(ومنها) أن الله تعالى يلحظه فى كل عام لحظة فى ليلة النصف من شعبان.
(ومنها) أن خمسة من جرهم تواعدوا أن يسرقوا ما فى خزانة الكعبة من الحلى، فقام على كل زاوية من البيت رجل منهم، واقتحم الخامس، فجعل الله تعالى أعلاه أسفله وسقط منكسا فهلك وفر الأربعة (1).
وبعث الله تعالى حية سوداء الرأس والذنب، وباقيها أبيض. فحرست البيت خمسمائة سنة، وهى التى اختطفها العقاب، كما تقدم. ويروى أن هذه الحية هى الدابة التى تخرج عند قيام الساعة تكلم الناس. كذا نقله ابن جماعة (2).
(ومنها) ما روى عن ابن عباس أن رجلا قرشيا قتل هاشميا فى الجاهلية وأنكر قتله.
فقال له أبو طالب: اختر إحدى ثلاث: إما أن تؤدى مائة من الابل، وإما أن يحلف خمسون رجلا من عشيرتك أنك لم تقتله، وإلا قتلناك. فاختار عشيرته الحلف. فقبل أبو طالب عن واحد منهم الفداء، وأطلق آخر بشفاعة أمه فيه، وحلف ثمانية وأربعون عند البيت. قال ابن عباس: فوالذى نفسى بيده ما جاء الحول ومنهم عين تطرف. وقال إن ذلك أول قسامة فى الجاهلية (3).
(ومنها) أيضا أن خمسين رجلا من بنى عامر بن عامر بن لؤى حلفوا فى الجاهلية عند البيت على قسامة باطلا. ثم خرجوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق نزلوا تحت صخرة، فبينما هم قائلون إذ أقبلت الصخرة عليهم. فخرجوا من تحتها يسعون، فانفلقت خمسين فلقة فأدركت كل فلقة رجلا فقتلته (4).
(ومنها) ما روى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه سأل رجلا من بنى سليم عن ذهاب بصره فقال: يا أمير المؤمنين، كنا بنى الضبعاء عشرة، وكان لنا ابن عم فظلمناه، فكان يذكرنا بالله والرحم أن نكف عنه، وكنا أهل جاهلية نرتكب كل الأمور، فلما رآنا لا نرد ظلامته أمهل (5) حتى إذا دخلت الأشهر الحرم انتهى إلى الحرم فجعل يرفع يديه ويقول:
صفحة ٦٠