جامع العلوم والحكم

ابن رجب الحنبلي ت. 795 هجري
73

جامع العلوم والحكم

محقق

الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا

الناشر

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

مكان النشر

القاهرة

[وتعليم العلم والإنفاق]: • وَخَرَّجَ مُسْلِمٌ مِنْ حديث أبي هُرَيرَة (^١) ﵁: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقولُ: "إِنَّ أوّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلَيْهِ: رَجُلٌ اسْتُشهد فَأُتِيَ به فَغَرّفَهُ نعمه فَعرَفَها فَقَالَ: مَا عَمِلْتَ فِيها؟ قَالَ: قَاتَلتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدتُ؟ قَالَ: كَذَبْتَ وَلكنَّكَ قَاتَلتَ لأنْ يُقَالَ جَريءٌ فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أُمِرِ به فَسُحِبَ عَلَى وَجْهه حتَّى أُلْقِيَ في النَّار". "وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعلْمَ وعلَّمَهُ وقَرَأ القُرآنَ فأُتِيَ بِه فَعَرّفه نِعَمَهُ فَعَرفَهَا قَال: فما عَمِلَتَ فِيها؟ قَالَ: تَعلّمْتُ العلْمَ وَعلَّمْتُهُ، وقَرأْتُ فِيكَ القُرآنَ؟ قَالَ: كَذَبْتَ ولكِنَّك تَعلّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عالِمٌ، وقَرأتَ القرآن لِيُقَال قَارئ (^٢) فَقَدْ قيل ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ على وَجْهه؛ حتى أُلْقِي في النَّار". " وَرَجلٌ وسُّعَ الله عليه وأَعْطَاهُ مِنْ أصناف الْمَال كُلِّه (^٣) فأُتِيَ به فَعَرَّفهُ نِعَمَهُ فَعَرفَها، قَال (^٤) فَما عَمِلْتَ فِيها؟ قَال (^٥) مَا تَركْتُ مِنْ سَبيلٍ تحبُّ (^٦) أنْ يُنفْقَ فِيها إلّا أنْفَقْتُ فِيها لك؟ قَالَ: كَذَبْتَ ولكنكَ فَعلْت لِيقَالَ هوُ جَوَادٌ؟ فَقَدْ قِيلَ، ثمّ أُمِرَ به فَسُحِبَ عَلىَ وَجْهه ثم (^٧) أُلْقِيَ فيِ النَّار". * * * [معاوية يبكي عند سماعه هذا الحديث]: • وفي الحديث أن معاوية لما بلغه هذا الحديث بكى حتى غُشِيَ عليه فلما أفاق قال: صدق الله ورسوله، قال الله ﷿: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (١٥) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّار﴾ (^٨). * * *

(^١) في كتاب الإمارة: باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار ١٥١٣ - ١٥١٤. (^٢) سقطت من هـ، م. (^٣) ليست في هـ، م. (^٤) في هـ، م: "فقال" وما أثبتناه موافق لما في الصحيح. (^٥) في هـ، م: "فقال". (^٦) في هـ، م: "تحبه أن ينفق فيه" وما أثبتناه كما في مسلم. (^٧) في هـ، م، ب: "حتى"، وما آثرناه هو الموافق لما في مسلم. (^٨) سورة هود: ١٥، ١٦.

1 / 77