قتلت سريعا . ديسقوريدوس في مداواة أجناس السموم : هذا النبات لا يخفى شربه لرائحته إذا شرب ويغلظ الصوت ويعرض منه جنون وخدر شبيه بخدر الكاري وكلامهم سفه وخنى . ورائحة الكزبرة تفوح من جميع أبدانهم فلتقيئ بدهن السوسن الصرف ساذجا أو مع ماء أفسنتين وينفعهم أيضا البيض يفقص في إناء ويصب عليه ماء الملح ويتحسى أو يطعم مرق الدجاج أو البط الغالب عليه الملوحة . الرازي : وبعد أن يطعموا ذلك يسقوا عليه شرابا صرفا قليلا قليلا فإن كفاهم وإلا سقوا الشراب بالدارصيني وأعطوا الفلفل بالشراب . الطبري : وأفضل ما عولج به شاربها القيء بماء الشبث المطبوخ ودهن الخل وشرب السمن والطلاء . | حبيش بن الحسن : الكزبرة اليابسة إن أكثر مكثر من مائها كانت سما وإن صير ماؤها مع غيره من البقول منعه أن ينفش في البدن ووقفه فإن سقي معصورا نيئا أو مغلى أورث كربا وغما وغثيا وقبضا على فم المعدة وهي بقل من البقول وسم مع السموم . | كزبرة الثعلب : الغافقي : هو نبات له خيطان دقاق مزواة منبسطة على الأرض لونها إلى الحمرة الدموية كثيرا وعليها ورق صغير مرصف من جانبين مشرف الجوانب تشريفا متقاربا لونه إلى الحمرة والسواد ، وله ساق دقيقة قائمة مدورة على طرفها رأس في قدر الأنملة من الإبهام صنوبرية الشكل فيه زهر دقيق إلى الحمرة وبزره دقيق ونباته الجبال ، وهذا النبات إذا نقع في الماء وشرب ماؤه عرض عنه حالة شبيهة بالسكر مع اختناق وخشونة في الحلق والصدر ، والعلاج لمن عرض له ذلك بالقيء بماء الشبث المطبوخ ودهن الخل والزيت ويسقى بعد ذلك دهنا ، ورب العنب وعصارته يكتحل بها مع السكر فيشفي من الغشاء في العين ويحد البصر ويذهب غشاوته ، وإذا دق ورقه يابسا وشوي كبد التيس ولت في سحيقه وأكل سخنا وفعل ذلك مرارا أبرأ الغشاء ويقال أن هذا النبات يشفي الخنازير . | كزوان : الغافقي : قيل أنه الباذرنجويه وقيل أنه نبات يسمى الباذرنبويه . الفلاحة : البقلة الأريحية قد تسمى الباذرنجويه ويسمى أيضا القليقلة لحرافتها وهي بقلة طيبة الريح والطعم ورقها يخرج من الأرض بلا ساق ويشبه ورق الجرجير في رأسه تدوير وفي أسفله تشريف قليل لونه ناقص الخضرة فستقي ورائحته وطعمه كرائحة وطعم قشر الأترج مع عطرية عجيبة ، وهذه البقلة تؤكل وهي حادة جيدة لفم المعدة والقلب مطيبة للنفس مسخنة للبدن تسخينا شديدا ملهبة له مضادة للسموم وخاصة سم العقرب وتنفع من الخفقان البارد منفعة بليغة يحدث إدمانها حرقة البول وصداعا في الرأس . بديغورس : الحشيشة المسماة بالفارسية كزوان خاصيتها نفع الفؤاد ودفع الهم . | كزمازك : الكزمازك بالفارسية هو حب الأثل بالعربية ومعناه عفص الطرفاء وقد ذكرت حب الأثل مع الأثل في الألف . | كسمويا : الغافقي : قال المسعودي في كتاب السموم ، هي حشيشة تنبت منبسطة على الأرض مدورة قطرها قدر قطر ورقها وهي شبيهة بورق المرزنجوش وطعمها لزج كطعم النبق الصفار الغض ويجفف ويخزن ويداف ويشرب بماء للسع العقارب فيسكن على المكان . | كسيلي : عيسى بن ماسه : هي عيدان يعلوها سواد يشبه عيدان الفوة سواء . ابن عبدون : هي حب كحب الحرف وعوده كعود الفوة وكلاهما يقع في دواء السمنة . المجوسي : أجوده ما كان دقيقا مائلا إلى الحمرة وهو حار يابس جيد للمعدة مقو للأجسام وينفع أصحاب البلغم والرطوبة . الحور : معتدل في الحرارة والرطوبة يقوي المعدة ويسمن ويستعمله النساء لذلك . التميمي في المرشد : خاصيتها أنها تفتح ما يعرض في الأرحام وفي الكلى من السدد وإحدار الطمث الممتنع المتعذر وتدر البول وتجلو الكلى والمثانة . غيره : والمستعمل منه ثلاثة دراهم . لي : الدواء المعروف اليوم بالكسيلي في عصرنا هذا بالديار المصرية قشور شبيهة بقشور السليخة ولكن ليست في طعمها ولا حرافتها . وقد تكلم ابن سينا فيه ونسب إليه بعض أفعال الكثيراء وتابعه في ذلك جماعة من أصحاب الكنانيش ولم يصب واحد منهم في هذا القول . | كسيفيون : هو نوع من السوسن بري يعرف بالدلبوث وبسيف الغراب ويسمى دور حولي أيضا وقد ذكرته في حرف الدال المهملة في رسم دلبوث . | كسبرة : يقال بالسين وبالزاي وقد تقدم ذكره من قبل . | كسبرة البير : هو البرشاوشان وهو مذكور في الباء . | كسبرة الحمام : هو صنف من الشاهترج وقد ذكرته في ترجمة شاهترج في فاتحة الشير المعجمة . | كسبرة الثعلب : يقال على نبات قد تقدم ذكره وعلى نبات آخر يسمى باليونانية بالثبطون وقد ذكرته في حرف الثاء المنقوطة بثلاث من فوقها والمعروف اليوم عند شجارينا بالأندلس بكزبرة الثعلب هو صنف من سنديريطس وقد ذكرته في السين المهملة . | كسبرة : أيضا هو الزفت اليابس باليونانية وقد ذكرته في الزاي . | كشنج : الرازي في الحاوي : هو بقلة معروفة . ماسرحويه : وتقرب قوتها من قوة البقلة اليمانية . ابن ماسه البصري : أنه من جنس الفطر وهو جنس من القرشية في الطبع وهو بارد إلا أن برده ليس بقوي . ابن سينا : هو شيء جنس من الكماة ملون ملزز مجتمع في عظم الكلية إلا أنه محزز جدا غائر التحازيز ينبت في الرمال نبات الكماة والفطر لذيذ جدا يكثر في بلاد ما وراء النهر وخراسان أيضا ولم يبلغنا قط أنه ضر أحدا مضرة الفطر والكماة وإذا قيس طعمه إلى طعم الكماءة والفطر كان أقرب يسيرا إلى الحلاوة وهو بارد دون برد سائر الكمآت والفطر ، ولا يخلو من رطوبة غريبة مع يبوسة جوهره وهو بطيء غليظ . الرازي في دفع مضار الأغذية : إصلاح أكلها بالزيت والمري والتوابل والملح والصعتر . | كشت بركشت : تأويله بالفارسية زرع على زرع . ومنهم من يسميه سوار السند والهند مجهول يسمى سوار الأكراد له ورق مثل ذنب العقرب ولها أفرع أربع إذا جفت انفتلت كالحبل المفتول والسوار المفتول وهو مفتح للسدد ويدخل في الأدوية الكبار . ابن رضوان : هي عيدان دقاق مفتولة منعطفة يمينا وشمالا لونه أغبر وطوله عقد ، وأجوده الهندي وهو حار يابس في الأولى يجلو القوابي والجرب ويؤثر فيها أثرا حسنا . ابن سينا : هو شبه خيوط ملتف بعضها على بعض أكثر عددها في الأكثر خمسة ويلتف على أصل واحد لونه إلى السواد والصفرة وليس لها كبير طعم . وقال بعضهم : أنه البرشكان وقال بعضهم : قوته قوة البرشكان وهذا أصح . بديغورس : خاصيته قطع شهوة الجماع . | كشوت : هو على الحقيقة الموجود بالشام والعراق وهو المستعمل أيضا عند أطبائها وأما النبت الذي يسمى بالمغرب وأفريقية ومصر الأكشوث فليس به وهو نبت يتخلق على الكتان ويعرف بمصر بحامول الكتان أيضا ، وبالأندلس بقريعة الكتان وقد ذكرته في القاف . ابن سمحون : قال الخليل بن أحمد : هو من كلام أهل السواد غير عربية ويقولون كشوثار وهو نبات محبب مقطوع الأصل أصفر اللون يتعلق بأطراف الشوك ويجعل في النبيذ . وقال أحمد بن داود : يقال كشوث والكشوث وكشوثا وهو شيء يتعلق بالنبات مثل الخيوط يشرب من ماء النبات الذي يتعلق به ولا أصل له في الأرض ولا ورق لكن في أطراف فروعه ثمر لطاف وهو يسمو في الشجر وتشتبك فروعه ويكثر في الكروم والرطاب وكثيرا ما يفسد النبات ويتداوى به الناس وفيه مرارة ويجعل في الشراب فيشده ويعجل به السكر . وقال سابور بن سهل : ومقدار حرارة الحار من الكشوث وبرودة البارد بمقدار الشجر الذي يتخلق عليه يسخنه إن كان سخنا ويبرده إن كان باردا . ابن ماسويه في أغذيته : والكشوث مؤلف من قوى مختلفة ومرارة وعفوصة فمرارته صيرته حارا وعفوصته صيرته باردا أرضيا والغالب عليه الحرارة في الدرجة الأولى وهو يابس في آخر الثانية دابغ للمعدة لمرارته وعفوصته مقو للكبد مفتح للسدد العارضة فيها وفي الطحال مخرج للفضول العفنة من العروق والأوردة نافع من الحميات المتقادمة ملين للطبيعة ، ولا سيما ماؤه وهو صالح للحميات العارضة للصبيان إذا شرب مع السكنجبين وإن أكثر من أكله ثقل في المعدة لعفوصته وجوهر أرضيته التي فيها . وقال في كتاب إصلاح الأدوية المسهلة : خاصيته إسهال المرة الصفراء وقوته دون قوة الأفسنتين فإن أراد مريد أخده فليأخذ من مائه نصف رطل مغلي وغير مغلي بوزن عشرة دراهم سكرا سليمانيا . الطبري : الكشوث إذا شرب عصيره رطبا مع سكر طبرزد نفع من اليرقان . مسيح : ينقي البدن ويجلو الكبد والمعدة . ابن سينا : يقوي المعدة خصوصا المغلي منه . وإذا شرب بالخل سكن الفواق وعصارة الرطب منه أو إذا هو سحق وذر على الشراب قوى المعدة الضعيفة