كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك" (¬1)، فهذه وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- للعبد في جميع حالاته، فكيف بالعبد في صلاته، إذا قام بين يدي الله عز وجل في موضع خاص، ومقام خاص، يريد الله ويستقبله بوجهه، ليس موضعه ومقامه وحاله في صلاته كغير ذلك من حالاته. جاء الحديث: "إن العبد إذا افتتح الصلاة استقبله الله عز وجل بوجهه، فلا يصرفه عنه، حتى يكون هو الذي ينصرف، أو يلتفت يمينا وشمالا" (¬2) وجاء الحديث قال: "إن العبد ما دام في صلاته فله ثلاث خصال: البر يتناثر عليه من عنان السماء إلى مفرق رأسه، وملائكة يحفون به من لدن قدميه إلى عنان السماء، ومناد ينادي: لو يعلم العبد من ينادي ما انفتل" (¬3)، فرحم الله من أقبل على صلاته خاشعا، خاضعا، ذليلا لله عز وجل، خائفا، داعيا راغبا، وجلا، مشفقا، راجيا، وجعل أكبر همه في صلاته لربه تعالى،
صفحة ٥٠٩