الجامع لعلوم الإمام أحمد - الأدب والزهد
تصانيف
223 - أجناس ما يتاب منه
قال عبد الله: حدثنا أبي، حدثنا محمد بن جعفر، أخبرنا عوف، عن خالد بن ثابت الربعي، أنه قال: بلغني أنه كان في بني إسرائيل رجل شاب قد قرأ الكتاب وعلمه علما، وكان مغمورا فيهم، وأنه طلب بعلمه وقراءته الشرف والمال، وأنه ابتدع بدعا أدرك الشرف والمال في الدنيا، ولبث كذلك حتى بلغ سنا، وأنه بينما هو نائم ليلة على فراشه، إذ تفكر في نفسه، فقال: هب هؤلاء الناس لا يعلمون ما ابتدعت، أليس الله عز وجل قد علم ما ابتدعت، وقد اقترب الأجل، فلو أني تبت؟ قال: فبلغ في اجتهاده في التوبة أن عمد فخرق ترقوته، وجعل فيها سلسلة، ثم أوثقها إلى آسية من أواسي المسجد، وقال: لا أبرح مكاني هذا حتى ينزل الله في توبة، أو أموت موت الدنيا، قال: وكان لا يستنكر الوحي في بني إسرائيل، فأوحى الله عز وجل في شأنه إلى نبي من أنبيائهم: إنك لو كنت أصبت ذنبا بيني وبينك لتبت عليك، بالغا ما بلغ، ولكن كيف من أضللت من عبادي فماتوا فأدخلتهم جهنم؟ فلا أتوب عليك. قال عوف: حسبته أنه يقال: اسمه: بربريا.
"الزهد" ص 123
قال الخلال: وأخبرني محمد بن أبي هارون، ومحمد بن جعفر، أن أبا الحارث حدثهم قال: سألت أبا عبد الله، قلت: ما تقول فيمن قتل مؤمنا متعمدا، هل تجب له النار؟ قال: دعها.
وأخبرنا محمد بن أبي هارون، أن أبا الصقر الوراق حدثهم أنه سأل أبا عبد الله: هل تعرف شيئا من الذنوب ليس له توبة؟
قال: أتخوف أن يكون القتل.
"أحكام النساء" (94 - 95)
صفحة ٢٢٣