والكشوث ينقي الأوساخ من بطن الجنين لتنقيته العروق ويدر البول والطمث وينفع من المغص ويحتمل فينقص نزف الدم والمغلي منه يعقل البطن ويقبض سيلان الرحم . | الغافقي : إن نقع من غير أن يطبخ كان أعون على الإسهال وإن طبخ كان أكثر تفتيحا للسدد ، ومن شرب عصارته أو بزره فيفعل ما يفعله نقيعه وطبيخه وهو غير موافق للمحرورين ، وإذا غسل بطبيخه أو بعصارته اليد والرجل نفع من النقرس وأوجاع المفاصل . التجربتين : إذا وضع مع أدوية الجرب قوى فعلها . إسحاق بن عمران : قد ينفع ماؤه من الحميات المركبة من البلغم والمرة الصفراء وغذاؤه ليس بالرديء . ابن ماسه : كامخ الكشوث جيد للمعدة ولا سيما إذا صير معه الأنيسون وبزر الكرفس أو بزر قلبا وهو الرازيانج . ابن سمحون : قال بعض علمائنا : وبدله إذا عدم ثلثا وزنه من الأفسنتين . | كشني : هو الكرسنة وقد تقدم ذكرها . | كشوث رومي : قال أبو جريج : هو الأفسنتين الرومي . | كشط : محمد بن حسن : هو القسط بالكاف والقاف وقد ذكرته في حرف القاف . | كشة : هو إسم للأسطوخودس الأوقص بتونس وما والاها من أعمال أفريقية أوله كاف مكسورة بعدها شين معجمة مشددة مفتوحة . | كشمش : هو زبيب صغير لا نوى له . أبو حنيفة : أخبرني جماعة من أهل الأعراب أن بالسراة منه كثيرا وعناقيده بيض مثل أذناب الثعالب ، وإذا زبب فمنه ما زبيبه أحمر ومنه ما يجيء زبيبه أصفر ومنه أخضر قالوا : وكل ذلك كشمش ولكن اختلاف ألوانه من جهة اختلاف أجناسه ، وقد أخبرني رجال من أهل هراة عن كشمشهم أنه ما زبب منه في الشمس جاء أحمر وما علق تعليقا حتى يزبب يجيء أصغره مثل الفلفل وأكبره كالحمص لونه أخضر وما نشر في البيوت في الظل يجيء أخضر . علي بن محمد : الكشمش بالعربية هو القشمش بالفارسية وهو زبيب صغير لا نوى له أصغره كالفلفل وأكبره كالحمص ولونه أخضر وأحمر يكون ببلاد فارس وخراسان حلوا شديد الحلاوة والخراساني أجود من الفارسي لأنه أشد حمرة وأصدق حلاوة وعنبه حلو جدا وعناقيد طوال دقاق مثل قدر الذراع ، ورأيت منه بدرعة وسجلماسة شيئا كثيرا حلوا شبيها بالخراساني غير أن لونه أسود . الرازي : في كتاب دفع مضار الأغذية : والقشمش يشبه الزبيب إلا أنه أقل قبضا وألين وأسهل خروجا . ابن سرانيون : أما القشمش فينفع السعال والصدر وصفته أن يطبخ بالماء وحده ويؤخذ منه جزء ومن الفانيذ نصف جزء ويطبخ حتى يصير له قوام . | كصيبون : هو الباذنجان البري عند عامة الأندلس ويسمونه بالمرماعوي لأنه يلتزق بثياب لامسه ورأيته بالديار المصرية بظاهر قلبوب في البركة التي قبل الضيعة التي قبل مناقع الكتان من الجانب القبلي . ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من سماه أفاريين وقصعاين وخصعان وحولاه وليرن وهو نبات ينبت في أرضين وغدران قد جفت ، وله ساق طوله نحو من ذراع عليه رطوبة تدبق باليد مزواة ويتشعب منه شعب كثيرة وله ورق شبيهة بورق السرمج منقسم ، ورائحة هذا النبات شبيهة برائحة الحرف وله ثمر مستدير في قدر الزيتون العظيم مشوكة شبيهة بجوز الدلب تتعلق بالثياب إذا ماستها . جالينوس في السابعة : بزر هذا النبات قوته قوة محللة جدا . ديسقوريدوس : وثمر هذا النبات إذا جنى قبل أن يستحكم جفافه ودق ورفع في إناء من خزف ثم أخذ منه مقدار طروبلون وديف بماء فاتر وضمد به الشعر وقد تقدم غسله بالنطرون شقره ، ومن الناس من يدقه ثم يخلطه بشراب ثم يرفعه وقد يتضمد بالثمر للأورام البلغمية . الشريف : زعم قوم أن ورقه إذا جفف وسحق واكتحل به لبياض العين ينفعه بإذن الله تعالى . لي : كحلت به ناسا كثيرين فرأيته يحد البصر ويحدر الدموع نهاية . | كف الضبع : الغافقي : قد يسمى بهذا الإسم الكبيكج المقدم ذكره وهذا الدواء الذي نريد ذكره ههنا من أنواعه إلا أنه ليس في قوته وهو نبات له ورقات متشققة ومن ورق الكرفس تسطح على الأرض عليها زغب وهي في شكل كف الكلب والسبع إذا بسطها على الأرض وهي على أذرع شبيهة بأذرع الكرفس إلا أنها أصغر ، وله زهر أصفر ذهبي على قضبان دقاق خوارة ورؤوس صغار ، وله عروق كثيرة مخرجها من أصل واحد مثل أصل الخربق وينبت بقرب المياه وفي مواضع رطبة ، وأصل هذا النبات ينفع من القروح ويأكل اللحم الغث منها وينبت اللحم الصحيح وينقيها ويقلع الثآليل . | كف الهر : الغافقي : هو نبات يلحق بالنوع المذكور قبله وهو نبات دقيق له ورق مستدير مشرف لاصق بالأرض عوده نحو ثلاث أو أربع وله سويقة دقيقة مدورة تعلو قريبا من شبر وفي طرفها زهر أصفر براق طيب الرائحة وله أصل في قدر زيتونة فيه شعب كثيرة وينبت في أول مطر الخريف ويعرفه العامة بالمدلوكة لتربعه وملامسته زهره ويسمونه الصغير أيضا ويسميه بعضهم الحوذان ، وأصل هذا النبات أيضا ينفع من القروح الخبيثة العفنة ويمنع الثآليل وإذا احتمل في فرزجة أعان على الحبل . | كف آدم : الغافقي : هو نبات له ساق يعلو نحوا من ذراع وورق في قدر ورق الآس أطرافها إلى التدوير ما هي وأصول خشبية لونها ما بين السواد والصفرة وداخلها إلى الحمرة ويستعملها بعض شجارينا بالأندلس على أنها البهمن الأحمر وليست به . | كف أجذم : والكف الجذماء أيضا زعم بعض علمائنا أنه شجر البنجنكشت ، ومنهم من قال أنه أصول السنبل الرومي ، ومنهم من قال أنه نبات له أصل كالشلجمة لونه أغبر إلى الحمرة هش خفيف رخو ينشأ منها شبه الأصابع إثنان أو ثلاثة ، ولهذا النبات ساق مربعة لونها فرفيري عليها زهر فرفيري كزهر النبات المسمى خصي الكلب وكأنه صنف واحد وينبت في رمال قريبة من البحر ويستعمل أصله بدل البهمن الأحمر وقوته كقوته سواء . | كف الأسد : هو النبات المسمى باليونانية لأورطوطالون وهو العرطنيثا على الحقيقة وقد مضى ذكره في حرف العين . | كف الذئب : هو الجنطيانا فيما زعمت التراجمة . | كف مريم : قيل أنها الأصابع الصفر وأما أهل غرب الأندلس فيوقعون هذا الإسم على نبات النيطافلن ، ومنهم من يوقعه على البنجبنكشت ، وأما أهل الديار المصرية فيوقعونه على نبات آخر ذكره أبو العباس الحافظ في كتاب الرحلة المشرقية له . قال : وأما النبتة المسماة بكف مريم الحجازية وهي نبتة منبسطة على الأرض رجلية الورق إلى الإستدارة ما هي صلبة الأغصان في ورقها جعودة ويسير قبض مزغبة ما هي شديدة الخضرة تتكون على الأرض في إستدارة على قدر الشبر تخرج فيما بين تضاعيف الورق على الأغصان زهرة دقيقة إلى الصفرة ما هي على شكل زهر الرجلة ثم يسقط فيخلفه بزر أصفر من الحلبة صلب ويسقط وتورق وتنقبض الأغصان وترتفع على الأرض حتى ترجع على الشكل الذي يتعارفه الناس على حسب ما تجلب إليهم وقل من يعرفها على الصفة التي وصفت أيضا ولم يحللها أيضا أحد قبلي فيما علمت ، وقد رأيتها بصحراء مصر وهو أيضا بالمغرب بصحراء سجلماسة ونهرها ، ورأيت منه نوعا بجبال بيت المقدس صغيرا أبيض اللون دقيق العيدان مدحرج الخلقة دقيق البزر وهذا النوع هو موجود أيضا بطريق عسقلان في الصحاري . | كف الكلب : هو البدشكان من كتاب المنهاج وفي كتاب الرحلة لأبي العباس كف الكلب أسمر عند العرب يتخذ للنبتة المسماة بكف مريم الحجازية وهذا النبات قد تقدم ذكره تحت ترجمة كف مريم . | كف : غير مضاف إلى شيء هو الرجلة وقد ذكرت . | كفري : ابن سمحون : قال الخليل بن أحمد : الكفري وعاء الطلع واحد مذكر والجمع الكوافر وإذا ثني قالوا كفريان ومنهم من يقول كفر . قال الأصمعي : هو وعاء طلع النخل ويقال له أيضا فقور . | قال أبو حنيفة : الكفري والكافور قشر طلع النخل ويسمى بذلك لأنه يكفر الوليع أي يغطيه والكفر التغطية . سليمان بن حسان : فينقس باليونانية هو قشر الكفري والنخل ذكر وأنثى والذكر منه هو الذي له الكافورة وهو الفحال من النخل والكافورة هي القشرة التي تتعلق عن قشرة الفحال ، ولذلك قيل لها الكفري وهي عفصة قابضة تعفص بها الأدهان . ديسقوريدوس في الأولى : فينقس ومن الناس من يسميه الاطي وهو طلع النخل ويسمونه أيضا سعارين وهو قشر الكفري يستعمله العطارون في تعفيص الأدهان وأقوى الكفري ما كان منه طيب الرائحة عفصا رديئا كثيفا داخله دسم وقوته قابضة مانعة للقروح الخبيثة بما ينبغي أن يخلط به من الضمادات نفع البطن والمعدة الضعيفة وينفع من أوجاع الكبد ، وإذا غسل الشعر بطبيخه كثيرا سوده وإذا شرب طبيخه وافق من كان به وجع العصب أو وجع الكلى أو المثانة