311

الجامع لعلوم الإمام أحمد - الأدب والزهد

تصانيف

يا مسلمة! أترى لو أن رجلا أكل هذا، ثم شرب عليه من الماء أكان يجزيه إلى الليل؟ قلت: لا أدري.

قال: فرفع أكثر منه. فقال: هذا؟

قلت: نعم يا أمير المؤمنين، كان كافيه دون هذا، حتى لا يبالي أن لا يذوق طعاما غيره.

فقال: فعلام يدخل النار!

قال مسلمة: فما وقعت مني موعظة ما وقعت هذه.

حدثني محمد بن إدريس البزار قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: ما ينبغي للرجل أن يشبع اليوم من الحلال؛ لأنه إذا شبع من الحلال، دعته نفسه إلى الحرام، فكيف من هذه الأقذار؟ !

سمعت بعض أصحابنا -وهو: أبو حفص؛ ابن أخت بشر- قال: سمعت بشرا يقول: ما شبعت منذ خمسين سنة.

سمعت أبا نصر التمار يقول: قال لي بشر بن الحارث: إني لأشتهي هذا الباذنجان منذ عشرين سنة.

حدثنا عباد بن راشد، عن الحسن قال: قيل لسمرة: إن ابنك قد بشم الليلة. فقال: لو مات ما صليت عليه.

عن عمرو بن الأسود العنسي؛ أنه كان يدع كثيرا من الشبع؛ مخافة الأشر.

"الورع" (330 - 353)

قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا الفضل، عن الحسن: قال لقمان لابنه: يا بني، لا تأكل شبعا فوق شبع، فإنك إن تلقه بنبذه للكلب خير لك من ذلك.

"الزهد" ص 97

صفحة ٣١٧