أو الأحشاء ويبرئ سيلان الفضول إلى البطن والرحم ، وإذا طبخ وهو غض براتينج وموم ووضع لينا على الجرب وترك عليه عشرين يوما أبرأ منه ، والثمر الذي في جوفه هذا القشر يقال له ألاطي ، ومن الناس من يسميه بوارسيس ، وهو الحفري وهو أيضا عفص وقوته مثل قوة قشره في جميع الأشياء ما خلا المنفعة في الأدهان . جالينوس في الثامنة : في قشور الطلع كيفية قابضة إلا أنها تجفف أكثر من جميع ما وصفنا من طريق أن قوام جوهر هذا الققشر أيضا في نفسه أشد يبسا ولا رطوبة فيه أصلا ولذلك صار الناس باستعمالهم إياه في مداواة الجراحات المتعفنة مصيبون وقد يخلطونه في الأدوية التي تشد المفاصل الرخوة وفي الأدوية النافعة للكبد ولفم المعدة ولما يوضع من خارج ويشرب . | كفر اليهود : هو القفر أيضا بالفارسية وقد ذكرته في حرف القاف وهو الحمار وقيل له كفر اليهود وهو منسوب إلى موضع بغور أريحا يقال له في القديم كفر يهوذا من بلاد فلسطين وتولده في البحيرة المنتنة وهي بحيرة لوط . | كلن : ابن سينا : هو خشب هندي يكثر جلبه إلى بلادنا ولا يبعد أن يكون المقل الهندي عظيم النفع في أمر الكسر والوثي والخلع . لي : بهذا وصف الرازي في الحاوي هذا الدواء . وزعم الغافقي أنه خشب الكادي والصحيح أنه ليس بخشب الكادي بل هو غيره . | كلية : جالينوس في أغذيته : الخلط المتولد من هذه زهم رديء ظاهر الرداء وهضمها عسر شاق . | حبيش بن إسحاق : لا تحمد في الهضم لبشاعتها وغلظ جوهرها ولا في الغذاء لرداءة الكيموس المتولد عنها ولا في إطلاق البطن لغلظ جوهرها وبطء انحدارها . ابن ماسويه : الكلى باردة يابسة غير محمودة وفيها أيضا زهومة يسيرة من قبل مائية البول وكلى الحملان أحمد وخاصة إن أكلت حارة . الرازي في دفع مضار الأغذية : وأما الكلى فرديئة الغذاء عسرة الإنهضام ولا ينبغي أن يؤكل كلى الحيوانات العظام وأما كلى الجسدي فينبغي أن تؤكل بلحومها وشحومها مع الملح والفلفل والدارصيني وكذا كلى الحملان سواء . | كلب : ديسقوريدوس في الثانية : كبده القول فيه مستفيض أنه إذا أكل مشويا نفع الذي عرض له الفزع من الماء . جالينوس في الحادية عشرة : وأما كبد الكلب فقد ذكر قوم من أصحاب الكتب أنها إن شويت وأكلت نفعت من نهشة الكلب الكلب وقد رأيت منهم قوما أكلوا منها فعاشوا لكنهم لم يقتصروا عليها وحدها وبلغني أن قوما اقتصروا على كبد الكلب الكلب وحدها وبقوا عليها فماتوا في آخر الأمر بل استعملوا معها أدوية أخر وقد جربناها نحن في نهشات الكلب الكلب وحدها . ديسقوريدوس : ودم الكلاب إذا شرب وافق عضة الكلب الكلب ومن شرب السم الذي يقال له طقسقيون وهو سم السهام الأرمنية . وقال في مواضع أخر : وخرء الكلب إذا أخذ في الصيف بعد غروب نجم الكلب وجفف في ظل وشرب بشراب أو بماء عقل البطن . وقال في موضع آخر : وقد زعم قوم أن لبن الكلبة في أول بطن تضع يحلق الشعر إذا لطخ عليه ، وإذا شرب كان بادزهرا للأدوية القتالة ويخرج الأجنة الميتة . جالينوس : وأما ألبان الكلاب فقد ذكروا أن لها منافع لم يصح شيء منها سوى قولهم إذا لطخ به الشعر على موضع العانة من الصبيان وخصاهم لم ينبت فيها الشعر وقولهم أنه يمنع من نبات الشعر الذي ينبت في باطن الأجفان بعد أن ينتف منه الشعر ويلطخ بهذا اللبن في موضعه ، وقولهم أنه إذا شربته المرأة أخرج الجنين الميت من البطن . وقال في موضع آخر : وكان من معلمينا من يأخذ زبل الكلاب التي قد اعتلفت العظام فإنه عند ذلك يكون أبيض جافا غير متين فيجففه ويخزنه فإذا أراد استعماله سحقه سحقا ناعما وعالج به الخوانيق وأورام الحلق وخلطه مع غيره من الأدوية النافعة لذلك ، وإذا أراد استعمالها للدوسنطاريا خلطها باللبن الذي قد طبخ بالحجارة أو الحديد المحمى ، وقد جربت هذا أنا وتوليته بنفسي بأن سقيت منه أناسا كثيرة فنفعهم ذلك منفعة عجيبة ، وكذا ينفع من القروح المتقادمة ، وإذا خلط مع غيره من الأدوية النافعة لتلك الأعراض والقروح وكان هذا الرجل يخلطه أيضا بالأدوية المحللة للأورام فيجد له منفعة عظيمة . | الرازي في الحاوي : إن سقي المعضوض من الكلب الكلب أنفحة جرو صغير برأ . ابن سينا : وبول الكلبة من أخذه وتركه حتى ينعقد وغسل به الشعر سوده كأحسن ما يكون من الخضاب . | الخواص : وشعر الكلب الأسود البهيم زعموا أنه إذا علق على المصروع نفعه وإن أطعم كلب عجينا فيه دارصيني مدقوق رقص وطرب ، ورأس الكلب إذا أحرق وسحق وعجن بخل وضمد به عضة الكلب الكلب نفع ذلك ، وزعموا أن الكلب إذا أكل لحم كلب مثله كلب . | ديسقوريدوس : وقد يأخذ قوم ناب الكلب إذا عض إنسانا فيجعلونه في قطعة من جلد ويشدونه في عضد ليحفظ من علق عليه من الكلاب . خواص ابن زهر : ناب الكلب إن علق على من يتكلم في نومه أزاله وإن علقت أنيابه على صبي خرجت أسنانه بلا وجع وبغير تعب وتفرقت وإن علق نابه على من به يرقان نفعه وإن حمله معه أحد لم تنبحه الكلاب . | كلس : هو النورة والجير أيضا . ديسقوريدوس في الخامسة : قد يعمل على هذه الصفة يؤخذ صدف الحيوان الذي يقال له فروقس البحري فيصير في نار أو في تنور محمى ويترك فيه ليلة فإذا كان من غد نظر إليه فإن كان مفرطا في البياض يخرج من النار والتنور وإلا فليرد ثانية ويترك حتى يشتد بياضه ثم يؤخذ فيغمس في ماء بارد في فخار جديد ويستوثق من تغطيته ويحرق ويترك في الفخار ليلة ثم يخرج منها غدا وقد تفتت غاية التفتيت ويرفع ، وقد يعمل أيضا من الحجارة التي يقال لها فوحلافس وهي فيما زعم قوم حجارة مستديرة بالطبع مثل الفهور ، وقد يعمل أيضا من رديء الرخام والذي يعمل من الرخام يقدم على سائر الكلس وقوة كل كلس ملهبة ملذعة محرقة تكوي ، وإذا خلط بمثل الشحم والزيت كان منضجا محللا ملينا مدملا وينبغي أن يعلم أن الكلس الحديث الذي لم يصبه ماء أقوى من الحديث الذي أصابه ماء . | جالينوس : أما النورة التي لم يصبها ماء فتحرق إحراقا شديدا حتى إنها تحدث في المواضع قشرة محرقة ، وأما النورة المطفأة فهي في ساعة تطفأ تحدث قشرة ثم من بعد يوم أو يومين يقل إحراقها ويقل إحداثها القشرة المحترقة ، وإذا مرت عليها فإن غسلت النورة مرارا زال تلذيعها في الماء فصار ماؤها المعروف بماء الرماد وصارت تجفف تجفيفا شديدا من غير أن تلذع . ابن سينا : النورة تقطع نزف الدم من الجراحة وإذا غسلت بالماء مرات كثيرة نفعت من حرق النار . | كلخ : هو عند عامتنا بالأندلس القنة وقد ذكرته في القاف التي بعدها نون والكلخ أيضا عند أهل مصر هو الأشق وقد ذكرته في الألف . | كماشير : ماسرحويه : صمغ يشبه الجاوشير قوته حارة في الدرجة الرابعة فينزل الحيض ويطرح الولد ويخرج الجنين . قالت الخوز : لا مثل له في طرح الولد وإسهال الماء . الرازي في الحاوي : خاصيته الإذابة والتحليل وينزل البول جدا . | كمثري : جالينوس في السادسة : ورق هذه الشجرة وأطرافها قابضة فأما ثمرتها ففيها مع قبضها حلاوة ومائية وهذا مما يعلم به أن أجزاء هذه الثمرة ليست بمتساوية المزاج وأن منها ما هو أرضي ومنها ما هو مائي ، وإن شئت قلت من وجه آخر أن بعضها بارد وبعضها معتدل المزاج ومن أجل ذلك متى أكل الكمثري قوى المعدة وسكن العطش ومتى وضع كالضماد جفف وجلا جلاء يسيرا ، وبهذا السبب إعلم أني قد أعملت به الجراحات عندما لم أكن أقدر على دواء آخر ، والكمثري البري أكثر قبضا وتجفيفا من سائر الكمثري فهو لذلك يدمل الجراحات العظيمة ويمنع المواد من التحلب . ديسقوريدوس في الأولى : آقيوس وهو الكمثري هو أصناف كثيرة وكلها قابضة ولذلك يستعمل في الضمادات المانعة من مصير المواد إلى الأعضاء ، وإذا أكل وشرب طبيخه بعد أن يجفف عقل البطن وإذا أكل الكمثري والمعدة خالية أضر آكله ، وورق الكمثري إذا شرب نفع من لذع العقارب والأفاعي وإذا تضمد به نفع من ذلك أيضا ، والكمثري بطيء النضج وبريه أقل قبضا من بستانيه ولذلك يوافق من يوافقه البستاني وورقه أيضا قابض ورماد خشبه قوي المنفعة للذين يعرض لهم خنق من أكل الفطر . وقال قوم : إنه إذا طبخ الكمثري البري مع الفطر لم يضر آكله وورق شجر الكمثري البري وأطرافه قابضة . | إسحاق بن عمران : قال ديسقوريدوس : وإن أكل الكمثري على الريق فهو مضر بآكله ولم يخبر بالسبب في ذلك ولا أي الكمثري يفعل ذلك فنقول أنه ذم الكمثري على الريق إذا أخذ على سبيل اللذة والغذاء لا على سبيل الحاجة والدواء وخاصة إذا كان عفصا أو قابضا وإن كان العفص أخص بذلك لأن من خاصيته أن الإكثار منه يولد النفخ ، وإن أخذ على خلاء المعدة تمكن من جرمها وقام فعله فيها ولم يؤمن على صاحبه مع الإدمان عليه أو يورثه قولنجا بعسر انحلاله فأما على سبيل الدواء فإن استعماله على الريق لا محالة أفضل لأن استعماله بعد الطعام مطلق وزائد في ضعف المعدة لأن بإفراط قبضه يجمع أعلى المعدة ويقبض ويقهر القوة الممسكة التي في أسفلها . وقال في موضع آخر : الكمثري يختلف في فعله وانفعاله على حسب اختلاف طعمه ومزاجه وذلك أن منه العفص الأرضي الغليظ ومنه القابض ومنه الحامض المركب من جوهر هوائي وأرضية يسيرة ومنه الحلو المعتدل في مزاجه المائل إلى الحرارة قليلا ومنه التفه المائي ، وأما العفص فهو أقل غذاء وأقطعها للإسهال والقيء المراري وأشدها مؤنة للمعدة والأمعاء لأنه لإفراط خشونته وغلظ جسمه وبعد انقياده مضر بعصب المعدة جدا والأمعاء ولذلك وجب أن يتلطف له بما يرخي جسمه ويزيل غلظه ويلين خشونته مثل سلقه في الماء أو تعليقه على بخار الماء الحار حتى ينضج أو يلبس بعجين ويشوى ويربى بسكر الطبرزد أو عسل على حسب مزاج المستعمل له ، وأما القابض فلأنه مركب من جوهر أرضي وجوهر مائي صار أعدل وألطف وأكثر غذاء لأن رطوبته أرق وأزيد وجسمه ألين ولذلك صار إضراره بالمعدة أقل واستغنى عما يلطفه ويلينه ويعين على هضمه لأنه يقوم مقام العفص المدبر ولذلك صار أحمد في قطع القيء والإسهال جدا . | ابن سينا : ومن الكمثري في بلادنا نوع يقال له شاه أمرود كبير الحجم شديد الإستدارة رقيق القشر حسن اللون كأنه مشف وكأنه ماء سكر منعقد جامد يتكسر للجمود لا لغلظ الجوهر طيب الرائحة جدا إذا سقط عن شجرته إلى الأرض اضمحل وهذا مما لا مضرة فيه من أصناف الكمثري وهو معتدل رطب ، وأما المعروف بشاه أمرود في بلاد خراسان دون غيرها فهو ملين للطبيعة خشن الكيموس . وقال في الأدوية القلبية : الكمثري فيه عطرية وقبض ومتانة جوهر وهو أميل إلى البرودة وفيه خاصية تقوية القلب ويعينها ما ذكرناه من طبيعته والتفاح الحلو خير منه في ذلك . البصري : الكمثري الحلو بارد في الدرجة الأولى يابس في الثانية ، والصيني منه بارد في الدرجة الثانية رطب في الأولى . إسحاق بن عمران : الحامض منه دابغ للمعدة مدر للبول منبه للأكل . أبقراط : ما كان منه صلبا فهو يبرد ويجفف ويعقل البطن وما كان منه لينا نضيجا حلوا فهو يسخن ويرطب ويطلق البطن . وقال في كتاب التدبير : الكمثري ليس بدون التفاح في اللذاذة وما يتولد منه في البدن أحمد مما يتولد من التفاح وهو أسرع إنهضاما . الرازي في كتاب الحاوي : الخالص الحلاوة من الكمثري لا يبرد وكله يعقل البطن إلا أن يؤكل بعد الطعام فيسرع بإحدار الثفل ثم تكون عاقبته تعقل البطن والصيني أقل ماء وأقوى فعلا وأشدها عقلا وأكثرها تسكينا للعطش . وقال في دفع مضار الأغذية : الكمثري كثير النفخ بطيء الإنهضام وينبغي أن يحترزه من يعتريه القولنج ولا يشرب عليه ماء باردا ولا يؤكل بعده طعام غليظ ، وإذا أخذ منه فليكن على جوع صادق وليطل النوم بعده بعد أن يشرب شرابا عتيقا صرفا أو يأخذ عليه زنجبيلا مربى ثم يجعل أدامه في ذلك اليوم مرقة أسفيذباجة أو مرقة مطجنة ويدع لحمها وخاصة المهزول ولا يتعرض للشواء ولا للزوباجة وإن أكل مع السمين المهري بالطبخ لعقا لم يضره ذلك . والكمثري مقو للمعدة ضار للمبرودين ومن يعتريه القولنج لما ذكرنا وشره أفجه وأقله حلاوة وكذا سبيل جميع هذه الفواكه الرطبة وبالضد فأحلاه وأنضجه أسرعه نزولا وأقله بردا إلا أنه ليس يخلو على حال وإن كان في غاية الحلاوة والنضج من الإنفاخ وطول الوقوف ولذلك ينبغي أن يتلاحقه المبرودون بما ذكرنا فأما من كان شديد حرارة المعدة ملتهبا فليس يحتاج مع النضج إلى إصلاح وربما انتفع به . ابن ماسويه : رب الكمثري عاقل للطبيعة دابغ للمعدة قاطع للإسهال العارض من المرة الصفراء . | ابن سرانيون : شراب الكمثري نافع من انحلال الطبيعة ويشد المعدة وخاصة إذا عمل من الكمثري الذي فيه بعض الفجاجة . | كمأة : ديسقوريدوس في الثانية : وهو أدي ودي وهو أصل مستدير لا ورق له ولا ساق لونها إلى الحمرة ما هو ويوجد في الربيع ويؤكل نيئه ومطبوخه . جالينوس في الثامنة : قوام جرم الكمأة من جوهر أرضي كثير المقدار يخالطه شيء يسير من الجوهر اللطيف . الرازي : قال جالينوس في كتاب الغذاء إنما يعمه من جميع الأطعمة المائية التفهة أن الخلط الغليظ المتولد عنها لا طعم له إلا أنه أميل إلى البرودة والغذاء المتولد من الكمأة أغلظ من المتولد من القرع . | وقال في كتاب الكيموس أن الكمأة غليظة الكيموس قليلة الغذاء إلا أنه ليس برديء الكيموس . | وقال : وجدت في كتاب مقالة تنسب إلى جالينوس في السموم أن الكمأة تورث عسر البول والقولنج وكذا الفطر وقال : وجدت في كتاب التدبير الملطف لجالينوس من نقل قديم أن الكمأة أقل غلظا من الفطر وأجودها ما كان من موضع فيه رمل قليل . وقال في موضع آخر : أن الكمأة تجيء منها الذبحة فقيئهم بطبيخ الشبث وأعطهم رماد الكرم بسكنجبين أو أعطه قدر مثقالين ذرق الدجاج بالسكنجبين ليقيء به . القلهمان : الكمأة الحمراء قاتلة . سفيان الأندلسي : أجودها أشدها تلززا وأملاسا وأميلها إلى البياض وأما المتخلخل الرطب والرخو فرديء جدا وهو أجود في المعدة الحارة وهو غذاء جيد لها وإذا لم ينهضم للإكثار منه أو لضعف المعدة فخلطه رديء جدا غليظ مولد للأوجاع في الأسفل من الظهر والصدر . عيسى بن ماسه : الكمأة باردة رطبة في الثانية تورق ثقلا في المعدة . المسيح : تولد السدد أكلا وماؤها يجلو البصر كحلا . ابن ماسويه : بطيئة الإنهضام وخاصتها إيراث السكتة والفالج ووجع المعدة وينبغي لآكلها أن يقشرها وينقيها تنقية كثيرة ليصل إليها الماء ويخرج غلظها ويسلقها بالماء والملح والفودنج والسذاب سلقا بليغا ثم يؤكل بالزيت الركابي والمري والصعتر والفلفل والحلتيت ، واليابس منها أبطأ في المعدة وأكثر أضرارا فينبغي أن يجاد إنقاعها وتدفن في الطين الحر يوما وليلة ثم تستعمل بعد الغسل لتعمل الرطوبة فيها من الماء وتكون شبيهة بالطرية وتقل غائلتها ويشرب بعد أكلها النبيذ المعسل الصرف الشديد ويؤخذ الترياق والزنجبيل المربى والمسحوق . وقال الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : الكمأة باردة تولد دما غليظا وليس يحتاج المحرورون فيها إلى كثير إصلاح اللهم إلا أن يكثروا منها ويدمنوها فيولد الإكثار منها أدواء البلغم والبهق الأبيض خاصة وثقل اللسان كثيرا وضعف المعدة ولذلك ينبغي أن تؤكل بالمري فإنه يقطعها تقطيعا بليغا ولا يتولد منها لزوجة البتة وإن سلقت بالماء ثم طبخت بالزيت وطيبت بالأبازير الحارة كالفلفل والدارصيني أذهب عنها أيضا توليدها للبلاغم اللزجة ، وإن سلقت بالماء والملح والصعتر والمري قل ذلك منها أيضا وإن كببت فلتؤكل بالمري والفلفل والمشوي منها أيضا في بطون الجداء والحملان اكتسب من شحومها ما يصلح به بعض الصلاح ، لكن الأجود أن تؤكل بالفلفل والملح ويشرح منها مواضع بالسكين ويجعل فيها من الزيت والفلفل قبل ذلك ، وأما اختلاطها باللحم فليس بصالح وليس شيء في الجملة يبلغ في إصلاح الكمأة ما يبلغ المري والخردل وكذلك من الفطر وما أشبهه . الغافقي : ينبغي أن لا تؤكل نيئة وليجتنب شرب الماء القراح بعدها ومن خواصها أن من أكلها أي شيء من ذوات السموم لدغه والكمأة في معدته مات ولم يخلصه دواء آخر البتة ، وماء الكمأة من أصلح الأدوية للعين إذا ربي به الأثمد واكتحل به فإن ذلك يقوي الأجفان ويزيد في الروح الباصر وفيه قوة وحدة ويدفع عنها نزول الماء . التجربتين : الكمأة اليابسة إذا سحقت وعجنت بماء وخضب بها الرأس نفعت من الصداع العارض قبل وقته مجرب . الشريف : الكمأة إذا جففت وسحقت وعجنت بغراء السمك محلولا في خل نفعت من قيلة الصبيان المعائية ومن نتوء سررهم ومن الفتوق المتولدة عليهم مجرب . | كمافيطوس : أصله باليونانية حامانيطس ومعناه صنوبر الأرض ومنهم من زعم أن معناه المفترشة على الأرض والأول أصح . ديسقوريدوس في 2 : حامانيطس هذا من النبات المستأنف كونه في كل سنة وقد يسعى في الأرض في نباته إلى الإنحناء ما هو له ورق شبيه بورق الصغير من حي العالم إلا أنه أدق منه وفيه رطوبة تدبق باليد وعليه زغب وورقه كثيف على أغصانه ورائحته شبيهة برائحة شجر الصنوبر ، وله زهر دقيق أصفر وأصوله شبيهة بأصول النبات الذي يقال له فيحوريون . جالينوس في الثامنة : الطعم المر الذي هو في هذا النبات أكثر وأقوى من الطعم الحاد الحريف الذي في ذوقه وفعله أن ينقي ويفتح ويجلو الأعضاء الباطنة أكثر مما يسخنها ولذلك صار من أنفع الأدوية لمن به يرقان ، وبالجملة لمن يحدث به في كبده السدد بسهولة وهو مع هذا يحدر الطمث إذا شرب مع العسل وإذا احتمل من أسفل ، وينفع أيضا في إدرار البول وبعض الناس من يسقي منه لمن به وجع الورك بعد أن يطبخ بماء العسل وما دام طريا فهو يقدر أن يلزق ويدمل الجراحات الكبار وأن يشفي الجراحات المتعفنة وأن يحلل الصلابة التي تكون في البدن لأنه في التجفيف في الدرجة الثالثة وفي التسخين من الدرجة الثانية . ديسقوريدوس : وإذا شرب من ورقه مع الشراب سبعة أيام متوالية أبرأ اليرقان ، وإذا شرب مع الشراب الذي يقال له أدرومالي أربعين يوما متوالية أبرأ عرق النسا وقد يسقى منه أيضا لعلة الكبد ووجع الكلى والمغص ويسقى طبيخه لضرر السم الذي يقال له أفونيطن وهو خانق النمر وقد يهيأ لهذه العلل التي ذكرناها ضماد يتخذ من طبيخه وقد خلط به سويق فينتفع به ، وإذا سحق وخلط بالتين وهيئ منه حب وأخذ حل الطبيعة وإذا طبخ بتوبال النحاس والراتينج وشرب أسهل الفضول ، وإذا خلط بالعسل واحتمل نقى الفضول من الرحم ، وإذا وضع على الثدي الجاسية حلل جساءها وإذا تضمد به مع العسل ألزق الجراحات ويمنع النملة من أن تسعى في البدن وقد يكون صنف آخر من الكمافيطوس له أغصان طولها نحو من ذراع في خلفة الأذخر دقيقة الشعب وورق وزهر شبيهان بزهر وورق الصنف الأول من الكمافيطوس ، وله بزر أسود ورائحته شبيهة برائحة الصنوبر ، وقد يكون صنف آخر من الكمافيطوس ثالث يقال له الذكر وهو نبات له ورق صغار دقاق بيض عليها زغب وساق خشنة بيضاء وزهر صغير أصفر وبزر صغير على أغصانه ورائحة هذا الصنف شبيهة برائحة الصنوبر أيضا وقوة الصنفين كليهما قوة شبيهة بقوة الصنف الأول غير أن قوة الصنف الأول أشد من قوتيهما . ابن سرانيون : الكمافيطوس يسهل بلغما غليظا والشربة منه مثقال ونصف . إسحاق بن عمران : إذا شرب منه مثقالان بماء التين المطبوخ نقى الأمعاء العليا . بديغورس : وبدله إذا عدم وزنه من الساساليوس وربع وزنه من السليخة . ابن ماسويه : وبدله إذا عدم وزنه من الكمون الكرماني . | كمادريوس : أصله باليونانية خامادريوس ومعناه بلوط الأرض . ديسقوريدوس في الثالثة : ومن الناس من يسميه طوفوريوس أيضا لأن فيه شبها يسيرا من طوفوريوس وقد ينبت في أماكن خشنة صخرية وهو شجرة صغيرة طولها نحو من شبر ولها ورق صغار شبيهة في شكلها وتشريفها بورق البلوط من الطعم وزهر شبيه لونه بلون الفرفير صغار ، وينبغي أن تجمع هذه العشبة وثمرها فيها بعد . جالينوس في الثامنة : الأكثر في هذا الدواء الكيفية المرة وفيه مع هذا حدة وذلك مما يدل على أنه دواء حقيق بتذويب الطحال وإدرار الطمث والبول ويقطع الأخلاط الغليظة وينقي السدد الحادثة في الأعضاء الباطنة فليوضع في الدرجة الثانية من درجات التجفيف والإسخان على أن إسخانه أكثر من تجفيفه ديسقوريدوس : وإذا شرب طريا أو مطبوخا بالماء نقع من تشنج أطراف العضل وجسو الطحال والسعال وعسر البول وابتداء الإستسقاء وقد يدر الطمث ويحدر الجنين ، وإذا شرب بالخل حلل ورم الطحال وإذا شرب بشراب أو تضمد به كان صالحا لنهش الهوام ويمكن أيضا أن يسخن ويعجن ويحبب ويستعمل للعلل التي ذكرناها ، وإذا خلط بالعسل نقى القروح المزمنة وإذا سحق وخلط بالشراب واكتحل به أبرأ قرحة العين التي يقال لها حالوس وهو الناصور وإذا تمسح به أسخن البدن ماسرحويه : الكمادريوس إذا دق ووضع على الطحال من ظاهر أضمر . الرازي : مذهب لليرقان شربا . | الشريف : خاصيته إذا طبخ مع ماء قليل وزيت وشرب منه ثلاثة أيام متوالية على الريق في كل يوم وزن ثلاثة أواق فاتر أنفع من الحصا نفعا عجيبا . مجهول : ينفع من الأوجاع المزمنة العارضة في نواحي الصدر والرئة إذا سحق وشرب منه ثلاثة أيام معجونا بجلاب أو بعسل ومقدار الشربة منه كذلك وزن ثلاثة دراهم والكمافيطوس يفعل ذلك أيضا . ديسقوريدوس : وشرابه مسخن محلل ينفع من التشنج واليرقان والنفخ التي يكون في الرحم وبطء الهضم وابتداء الإستسقاء . بديغورس : بدله إذا عدم وزنه من السقوفندريون . بنادوق : وبدله وزنه من السليخة . | كمون : جالينوس في السابعة : أكثر ما يستعمل من هذا النبات إنما هو بزره كما يستعمل الأنيسون وبزر الكاشم الرومي وبزر الكراويا وبزر الكرفس الجبلي وقوة الكمون حارة مثل قوة كل واحد من هذه البزور التي ذكرناها وشأنه إدرار البول وطرد الرياح وإذهاب النفخ وهو في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء المسخنة . ديسقوريدوس في الثالثة : منه طيب الطعم خاصة الكرماني الذي سماه بقراطيس بأسليقون وتفسيره الملوكي وبعده المصري وبعده سائر الكمون وقوته مسخنة مجففة قابضة ، وإذا طبخ بالزيت أو احتقن أو تضمد به مع دقيق الشعير وافق المغص والنفخ وقد يسقى بخل ممزوج بالماء لعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الإنتصاب وقد يسقى بالشراب لنهش الهوام وينفع من ورم الأنثيين إذا خلط بالزيت ودقيق الباقلا أو قيروطي ووضع عليها وقد يقطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم وقد يقطع الرعاف إذا قرب من الأنف وهو مسحوق وخلط بالخل ويصفر البدن إذا شرب أو تلطخ به . ابن سينا : الكمون منه كرماني ومنه فارسي ومنه شامي ومنه نبطي والكرماني أسود اللون والفارسي أصفر اللون والفارسي أقوى من الشامي والنبطي هو الموجود في سائر المواضع ومن الجميع بري وبستاني ، والكرماني أقوى من الفارسي والفارسي أقوى من غيره ، وإذا مضغ مع الملح وقطر ريقه على الجرب والسبل المكشوطة والطفرة منع اللصق . بولس : والكمون الكرماني يعقل البطن والنبطي يسهله . ابن ماسويه : إن قلي الكمون وأنقع في الخل عقل الطبيعة المستطلقة من الرطوبة وهو نافع من الريح الغليظة يجفف المعدة وهو صالح للكبد ، وإذا احتملته المرأة مع زيت عتيق قطع كثرة الحيض . إسحاق بن عمران : الكمون الكرماني شبيه في خلقته بالكراويا وهو أصغر منه إلا أنه على لونه ورائحته وطعمه طعم الكمون الأبيض . التجربتين : إذا أنقع في الخل وجفف وسحق وتمودي عليه وعلى أخذه سفوفا قطع شهوة الطين وما أشبهه ، وإذا مضغ بالملح وابتلع قطع سيلان اللعاب . الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : الكمون طارد للرياح مجش هاضم للطعام إلا أنه لا يلزم الخل ملازمة الكراويا بل يلازم الأسفيذياجات وماء الحمص والشبث والمري والدارصيني ونحوه ، وإذا وقع في هذه لطف اللحم الغليظ وجشي وهضم الطعام وأطلق البطن وأدر البول وحلل النفخ الغليظ ويكسر من إسخانه وإضراره بالمحرورين ما ذكرنا من قبل . ديسقوريدوس في الثالثة : الكمون البري ينبت كثيرا في البلاد التي يقال لها حلقيدون التي من البلاد التي يقال لها اسبانيا وهو نبات له ساق طويل نحو من شبر دقيق عليه أربع ورقات أو خمس مشققة مثل وروق الشاهترج وعلى طرفه رؤوس صغار خمسة أو ستة مستديرة ناعمة فيها ثمرة وفي الثمرة شيء كالتبن أو النخالة يحيط بالبزر وبزره أشد حرافة من الكمون البستاني وينبت على تلال ويشرب بزره بالماء للمغص والنفخ ، وإذا شرب بالخل سكن الفواق وإذا شرب بالشراب وافق ضرر ذوات السموم من الهوام والبلة العارضة في المعدة ، وإذا مضغ بزيت وعسل وتضمد به قطع أثر لون الدم العارض تحت العين ، وإذا تضمد به مع ما وصفنا أبرأ أورام الأنثيين الحارة . عبد الله بن الهيثم : الكمون الأسود هو البري الشبيه بالشونيز . ديسقوريدوس : وقد يكون جنس آخر من الكمون الذي ليس ببستاني بل شبيه بالبستاني ، ويخرج منه من جانبين غلف صغار شبيهة بالقرون عاليه فيها البزر شبيه بالشونيز وبزره إذا شرب كان نافعا جدا من نهش الهوام وقد ينتفع به الذين بهم تقطير البول والحصا والذين يبولون دما منعقدا ، وينبغي أن يشرب بعده ماء بزر الكرفس . بيادوق : وبدل الكمون الكرماني إذا عدم وزنه من الكمون . غيره : وبدله إذا عدم وزنه من الكراويا . | كمون حلو : هو الأنيسون وقد ذكرته في الألف . | كمون حبشي : هو الكمون البري الذي له بزر أسود شبيه بالشونيز وقد تقدم ذكره . | كمون أرمني : هو الكراويا وقد تقدم ذكرها . | كمون بري : أورد الرازي في الحاوي تحت هذه الترجمة جميع ما هذا نصه . قال جالينوس في المقالة السابعة في سادس دواء منها وهو الدواء المسمى باليونانية فانيوس وتفسيره الدخاني وهو الشاهترج الفرفيري الزهر على أنه كمون بري ، ثم أن الرازي ذكر أيضا في موضع آخر بجدول من هذا الكتاب المذكور هذا الدواء وقال ما هذا نصه : فانيوس هو كمون بري في الأكثر وفي الأصل أنه شاهترج . لي : أقول أعلم أن ديسقوريدوس لم يسم فانيوس كمونا بريا بل ذكر الكمون البري في المقالة الثامنة منه بإسمه وقسمه نوعين لكل نوع منهما ماهية وكيفية لا مدخل لها في ماهية وكيفية فانيوس ، ثم أن الفاضل جالينوس من بعده لم يذكر الكمون البري في مفرداته البتة لا بإسم ولا بماهية ولا بكيفية فقول الرازي قال جالينوس في الكمون البري أن هذا الدواء حريف ، ثم أورد كلامه على فانيوس الذي هو الشاهترج تقول عليه ما لم يقل لكنه ركب إسم الكمون البري على الشاهترج وجالينوس إنما قال فانيوس كما قال ديسقوريدوس ، وفانيوس في كلامهما هو الدواء المعروف عند علمائنا وأئمة صناعتنا بالشاهترج وهي على الحقيقة ماهية وفعل وإسم وهذا يدل دلالة ظاهرة على أن فانيوس لم يرد به ديسقوريدوس الكمون البري مع إعطائه الماهية والكيفية المخالفين لماهية وكيفية فانيوس الذي هو الشاهترج فقد تقول الرازي على جالينوس وقوله في الموضعين من كتابه ما لم يقله إذ كان يقول : قال جالينوس في الكمون البري ثم يورد كلامه في فانيوس الذي هو الشاهترج عنده وعند ديسقوريدوس ، وأعجب من ذلك أن الرازي ذكر في كتابه بعينه الكمون البري وأورد فيه نص كلام ديسقوريدوس بعينه وإنما توهم على جالينوس أن فانيوس عنده هو الكمون البري وذلك باطل بل لم يذكر ديسقوريدوس الكمون البري البتة لا بالإسم ولا بالماهية ولا بالكيفية كما بيناه ، وما وهمه الرازي عليه في ذلك باطل وما قاله زور وما نسب إليه محال . | كمون أسود : هو الكمون البري على الحقيقة وقد يقال أيضا على الحبة السوداء بالعربية وهو الشونيز وقد ذكرته في حرف الشين المعجمة . | كمكام : قيل أنه صمغ الضرو وقيل قشره وقد ذكرت الضرو في الضاد المعجمة . | كندر : ابن سمحون : الكندر هو بالفارسية اللبان بالعربية . الأصمعي : ثلاثة أشياء لا تكون إلا باليمن وقد ملأت الأرض الورس واللبان والعصب يعني برود اليمن . قال أبو حنيفة : أخبرني أعرابي من أهل عمان أنه قال : اللبان لا يكون إلا بالشجر شجر عمان وهي شجرة مشوكة لا تسمو أكثر من ذراعين ولا تنبت إلا بالجبال ليس في السهل منها شيء ولها ورق مثل الآس وثمر مثل ثمره له مرارة في الفم وعلكه الذي يمضغ ويسمى الكندر ويظهر في أماكن تعفر بالفؤوس وتترك فيظهر في آثار الفؤوس هذا اللبان فيجتنى . ديسقوريدوس في الأولى : ليبانوا وهو الكندر وقد يكون في بلاد الغرب المعروفة عندنا باليونانيين بمنبته الكندر وأجود ما يكون منه هبال هو الذكر الذي يقال له سطاعونيس وهو مستدير الحبة وما كان منه على هذه الصفة فهو صلب لا ينكسر سريعا وهو أبيض ، وإذا كسر كان ما في داخله يلزق إذا مس وإذا دخن به احترق سريعا وقد يكون الكندر أيضا ببلاد الهند إلى اللون الياقوتي وإلى لون الباذنجان ، وقد يحتال له حتى يصير مستديرا بأن يأخذوه ويقطعوه قطعا مربعة ويخلونه في جرة ويدحرجونها حتى يستدير وهو بعد زمان يصير لونه إلى الشقرة ويقال له : سنغورس والكندر الذي من بلاد الغرب هو الثاني من بعده في الجودة مع الكندر المسمى السميلوطس ويسميه بعض الناس بوقسيس وهو أصغرها حصا وأميلها إلى لون الياقوت ، ومن الكندر نوع يسمى أمريسطن وهو أبيض وإذا فرك فاحت منه رائحة المصطكي ، وقد يغش الكندر بصمغ الصنوبر وصمغ عربي والمعزفة له إذا غش هينة وذلك أن الصمغ العربي لا يلتهب بالنار وصمغ الصنوبر يدخن به . والكندر يلتهب وقد يستدل أيضا على المغشوش من الرائحة . | جالينوس في السابعة : هذا يسخن في الدرجة الثالثة ويجفف في الدرجة الأولى وفيه مع هذا قبض يسير إلا أن الكندر الأبيض ليس يتبين فيه قبض البتة . وقال في الثامنة : الكندر ينضح ويحلل من غير أن يقبض . ديسقوريدوس : والكندر يقبض ويسخن ويجلو ظلمة البصر ويملأ القروح العميقة ويدملها ويلزق الجراحات الطرية بدمها ويقطع نزف الدم من أي موضع كان ونزف الدم من حجب الدماغ الذي يقال له سسعس وهو نوع من الرعاف ويسكنه ويمنع القروح الخبيثة التي في المقعدة وفي سائر الأعضاء من الإنتشار إذا خلط بلبن وعمل منه فتيلة وجعلت فيها ، وإذا خلط بالخل والزيت ولطخ به في ابتداء الوجع الذي يقال له مرميقيا قلعه وقلع القوابي ، وإذا خلط بشحم البط أو شحم الخنزير أبرأ القروح العارضة من إحراق النار والشقاق العارض من البرد ، وإذا خلط بالنطرون وغسل به الرأس أبرأ قروحه الرطبة ، وإذا خلط بالعسل أبرأ حرق النار والداحس ، وإذا خلط بالزفت أبرأ شدخ صدف الآذان ، وإذا خلط بالخمر الحلو وقطر في الأذان نفع من سائر أوجاعها وإذا خلط بالطين المسمى قيموليا ودهن الورد ولطخ به نفع الأورام الحارة العارضة في الثدي في النفاس وقد يخلط بالأدوية النافعة لقصبة الرئة والضمادات المحللة لأورام الأحشاء ، وإذا شرب نفع من نفث الدم وإذا شربه الأصحاء نفعهم وشجعهم ، وإذا شرب منه شيء كثير بخمر قتل . أبو جريج : يحرق الدم والبلغم وينشف رطوبات الصدر ويقوي المعدة الضعيفة ويسخنها والكبد والمعي إذا بردتا وإن أنقع منه مثقال في ماء وشرب كل يوم نفع المبلغمين وزاد في الحفظ وجلا الذهن وذهب بكثرة النسيان غير أنه يحدث لشاربه إذا أكثر منه صداعا . الفارسي : الكندر يهضم الطعام ويطرد الريح وهو جيد اللحمي . حكيم بن حنين : قال جالينوس : إذا كحلت به العين التي فيها دم محتقن نفع من ذلك وحلله . الرازي : الكندر يقطع الخلفة والقيء وربما أحدث وسواسا وينفع الخفقان . | الدمشقي : ينفع من قذف الدم ونزفه ووجع المعدة واستطلاق البطن واختلاف الأعراس ويجلو القروح الكائنة في العينين . البصري : الكندر يأكل البلغم ويذهب بحديث النفس ويزيد في الذهن ويذكيه . ابن سينا : في الثاني من القانون أجودها الذكر الأبيض المدحرج الدبقي الباطن والذهبي المكسور والأحمر أحلى من الأبيض وماء نقيعه يغسل به الرأس وربما خلط بالنطرون فينقي الحرارة ويجفف قروحه وقشوره وينقي المعدة ويقويها ويشدها . المجوسي : الكندر إذا مضغ جذب الرطوبات والبلغم من الرأس ، وإذا سقي أصحاب الزحير مع شيء من النانخواء نفعهم . إسحاق بن عمران : وإذا مضغ الكندر مع صعتر فارسي أو زبيب الخل جلب البلغم وينفع من اعتقال اللسان . ابن سينا في الأدوية القلبية : الكندر مقو للروح الذي في القلب والذي في الدماغ فهو لذلك نافع من البلادة والنسيان وحاله مناسب لحال البهمن إلا أنه أضعف منه في تقوية القلب وأقوى عطرية وبالترياقية التي فيه تنفع دخنته من الوباء . غيره : الكندر ينفع من السعال ومضغه يشد الأسنان واللثة ويصلحها والإكثار منه ربما أورث الجذام والبرص والبهق الأسود خاصة ودخانه إن أحرق مع الفطر أنبت الشعر في داء الثعلب . | إسحاق بن عمران : وبدله وزنه وربع وزنه من دقاقه . ديسقوريدوس : وقد يحرق الكندر بأن يؤخذ منه حصاة وتلهب في نار السراج وتوضع في فخارة نظيفة حتى تحترق ، وينبغي أنه إذا أحرق منه ما يكتفي به أن يغطى بشيء إلى أن يجمد فإنه إذا فعل به ذلك لم يصر رمادا ، ومن الناس من يغطي الفخارة بإناء من نحاس مثقوب الوسط مجوف ليجتمع دخان الكندر ، ومن الناس من يصيره في فخار جديد ويغليه على الجمر حتى ينقطع غليانه ولا يظهر منه رطوبة تغلي ولا بخار ، وإذا احترق يهون فركه وأما قشر الكندر فأجوده ما كان ثخينا يلزق وطيب الرائحة حديثا أملس ليس برقيق فإن سائر القشور لا تلهب وقد يغش بأن يخلط معه قشر ثمرة الصنوبر أو قشر شجرة الينبوت وهو شجرة قضم قريش ومعرفة ذلك بأن يعرض على النار فإن سائر القشور لا تلتهب وتدخن مع طيب رائحة وقد يحرق قشر الكندر كما يحرق الكندر . | جالينوس : قشر الكندر يقبض قبضا بينا فهو لذلك يجفف تجفيفا بليغا وهو أغلظ من الكندر وليس فيه حدة ولا حرافة أصلا ، ولما كانت له هذه الكيفيات والقوى صار الأطباء يكثرون استعماله في مداواة من ينفث الدم ومن معدته رخوة ومن به قرحة الأمعاء وليس يقتصرون على خلطه في الأضمدة التي يداوى بها من خارج دون أن يلتوه أيضا في الأدوية التي ترد إلى داخل البدن . وقال في كتاب حيلة البرء : وقشور الكندر تقبض وتجفف تجفيفا شديدا ، وبهذا السبب صرنا نستعمله في انبثاق الدم اليسير حرقا كما أنا نستعمله في انبثاق الدم الشديد محرقا في ذلك الوقت وأيضا نستعمله وحده مدقوقا منخولا وقد يسحق حتى يصير كالغبار . وقال في الميامن : قشور الكندر تقبض قبضا قويا إلا أنه على حال أقل قبضا من القلقند وقشور الشابرقان وما أشبههما . ديسقوريدوس : وقوة قشور الكندر مثل قوة الكندر غير أن القشر أقوى وأشد قبضا ، ولذلك إذا شرب كان أوفق من الكندر لمن ينفث الدم وللنساء اللواتي يسيل من أرحامهن رطوبات مزمنة إذا احتملته ويصلح لجلاء الآثار وقروح العين ولعلاج قروحها التي يقال لها قيلوماطا وأوساخ العين وإذا غلي كان صالحا لحكتها . الدمشقي : قشور الكندر قوي القبض واليبس وينفع من نزف الدم وقروح الأمعاء ، وإذا وضع كالمرهم يحبس البطن ويجفف القروح . إسحاق بن عمران : قوة قشر الكندر في الحرارة واليبوسة من الدرجة الثانية وبدله وزنه من الكندر مرتين ووزنه من دقاقه . جالينوس في حيلة البرء : ودقاق الكندر دواء فيه قبض قليل فهو بهذا السبب أفضل من الكندر في كثير من العلل إذا كان الكندر إنما فيه قوة تفتح بسبب أنه لا يقبض وخاصة ما كان منه أكثر دسومة وكان لونه أحمر قانيا يضرب إلى الحمرة أشد تجفيفا من الشديد اليابس الأبيض ودقاق الكندر يخالطه من قشور الكندر شيء يسير يكسبه قبضا . وقال مرة في كتاب قاطاحابس : في دقاق الكندر تحليل وتليين وجلاء مع قبض يسير وقال مرة أخرى : دقاق الكندر أشد قبضا من الكندر والكندر أبلغ في الإلزاق والتغرية من دقاقه . وقال في كتاب الميامن : دقاق الكندر هو ما ينزل من المنخل إذا نخل الكندر غير مسحوق فقط وهو ما يتفتت منه في الأعدال الكبار ويخالطه أجزاء صغار جدا من قشر الكندر وإذا كان كذلك فبينه وبين الكندر من الفرق أن فيه مع ما له مما للكندر من الإنضاج والتسكين قبضا يسيرا . ديسقوريدوس : وأجود دقاق الكندر ما كان منه أبيض نقيا ذا حصا وقوته مثل قوة الكندر غير أنه أضعف وقد يغشه قوم بأخلاطهم به صمغ الصنوبر منخولا وغبار الرحى ، وقشر الكندر ومعرفة ذلك بالنار فإنه إذا غش لا يبخر بخارا صافيا ولكن كدرا أسود فأما دخان الكندر فإنك إذا أحببت أن تعمله من الكندر فاعمله هكذا . خد بكليتين حصاة حصاة وألهبها بنار السراج وصيرها في إناء فخار جديد أو عتيق وغطه بإناء من نحاس مجوف مثقوب الوسط مجلو مستقصى إستقصاء في الجلاء وصير على شفة الفخار من ناحية واحدة أو من ناحيتين حجارة طولها أربعة أصابع لتنظر إلى الكندر وتعلم أن كان يحترق وليكن مكانا لما يدخل أولا من حصا الكندر وقبل أن تطفئ الحصاة التي صيرتها في الفخارة انطفاء تاما فضع حصاة أخرى ولا تزال تفعل ذلك حتى تعلم أنه قد اجتمع من الدخان ما تكتفي به وامسح خارج الإناء التي من النحاس مستجادا بأسفنجة مبلولة بماء بارد فإنك إذا فعلت ذلك لم يحم النحاس حميا شديدا ويتراكم الدخان بعضه على بعض ، وإن لم تفعل ذلك رجع الدخان من إناء النحاس إلى أسفل واختلط برماد الكندر ، وأحرق من الكندر ما بدا لك واجمع الدخان أولا فأولا فاجمع رماد الكندر المحترق وصيره على حدة وقوة دخان الكندر مسكنة لأورام العين الحارة قاطعة لسيلان الرطوبة منها نافعة لقروحها منبتة للحم في قروحها التي يقال لها قيلوماطا مسكنة للورم العارض فيها المسمى سرطانا ، وقد يجمع دخان المرودخان الميعة التي يقال لها أصطرك على هذه الصفة ويوافق لما وافقه دخان الكندر وكذا ما جمع من دخان سائر الصموغ . | كندس : هذا دواء لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس البتة وإنما حنين نقل عن جالينوس في مفرداته وترجم الدواء المسمى سطرونيون بالكندس وليس به وقد تكلمت عليه في حرف السين المهملة . إسحاق بن عمران : هو عروق نبات داخلة أصفر وخارجه أسود وشجرته فيما يقال شبيهة بالكنكر المسمى قناريه وهو الخرشف المسمى البستاني أرقط لون الورق بياض وخضرة والمستعمل منها العروق ويجمع في يونيه . بديغورس : خاصيته قطع البلغم والمرة السوداء الغليظة ويحلل الرياح من الخياشيم . حبيش بن الحسن : وقوة الكندس من الحرارة في أول الدرجة الرابعة ومن اليبوسه في آخر الدرجة الثالثة وهو دواء شديد الحرارة وشربه خطر عظيم ومقدار الشربة منه ليتقيأ به من دانق إلى أربعة دوانيق مسحوقا منخولا بحريرة صفيقة مدوفا بصفرة ثلاث بيضان وقد شويت شيا لم ينضج وفيها رقة مع ماء قد أغلي فيه عدس وشعير مرضوض مقشور مقدار نصف رطل فإنه يقيئ قيئا جيدا . ماسرحويه : هو حديد الطعم وإذا سحق ونفخ في الأنف هيج العطاس وإذا شرب منه مقدار ما ينبغي قيأ الإنسان جيدا وينزل البول والحيضة وهو من الأدوية القاتلة إذا لم يرفق به . وقال يقيئ بقوة ويسهل ويعطش وقال هو حريف جلاء لكنه يجفف الحلق ويهيج وجع البطن وينبغي أن يسقي اللبن ودهن الخل . الرازي في الحاوي : عن الكندي كان أبو نصر لا يبصر القدر ولا الكواكب بالليل فاستعط بمثل عدسة كندس بدهن بنفسج فرأى الكواكب بعض الرؤية في أول ليلة وفي الثانية برأ برءا تاما وجربه غيره وكان كذلك ، وهو جيد للغشاء جدا . إسحاق بن عمران : وإذا كان الولد ميتا في البطن لثلاثة أشهر أو أربعة وسحق الكندس وعجن بالعسل واتخذت منه فتيلة واحتملته المرأة فإنها تلقيه ولا يستعط به في القيظ ولا في الصيف فإنه ينشف الرطوبة ويسعط به فيما سوى ذلك . التجربتين : إذا سجن بالخل وطلي به البهق وتمودي عليه أزاله ، وإذا أغلي في الخل وضرب بدهن ورد نفع من الحكة ، وإذا سحق وصير في خرقة واشتم عطس ونقي الدماغ ونبه المصروعين والمفلوجين وأعان بالعطاس على دفع المشيمة ، وإذا شرب منه وزن ربع درهم أو نحوه بالسكنجبين والماء الحار قيأ بلغما لزجا ، وإذا خلط بالزفت ووضع على القوباء العتيقة وتمودي عليه قلعها . ابن سينا : يجلو البهق والبرص وخصوصا الأسود من البهق وبدله في القيء جوز القيء وزنه وثلث وزنه فلفل وهو من جملة الأدوية المنقية للأذن من الوسخ وينفع من الخشم ويفتح سدد المصفاة . | كنكر : هو الخرشف البستاني . ديسقوريدوس في 3 : هو صنف من الشوك ينبت في البساتين والمواضع الصخرية والتي فيها مياه وله ورق أعرض بكثير وأطول من ورق الخس مشرف مثل ورق الجرجير عليه رطوبة تدبق باليد أملس إلى السواد وساقه طولها ذراعان ملساء في غلظ أصبع وفيما يلي طرف الساق الأعلى ورق صغار شبيهة بما صغر من ورق النبات الذي يقال له قسوس مستطيل لونه شبيه بزهر النبات المسمى براقيس يخرج فيما بينه زهر أبيض ، وله بزر مستطيل أصفر اللون وفي طرفه كرأس الدبوس وأصوله لزجة فيها شيء شبيه بالمخاط في لونها حمرة النار طوال ، وإذا تضمد به بالماء وافق حرق النار والتواء العصب وإذا شربت أدرت البول وعقلت البطن ونفعت قروح الرئة وخضد لحم العضل وخضد أطرافها . وقال الرازي في دفع مضار الأغذية : هو غليظ الجرم بطيء الإنهضام والإنحدار وينفخ ويزيد في الباه ويسخن الكلى والكبد والمثانة وإصلاحه أن يهري بالطبخ ويكثر فيه هذه التوابل والأبازير اللطيفة ويؤكل جرمه . قسطس في الفلاحة : إن أذيب قيروطي وشرب بماء الكنكر حلل جميع الأورام الصلبة سريعا وإن غسل الرأس بمائه أذهب الحكة وإن طلي بالدهن والشمع المشرب بماء الكنكر على البرش في الوجه مرات قلعه وإن طلي على داء الثعلب أنبت الشعر في داء الثعلب . ماسرحويه : بارد يزيد في المرة السوداء جدا . ديسقوريدوس : وقد يكون من هذا النبات بري شبيه بالشوكة التي يقال لها سقولومس وهو نبات مشوك أقصر من البستاني وقوة أصل البستاني كالبري . حامد بن سمحون : هذا هو الكنكر البري وهو صنف من الشوك يسمى أفثيس باليونانية والهيسر بالعربية . | كنكرزذ : معناه صمغ الخرشف وهو تراب القيء وقد ذكرت صمغ الخرشف في الصاد المهملة . | كنهان : بالفارسية . الفلاحة : ورقها يشبه ورق الحبة الخضراء ولونها وحدتها وقوتها مثلها ولها أغصان تتفرع على ساق حسنة غليظة ويعرق عروقا طوالا وصورتها كشجرة طويلة صغيرة وزرعها أهل بلد بابل فأنجبت وهي أصغر من شجرة الحبة الخضراء وأرطب ورقا وأغصانا وفيها خاصية عجيبة لطرد العقارب حتى لا يرى عقرب واحدة منها في موضع تكون فيه ولقد أخذنا من ورقها وطرحناه في طست فيه ثلاث عقارب فنفرت عظيما ونهش بعضها بعضا حتى كففن عن الحركة وتماوتن بعد ساعتين ، وقد يدخلها الأطباء في الضمادات المسخنة وإذا أكثر شمها وجد منها رائحة الدخان وهي تؤكل فتسخن الدماغ والبدن سريعا شديدا إذا أكثرت منها وتسخن الكبد والطحال . | كنيب : أوله كاف مفتوحة بعدها نون مكسورة ثم ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم باء بواحدة من تحتها ، وهو نوع من العلس يحمل حبة واحدة في غلاف وهو معروف باليمن بهذا الإسم . | ديسقوريدوس في الثانية : أوليدا هو حب من جنس را غير أنه أقل غذاء منه بيسير وقد يعمل منه خبز ويطحن أيضا جريشا أجرش من الدقيق . جالينوس في الثامنة : جوهر هذه الحبة متوسط بين الحنطة والشعير على طريق الغذاء وعلى طريق الدواء ، ولذلك ينبغي أن يستعمل الحدس في تعرف الحال فيها مما وصفنا به الحنطة والشعير . | كنباب : الغافقي : هو نبات ينبت في المياه القائمة والقليلة الجري ويمتد ويطول تحت الماء وقضبانه طوال دقيقة كثيرة ويخرج من أصل واحد فيها عقد كثيرة والورق على العقد محيط بها من كل جانب كثيرة متكاثفة ، وورقه هدب خشن المجس يقال أنه إذا غسل ودق وربي بماء الورد وضمد به قيل الصبيان نفع منها . | كندلا : أبو حنيفة : هو من نبات بلاد الدنبل ينبت في ماء البحر وبه تدبغ هناك الجلود الدنبلية الحمراء الغليظة . مجهول : قشرها هو الأيدع وهو قشر أحمر يقع في أدوية الفم وفي الأدوية النافعة من نفث الدم . ابن حسان : وينبت أيضا في جوار هذه الشجرة في جوف الماء في البحر شجر يقال له التنوم يشبه شجر الدلب في غلظ سوقه وبياض قشره وخشبه أيضا أبيض وورقه مثل ورق اللوز والأراك ولا شوك له ولا ثمر وهو مرعى للغنم والبقر والإبل تخوض عليه الماء حتى تأكل ورقه وأطرافه الرطبة ويحمل حطبه إلى المدن والقرى ويبيعونه ويستوقدونه لطيب رائحته ومنفعته وهو كثير بسواحل بحر عمان وماء البحر عدو لكل الشجر إلا الكندلا والتنوم وكلاهما يقبضان شديدا ويشدان . | أقول : هذه الشجرة هي التي تنبت في بحر الحجاز وتعرف بالشورة وقد ذكرتها في الشين المعجمة . | كهرباء : زعمت التراجمة في متن كتاب ديسقوريدوس وجالينوس أن الكهرباء هو صمغ الجوز الرومي وليس كما زعموا بل غلطوا فيه لأن جالينوس لما ذكر الجوز الرومي قال فيه : ورد هذه الشجرة قوته حارة في الدرجة الثالثة وصمغتها شبيهة بزهرتها وهي أسخن من الزهرة ، وأما ديسقوريدوس فقال فيه أنه إذا فرك فاحت منه رائحة طيبة هذا قول الرجلين الفاضلين في صمغ الجوز الرومي ، وليس في الكهرباء شيء من ذلك لا في الماهية ولا في القوة ولا في طيب الرائحة ولا في الإسخان أيضا فقد ظهر من كلام التراجمة أنهم تقولوا على الفاضلين ما لم يقولا أن الكهرباء هي صمغة الجوز الرومي فتأمل ذلك . الغافقي : هي صنفان منها ما يجلب من بلاد الروم والمشرق ، ومنها ما يوجد بالأندلس في غربيها عند سواحل البحر تحت الأرض وأكثر ما يوجد منها عند أصول الدوم ، وزعم جهال الناس أن تلك المواضع كانت قبورا في القديم وأن ملوك الروم كانوا يديبونها ويصبونها على موتاهم لأنها تحفظ صورة الميت وتبدو صورته بأشفافها ، وهذا كذب لأن تلك المواضع لو كانت قبورا لكان أكثر ما تصاب في البراحات وتجمعها الحراثون وتؤخذ قطرات كالصمغ وهي أحسن وأصغر وأصلب من المشرقية وأقوى فعلا . وأخبرني الخبير به أنها رطوبة تقطر من ورق الدم لأنه هناك في هذه الناحية عند طلوعه من الأرض تقطر منه رطوبة شبيهة بالعسل هو يكون منها هذا الدواء وقد يكون فيه الذباب والتبن والمسامير والحجارة والنمل . ابن سينا : هو صمغ كالسندروس مكسره إلى الصفرة والبياض شفاف وربما كان إلى الحمرة يجذب التبن والهشيم من النبات ولذلك سمي كاه رباء أي سالب التبن بالفارسية وقال في الأدوية القلبية : لها خاصية في تقوية القلب وتفريحه معا بتعديلها المزاج وتمتينها الروح . ابن عمران : هي باردة يابسة وإذا شرب منه نصف مثقال بماء بارد حبس الدم الذي ينبعث من انقطاع عرق في الصدر ويحبس نزف الدم من أي موضع كان وينفع خفقان القلب الكائن من المرة الصفراء من قبل مشاركة القلب لفم المعدة وينفع من وجع البطن والمعدة . الخوز : يقطع الرعاف وإذا علق على صاحب الأورام الحارة نفعها . ثاوفرسطس : إن علق على الحامل حفظ جنينها ويحفظ صاحب اليرقان وينفعه تعليقا ، وإن سحق ولطخ على حرق النار نفعه جدا . ماسرحويه : إن شرب منه مثقال حبس التحلب من الرأس والصدر إلى المعدة . أنطيلس : الآمدي يبرئ من عسر البول ، وإذا شرب مع المصطكي نفع أوجاع المعدة . أبو جريج : له خاصية في إمساك الدم وخاصة الزحير . الرازي : جيد لسيلان دم الطمث والبواسير والخلفة شربا . بديغورس : إذا شرب منه نصف مثقال بماء بارد حبس القيء ونفع من الكسر والرض . نبادوق : بدله إذا عدم وزنه من الطين الأرمني مرتين وثلثا وزنه من السليخة ونصف وزنه من البزرقطونا المقلو . غيره : بدله وزنه من السندروس . | كهورات : الفلاحة : هي بقلة حارة حريفة ليس لها كثير إسخان مع حرافتها وحرارتها ومرارتها ورقها مدور شديد التدوير في صورة ورق الخبازي وألطف منه ولها رائحة ذكية طيبة وفيها أدنى لزوجة وهي شديدة الخضرة وتبزر بزرا بغير ورد وبزره حار رطب طيب الرائحة والطعم يرتفع شبرا أو أرجح بقليل وينبت في الصيف وهي صالحة للمعدة مفتقة للشهوة هاضمة للطعام وتؤكل نيئة ومطبوخة ، وقيل أنها تطرد الوزغ والدود وبزرها إذا سحق وتمرخ به بدهن ورد نفع من الأعياء . | كهكم : هو الباذنجان من جداول الحاوي وقد ذكر في الباء . | كهيانا : هو عود الفاوانيا وذكرته في الفاء . | كوارع : الرازي في الحاوي : قال جالينوس في كتاب الكيموسين أنها تولد كيموسا لزجا لكنه ليس غليظا وهي صالحة في الإنهضام عديمة الفضول بلزوجتها حسنة الكيموس سريعة الإنهضام . ابن ماسويه : أطراف الحيوان لزجة عصبية تغذو غذاء يسيرا وتسهل الطبع بلزوجتها بطيئة الهضم نافعة من السعال المتولد من حرارة وخاصة إذا طبخت مع ماء الشعير المقشر . الرازي في دفع مضار الأغذية : وأما الأكارع فقليلة الغذاء والفضول لأنها كثيرة الحركة تولد دما باردا لزجا وقد ينتفع بإدمان أكلها لمن يحتاج أن ينجبر منه عظم مكسور وإذا عملت بالخل والأنجدان قلت لزوجتها وبردها واندفع عنها توليد القولنج الثفلي الصعب الشديد فإنه كثيرا ما يتولد عن إدمان أكل الأكارع ذلك وإن أبطأ خروجها من البطن في حالة فينبغي أن يبادر بالجوارشنات المسهلة وهي صالحة للمحمومين ولمن يحتاج إلى غذاء قليل ولمن به نفث الدم أو سحج المعي وجري الدم من أفواه البواسير ، وبالجملة فلمن يحتاج إلى تغرية وتسديد أو لتوليد الدشبذ لينجبر به عظم مكسور . قال الشريف : الإغتذاء بها ينفع من شقاق اللسان والشفتين الكائن عن حر ومن سحج الأمعاء ويلين خشونة الحلق . | كور : هو مقل اليهود أيضا وسنذكره في الميم . | كوركندم : هو جوزجندم وقد ذكرته في الجيم . | كواكف : هو الباذاورد من جداول الحاوي وقد ذكر في الباء . | كوشاد : هو الجنطيانا الرومي المعروف بالبسلسكة وقد ذكر في الجيم . | كوكب شاموس : هو طين شاموس المعروف وقد ذكرته مع الأطيان في الطاء . | كوكب الأرض : الغافقي : هو ملح سبخة يقال لها كوكب قيموليا . الرازي في الحاوي : قال كوكب الأرض هو الطلق . قال إبن إسحاق : هي شجرة تضيء بالليل وقال بعضهم أنه تصحف على ناقلة من صخرة تضيء بالليل وهو الطلق أيضا . | أقول : قد ذكرت الطلق في الطاء وما قيل في سراج القطرب في السين المهملة . | كوكم : هو الفلفل أيضا من فهرست الأسماء للغافقي . | كوبرا : أقول هو الفلفل بالهندية من الحاوي . | كيلدارو : هو السرخس بالفارسية وقد ذكرته في السين المهملة . | كية : هو بكسر الكاف وبالياء المنقوطة باثنتين من تحتها وهي مشددة مفتوحة ثم هاء إسم للمصطكي وهو علك الروم وسيأتي ذكره في الميم . | كيخرس : بالرومية هو الجاورس أوله كاف مكسورة بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم خاء معجمة وساكنة أيضا بعدها راء مهملة مضمومة ثم سين مهملة . | كيلكان : مذكور مع أنواع الكراث . |

صفحة ٣٥٨